كيف يستطيع شخص لا يتحدث العربية ان يغني بالعربية وينافس اصحابها؟
هذا ما طرحناه على جنيفر جراوت، الشابة الامريكية التي نجحت في الوصول إلى مرحلة متقدمة في تصفيات الموسم الثالث من برنامج المواهب العربية Arabs Got Talent على قناة "ام بي سي" بالرغم من عدم اجادتها للغة العربية، وبالرغم من عدم وجود أي اصول عربية لها.
موضوعات ذات صلة
قضايا الشرق الأوسط
فقد استطاعت جنيفر، والتي تربت في مدينة بوسطن الامريكية، أن تثير دهشة واعجاب اعضاء لجنة التحكيم والمشاهدين بعد ان غنت مقطع لأغنية "بعيد عنك" لأم كلثوم اثناء عزفها على آلة العود في مرحلة الاختبارات في البرنامج.
اعتراف بالموهبة واعتراض على الجنسية
وعلى الرغم من ان موهبة جراوت في الغناء والعزف ابهرت الكثيرين من المشاهدين العرب، الا ان ظهورها في برنامج للمواهب العربية اثار حفيظة البعض، حيث تسآل مغردون على موقع تويتر عما اذا كان الاشتراك في هذه البرامج يجب ان يكون على اساس الموهبة ام الجنسية، بمعنى ان تكون المنافسات قاصرة على العرب.
ولكن آخرون يدعمون وجودها في مسابقة المواهب العربية لحبها واتقانها للموسيقى العربية.
اما جراوت فقالت في مقابلة خاصة مع بي بي سي العربية انها لم تكن تتوقع كل هذا الاهتمام، ولم تكن تريد ان تثير جدلا حول مشاركتها في البرنامج، وتضيف "قرار مشاركتي كان ابسط من كل ذلك، فأنا ببساطة أحب الموسيقى العربية".
اما عن رأي اعضاء لجنة التحكيم بالمسابقة فقالت عنها الفنانة اللبنانية نجوى كرم "كل عمرنا نلحق بالغرب، أول مرة شخص ما بيحكي عربي ولا يمت للعرب بصلة يغني بالعربي وهو امريكي".
درست جنيفر غناء الاوبرا في صغرها وتستطيع الغناء بلغات مختلفة عدة
"الموسيقى العربية تلمس روحي"
تعرفت جنيفر على الموسيقى العربية من خلال قراءتها لمقال عن الفنانة اللبنانية فيروز، الامر الذي حثها على سماع أغنية لها. وحسب وصف جنيفر فقد "انبهرت" بغناء فيروز.
وعند سؤالها عن نوع الاغاني التي تفضلها، تقول جراوت انها تفضل الموسيقى والاغاني الكلاسيكية، وتنوي الابتعاد عن موسيقى "البوب" الشعبية.
وكانت جراوت قد درست غناء الاوبرا في صغرها، وتستطيع الغناء بلغات مختلفة كالإيطالية والفرنسية والالمانية والاسبانية والروسية. ولكن بعد تعرفها على الموسيقى العربية شعرت بشعور مختلف، وكما تقول "اشعر ان الموسيقى العربية تلمس روحي، وهو ما لا أشعر به مع اي نوع آخر من الموسيقى".
وتمضي جراوت، التي تنتمي لاسرة تهوى الموسيقى، انه في بداية الامر لم تتفهم اسرتها لماذا ترفض ان تسير على خطاهم، وان تستمر في غناء الموسيقى الغربية الكلاسيكية، ولكن على الرغم من ذلك تفهموا رغبتها، وقرروا تشجيعها، واشتروا لها آلة عود.
ومن التحديات التي واجهتها جراوت في بداية غنائها بالعربية انها كانت بحاجة لاسابيع لتعلم اغنية واحدة باللغة العربية مدتها ثلاث او اربع دقائق، ولكنها وصلت لمرحلة الان بحيث تستطيع حفظ كلمات الاغنية خلال عدة أيام.
خطط المستقبل
وعن خططها المستقبلية في عالم الغناء العربي، تقول جراوت انها تنوي تعلم اللغة العربية، خاصة اللهجتين المصرية واللبنانية، كما انها تعمل على اطلاق البوم غنائي قريبا، بالتعاون مع موسيقي لبناني، على الحان مختلطة من موسيقى الجاز والموسيقى العربية.
قد يبدو من غير المألوف ان تسعى جراوت لتعلم اللغة العربية بعد ان غنت بها، لكن من الواضح ان جراوت تسير في طريق غير تقليدي على الاطلاق، وربما يتبعها اخريات من الولايات المتحدة او اوروبا "اذا لمست الموسيقى العربية ارواحهن"، على حد وصف جراوت.