كلمة فنان صفة لها سحر وجاذبية وتفرد لا يستحقها إلا إنسان مبدع متميز بوصلته مضبوطة على هموم البشر وراداره يلتقط الإحساس ويفهم اللفتة ويترجم الإيماءة ويتعذب لدموعهم وآلامهم وشجونهم، ولكن من يحضر حفلة تعذيب وسحل لبنى آدم وينصب نفسه قاضياً ويحقق معه بل يصور إصاباته بالكاميرا وهو فرحان مسرور منفرج الأسارير فهذا لا يستحق لقب فنان لأنه افتقد أبسط الأبجديات الإنسانية!
هذا ما فعله المدعو عمرو واكد فى يناير 2011 عندما اكتسب لقب الفنان الثورى زوراً وبهتاناً لمجرد أنه سجل مع الكاميرات فى الميدان مستغلاً شهرته وراكباً على حادث اعتقال شقيقه، من منح هذا العمرو واكد لقب الثورى وصك الثورية وأدخله جنة الثوار؟
هل هناك فنان يفعل هذه الفعلة الحقيرة السافلة المتدنية من تصوير إنسان أعزل مسحول متورم الوجه ويحضر حفل تعذيبه فى سلخانة صفوت حجازى والخضيرى وأسامه ياسين وأحمد منصور رفقاء السلاح وزملاء النضال الثورى؟!
أصدقك القول يا أستاذ عمرو.. أنا لم أقتنع بك كممثل فى أى لحظة وفشلك المزمن وسماجة أدائك وتخشيبك الفنى وتصلبك الإبداعى وإمساكك التمثيلى وتلبكك الأدائى وقفوا حائلاً بينك وبين مسام مخى وشغاف قلبى، وآخر أدوارك فى مسلسل «الزوجة التانية» كان فضيحة مركبة وجرسة مكعبة ومصيبة بالألوان الطبيعية، وعندما تجرأ مخى وقارن بينك وبين شكرى سرحان الذى أديت دوره بمنتهى الرداءة والسذاجة والآلية وجدت وجدانى يصفعنى بالقلم مستنكراً هذا العته والجنون والعبط الذى ارتكبته؛ فقد كنت كمن يقارن الذهب بالصفيح، أنا مندهش من هذا الحس الغليظ والوجدان السقيم والروح الباردة والنفس السوداء التى جعلت فرداً مثلك يرتكب هذه الحماقة ويستمتع بمهانة إنسان وذل مواطن حتى لو كان عريقاً فى الإجرام وهو لم يكن كذلك وكان مجرد فريسة لضباع الإخوان وأذنابهم، المفروض أنك فنان ولست بلطجياً، المفروض أنك سينمائى ولست هجاماً، المفروض أنك خريج الجامعة الأمريكية لا خريج مدرسة «إبراهيم الأبيض» الابتدائية، يا عمرو.. للأسف أنت لست فناناً ولست ثورياً ويا خسارة على زمن كنا نحتمى فيه بالفن ضد البلطجة فإذا بالبلطجة تغتال الفن والفنان.
نقلا عن الوطن