الأقباط متحدون - مبروك لمصر!
أخر تحديث ٠٨:٥٠ | الثلاثاء ٣ ديسمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٢٤ | العدد ٣٠٢٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

مبروك لمصر!

لحظه نهايه  الأنتهاء من كتابة الدستور المصري
لحظه نهايه الأنتهاء من كتابة الدستور المصري

بقلم: محمد سلماوي

كان مشهداً مهيباً الذى أنهت به لجنة الـ50 أعمالها بإقرار دستور مصر الجديد، حيث صوت الأعضاء وقوفاً بالموافقة على الدستور بكامله بعد أن صوتوا عليه إلكترونياً مادة مادة، ثم عزف السلام الوطنى وسط تأثر الأعضاء وتعانقهم، فتأججت العواطف وترقرقت الدموع فى عينى منى ذوالفقار التى بذلت جهداً خارقاً فى إتمام هذا الدستور، وكانت تحمل أوراقه الكثيرة بين ذراعيها كل يوم وكأنها تحمل طفلها الوليد الذى تريد له الحماية والنماء، ورأيت ذات الدموع فى عينى الشاعر الكبير سيد حجاب الذى عهد إليه بصياغة أجمل ما فى الدستور، وهو ديباجته الرائعة التى ليس كمثلها ديباجة فى أى من دساتير العالم، فتلك هى الديباجة الدستورية الوحيدة التى خطتها يد شاعر مفوّه.

ورأيت مشاهد التأثر فى أعين الشباب محمود بدر ومحمد عبدالعزيز وأحمد عيد وعمرو صلاح الدين الذين شاهدوا ثورتهم، وقد انتقلت أخيراً من الشارع إلى قلب دستور يجسد مطالبها من الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، ورفضهم استغلال الدين فى السياسة، وأقبل عمرو صلاح يعانقنى بعد أن تزاملنا ثلاثة أشهر فى لجنة الحقوق والحريات التى رأستها بجدارة د. هدى الصدة، نصوغ سوياً أكثر من 40 مادة تؤكد على حقوق المصريين التى أهدرت طويلاً، كان من بينها 18 مادة مستحدثة لم ترد فى دساتير مصر من قبل.

وبكى فى صمت د. حسام المساح، ممثل ذوى الإعاقة، الذين حصلوا على حقوقهم لأول مرة، ورأيت السعادة تقفز من عينى «ثورجية» اللجنة الذين كانوا الأعلى صوتاً د. محمد غنيم وضياء رشوان، نقيب الصحفيين، والنوبى حجاج أدول والسيناوى مسعد أبوفجر والمخرج الموهوب خالد يوسف ودينامو اللجنة الدكتور جابر جاد نصار المقرر العام، بينما حمل الفنان محمد عبلة على صدره لافتة كتب عليها «أنا فخور أننى شاركت فى هذه اللجنة».

كما رأيت ذات الانفعال على وجوه حكماء اللجنة د. السيد البدوى وأحمد الوكيل وسامح عاشور، نقيب المحامين، ود. مجدى يعقوب ود. كمال الهلباوى، وشاهدت ممثلى الكنائس المصرية والأزهر يتعانقون.

ثم التف الجميع، شيوخاً وشباباً، يمينيين ويساريين، حول رئيس اللجنة السيد عمرو موسى يُجمعون أنه لولا قيادته الحكيمة فى إدارة الجلسات وقدراته الفذة فى التواصل مع جميع الأعضاء على اختلاف مشاربهم ما نجحت اللجنة فى مهمتها الوطنية التى تعتبر نقطة فارقة تفصل بين عهد الاضطراب والتخبط الذى ساد ما يقرب من 3 سنوات، وعهد الاستحقاق الدستورى للثورة الذى سينقل البلاد إلى المستقبل المشرق الذى نتطلع إليه.. مبروك لمصر!

نقلا عن : المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع