بقلم د. وسيم السيسى | السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠١٣ -
٢٥:
٠٧ ص +02:00 EET
د. وسيم السيسي
سمعت الدكتور جابر نصار فى إحدى القنوات التليفزيونية يقول إن المادة الأولى من الباب الأول من الدستور المقترح ٢٠١٣ ألا وهى: مصر دولة مدنية.. لم تُعرض على اللجنة إطلاقاً، كما أن هذه المادة لا وجود لها فى دساتير العالم كله.. إلى هنا ينتهى كلام الدكتور جابر، وحقيقة الأمر أن هذه المادة: مصر دولة مدنية، أقرتها لجنة المقومات الأساسية بل وصوتت عليها بعشرة أصوات فى صالحها مقابل أربعة أصوات ضدها، وبكل أسف حذفت لجنة الصياغة كلمة مدنية، وكأنها تفسح المجال الآن لتكون مصر دولة عسكرية أو دينية! صحيح أن هذه المادة لم تُعرض، ولن تُعرض على اللجنة العامة إلا بعد أن تحذف كلمة مدنية.. لذا كان واجباً على الدكتور جابر ذكر الحقيقة كلها لا جزء منها، وعلى كلَّ أنا أهدى كلمات بروفيسور وجدى ثابت، أستاذ الدستور بجامعة لاروشيل بفرنسا، عضو مجلس الدساتير الدولى wagdi.sabet@yahoo.fr إلى الدكتور جابر وكل من يتفق معه فى حذف كلمة: مدنية! إنه يقول: وضع كلمة مدنية فى ديباجة الدستور، ضمانة مهمة ضد كل من الطابع العسكرى، والطابع الدينى للنظام السياسى لأنه أدق فى الدلالة القانونية، وينفى فوراً الطابع العسكرى والدينى عن نظام الحكم.
وفى اتصال تليفونى مع الصديق العزيز الدكتور يحيى الجمل، سألته عن وجود كلمة مدنية فى دساتير الدول المتقدمة.. قال إنهم ليسوا فى حاجة إليها لأنها دول مدنية حقاً، لا دينية ولا عسكرية، وإلا كمن عرف الماء بالماء، والهواء بالهواء!
رسائل حارقة من قلوب محترقة.. الدكتورة بسمة أحمد الصقار، بجامعة حلوان، تقول: حينما يُغتال الضباط بسبب وظائفهم، والأقباط بسبب ديانتهم، فنحن فى غابة وليست دولة، والمؤسف أن من يتشدقون بالمواطنة وحقوق الإنسان، يصابون بالعمى والصمم والخرس حين تكون الضحية جندياً أو مسيحياً، هؤلاء المنافقون يتمسحون بالدين، والدين منهم براء.
فى كتاب نوبواكى نوتوهارا: العرب فى عين يابانية.. ترجمة منى فياض.. يقول: العرب متدينون جداً.. فاسدون جداً، يكثرون من استخدام كلمة ديمقراطية، وهم أبعد الناس عنها، الحزن على وجوههم لغياب العدالة الاجتماعية، عرض علىّ موظف فى متحف قطع آثار قديمة، عجبت من موظف اختاره وطنه ليحرس آثاره، نجده يخون وطنه ويسرقه ويبيع آثار أجداده منذ آلاف السنين، وإذا اكتشفه أحد.. لا يشكو.. هذا هو الصمت المتواطئ «وأنا مالى».
إن رئيس الوزراء اليابانى يتغير كل سنتين لمنع أى شكل من أشكال الاستبداد، بينما فى البلاد العربية يظل الحاكم مدى الحياة، الأطفال فى الشوارع دون مرافقة بالغين، فضلاً عن شيوع الضرب فى المدارس وسماع بكاء الأطفال.. انتهى كلام نوتوهارا.. ولا تعليق.
طلبوا من أحمد ماهر ثلاث مرات أن يتجه لقسم شرطة قصر النيل حتى يعطى الغطاء القانونى لمظاهرة لن يتواجد فيها.. رفض.. التمسوا.. رفض..! إنها حكومة العجزة! حكموا على سقراط بالإعدام، رتب له تلاميذه الهرب! رفض قائلاً: عدم احترام القانون حتى وإن كان ظالماً.. يؤدى للفوضى! والقانون الظالم يعدل بقانون عادل!!
هذا هو سقراط.. وهذا هو أحمد ماهر، والببلاوى الذى لا يعرف أن القسوة أحياناً.. إنما هى رحمة بالمجموع.
أعلنت مؤسسة نوبل بستوكهولم.. أن تتقدم أى دولة بما ساهمت به فى تقدم البشرية.. حتى وإن كان منذ آلاف السنين.. تقدمت مصر باختراعها لورق البردى وهكذا حفظت تاريخ البشرية، كما تقدمت باكتشافها السنة الشمسية بعد أن كان التقويم قمرياً، كما تقدمت بهدايتها للبشرية بأن عرّفتها أن الله واحد أحد، وأن هناك بعد الموت ثواباً وعقاباً.. جنة وناراً، كما تقدمت بأول قانون دولى «تحوت»، وأول قانون لحقوق الإنسان «حور محب»، كما تقدمت باكتشافها السلم الموسيقى، والرقص، والغناء، وسائر الفنون التى تتقدم بها الشعوب، كما تقدمت بأول قانون.. دهشة للمؤرخين «د. السقا والسليمى»، كما تقدمت بالأنتيمون كعلاج للبلهارسيا منذ آلاف السنين!
حصدت مصر جوائز نوبل كلها، فتراجعت السويد عن عرضها!!
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع