الخميس ٥ ديسمبر ٢٠١٣ -
١٤:
١٠ ص +02:00 EET
بقلم المحامي نوري إيشوع
عالمنا، ينحدر نحو الهاوية كقطارٍ جامحٍ خرج عن سكته في طريق جبلي شديد الإنحدار، تحاصره غابةً موحشة مقفرة، روادها وحوشاَ و ذئاباً رؤوسها سبحان الخالق تشبه تماماً رؤوس البغال، هاماتها مقرفة، مقززة، مغطاةٍ بشعرٍ كثيفٍ كإنها ماعز بري رمته على الإنسانية الأقدار ، عقولها حجرية، قلوبها صخرية تعشق القتل، تمارس النحر لإنها رضعت من ثديي إبليس فنون الذبح الحلال.
عالمنا، يتخبط و يهرول بسرعة البرق إلى عالم المجهول، قادته، تجار حرب و مصاصي دماء و غاسلي عقول، يتقاتلون و يتناحرون على أنثى كالعجول، ديدنهم الغدر و الطعن في الظهر و هم صانعي جنان الحور، عروشهم مغطاة بدماء أبرياء، كروشهم ممتلئة بأرزاق اليتامى و الأرامل و الفقراء و هم لا يعلمون بانهم في نزول و كل ممالكهم الى المهالكِ سائرة و لا بد أن تزول!
عالمنا الإرضي، كسَر مرآته غضباً لانه لا يريد أن يرى تشوهات وجهه القبيح، فتنة و غدر و إنتحار لا يرحم الطفولة و لا بشفق على الكبير، آفل نجم الحقيقة في سمائه و سقط ميزان العدالة في يدِ حاكم غدار مخبول، سجانه إرهاب يستقبله سادة العالم بالثناء و لا يلقون عليه رغم بشاعة جرائمه لا اللوم و لا العتاب، حرضوه على تدمير دور العبادة و ترهيب البراءة و خطف الإيمان و حرق الكرامة و إينما حل ينشر الدمار و الخراب، سخروا له بنوكهم و وضع تحت تصرفه ترسانتهم العسكرية و أمدوا له جسور الوصول إلى أهدافه بأفخر طائراتهم و فتحوا له حدود بلادهم له بجوازات سفر دولية، لينشر الأرهاب المنظم في كل مكان ليعيشوا في جهنمِ نزل الخلود.
عالمنا ليس بعالمٍ إنساني بل هو عالمِ حيواني بجدارة، مع فائق الإحترام للشرفاء المعزولين فيه و هم للأسف قلة.
في النهاية، لا بد للحقِ أن ينتصر و ترفع أغصان الغار عالياً رغم فظاعة الإرهاب و مؤمرات كل خائن و عزول!