الأقباط متحدون - أنقياء أغبياء
أخر تحديث ٠٤:٢٣ | الأحد ١ ديسمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣٠٢٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أنقياء أغبياء

ارشيفيه
ارشيفيه

 من حق القوى الثورية أن ترفض قانون التظاهر، أو تتشكك فيه.. فالماضى لم يعد بعيدا كفاية لنسيان كل أشكال القمع.. ما ليس من حق القوى الثورية هو أن تستخدم مرة أخرى من الإخوان لضرب الدولة والقضاء على خارطة المستقبل، وهو ما تخطط له جماعة الإخوان الآن.. هى تسعى للتحالف مع الثوار ضد الدولة، وتنتظر اللحظة المناسبة لتنفيذ ذلك، وهى لاتخطط فحسب، فى هذاالاتجاه، بل تعمل بجد عليه، فهل يراهنون على نقاء الثوار، أم على غفلتهم؟

 
هل يمكن فعلا أن ينجح الإخوان فى تنفيذ مخططهم، أم أن السؤال يجب أن يطرح بشكل أدق: هل يمكن أن يتحالف الثوار مع الإخوان بعد كل ما كان؟!
 
بدأت ملامح خطة الإخوان تتضح من تسريبات عن الإخوان أنفسهم عن مفاوضاتهم حول ما سموه «احتواء القوى الثورية» لرفض الدستور.. حيث صرحت مصادر داخل الجماعة بأنها تكثف اتصالاتها مع القوى السياسية لرفض الدستور الجديد واحتواء القوى السياسية.. بدأت ملامح خطة الجماعة فى محاولة احتواء القوى الثورية تتضح منذ ذكرى أحداث محمد محمود، حيث تراجعت الجماعة عن النزول للتحرير حتى لا تصطدم بهذه القوى وحتى لا تعيد للأذهان موقفها منها فى هذه الذكرى بالذات، بل إنها لجأت فيما بعد لمحاولة تزييف هذا الموقف بادعاءات، مثل القول «انتهينا إلى أن الدعوة للاحتجاج فى شارع محمد محمود عام ٢٠١١ هى فخ يراد به استدراجنا لأحداث مذبحة تتخذ ذريعة لمصادرة الاستحقاقات الانتخابية». وقصة عن اتصال أحد أعضاء المجلس العسكرى بهم لحضهم على التظاهر.. كل هذه الادعاءات جاءت فى بيان أصدرته الجماعة على هامش الذكرى فى محاولة منها لغسل تاريخها من بيع الثوار وخيانة الثورة فى نفس توقيت التسريبات حول المفاوضات مع القوى الثورية.
 
يدرك الكثيرون أن القوى الثورية تخشى عودة الدولة الأمنية، وكأنما لم تقم ثورة، ولم يسقط شهداء، لكن هل يتصور الإخوان أن القوى الثورية تخشى هذا فقط، ولا تخشى عودة الإخوان؟ هل يتصورون أنهم يستطيعون اللعب على هذا التناقض الذى يدفع القوى الثورية لرفض كل ما يثير شكوكها حول عودة دولة مبارك، دون مبارك نفسه.. موقف القوى الثورية وشكوكها واضح ومحل جدل، لكن ما يثير التساؤل هو هل تنحاز هذه القوى إلى جانب الإخوان ضد خارطة المستقبل وضد السلطة الحالية؟.. كان الإخوان يحفرون فى ذاكرة ليس هذه القوى وحدها، بل فى ذاكرة المجتمع لاستدعاء موقفها من الشرطة، بل من الجيش فى أحداث ولحظات بعينها، لكن هل يتصورون أن هذه الذاكرة قد أسقطت كل جرائم الإخوان وممارساتهم المستمرة حتى الآن، وكل حوادث الإرهاب والقتل والتفخيخ التى لا يستطيعون التنصل منها، رغم كل بياناتهم بادعاء أنه لا صلة لهم بها.
 
إذا ما كان هذا هو السؤال المطروح قبل أيام، فهل يصبح التوقيت ملائمًا لإصدار قانون للتظاهر يثير شكوك هذه القوى؟ وهل يكون التصدى بعنف لمظاهرات هذه القوى هو الفرصة الملائمة لإثبات قوه الدولة فى الوقت الذى يروع فيه الإخوان الشارع، دون قدرة على وقفهم حتى فى ظل الطوارئ؟ وهل يكون كل ذلك طبيعيا فى بلد يحتاج لتماسك تحالفه لا فض هذا التحالف.. هل هى أيدٍ تعبث، أم عدم رؤية لطبيعة الوضع؟!

نقلا عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع