الأقباط متحدون - سقراط ذبابة الخيل
أخر تحديث ٠٨:٥٤ | السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٢١ | العدد ٣٠٢٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سقراط ذبابة الخيل


 هذا ما وصفه به تلميذه أفلاطون، إنه الذبابة التى تلدغ الخيل فتدفعها إلى الحركة، حواراته الفلسفية كانت أيضاً تلدغ البشر وتدفعهم إلى تشغيل عقولهم. نعرف عنه القليل، ومن هذا القليل أنه تم الحكم عليه بالإعدام بسبب أفكاره التى تفسد الشباب، وكانت المحاكمة (ديمقراطية) بحق، لم يكن هناك قاض واحد أو أكثر، كانت هيئة المحكمة مكونة من أهل أثينا جميعا. من خط سير حياته، من شجاعته فى القتال عندما خدم كجندى، من صراعه ضد الحكومات الديكتاتورية، نستطيع أن نستنتج أن الحكم بإعدامه صدر لأسباب سياسية وليس بسبب أفكاره الفلسفية. بعد صدور الحكم يبدو أن بعض العقلاء فى الحكومة قرر أنه لابد أن تتاح له الفرصة للهرب، وحمل له بعض تلامذته هذه الرسالة غير أنه رفض الهرب من تنفيذ الحكم وقال لتلامذته: نحن نروّج لفكرة القانون وحتمية الالتزام به.. من الطبيعى لو أننا خرجنا من هنا وذهبنا إلى بلد آخر، لابد أن تسألنى الناس.. أنت تروّج لفكرة الالتزام بتنفيذ القانون.. هل لو جاء القانون بعقوبة ضدك.. هل تتخلى عن التزامك بتنفيذه؟ لا يا سادة علىّ أن أقوم بتنفيذ الحكم.

 
هذه هى الفكرة التى تركها سقراط لنا وللتاريخ، كانت هذه الفكرة بالفعل هى المحطة التى تحركت منها كل أفكار حقوق الإنسان إلى كل مكان. من المحتم الالتزام بتنفيذ القانون، وإذا كانت لنا عليه مآخذ فالقانون نفسه رسم الطريق لتعديله أو حتى إلغائه. أما حكاية أن يخرج علينا بعض الثوار الهواة بأفكار خطرة وبلهاء يعلنون بها أنهم ضد قانون تنظيم التظاهر وأنهم لن يلتزموا بتنفيذ مواده فهذه وصفة أكيدة للفوضى والضياع، ضياع الدولة وضياع الشعب المصرى، وهو ما لن يسمح به المصريون.
 
ترى، أى من أهداف الثورة يتحقق بالفوضى؟ ترى ما طعم ذلك العيش الذى سنعيشه أو نأكله فى ظل الفوضى، كيف تتحقق العدالة فى ظل الفوضى.. بل ماذا يتبقى من الثورة بينما نحن نبحر بها بعيدا عن أى شاطئ آمن.
 
بأفعال صبيانية من هذا النوع، يزداد توتر المصريين ويشتد قلقهم وتزداد أحوالهم سوءا ولا يتبقى من الثورة جوهرها وهو التغيير للأفضل، بل يتبقى منها فقط الاستمتاع المرضى باستعراضات الشارع مهما كانت خسائر الشعب. لقد اكتسبت بعض الوجوه شهرة واحتراما بوصفها قيادات للتغيير إلى الأفضل. والآن تثبت هذه الوجوه للمصريين أنهم يريدون التغيير إلى الأسوأ. الآن فقط تنحسر عنهم الشهرة ويكتشفون أنهم حرموا أنفسهم من احترام الناس.
 
على الوجوه الثورية أن تحترس من ذلك الإحساس بالبهجة الناتج عن ممارسة النزول إلى الشارع فى أى وقت وكل وقت، لابد دائما من وجود قضية عادلة تلتف حولها الناس، لابد من احترام القانون والالتزام بما جاء فيه من بنود.. هذه هى سكة السلامة.
 
المصرى اليوم
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع