الأقباط متحدون - هوشعنا في الأعالي ...
أخر تحديث ١٨:٣٣ | الخميس ٥ ديسمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٢٦ | العدد ٣٠٣١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

هوشعنا في الأعالي ...


بقلم : عساسي عبد الحمي

طالما قرأت  كلمتك المجنحة على أرز متوج بطيف نظراتك الآسرة وثلج شتائك الناصع فأقف مذهولا لرقة سلامك الغير المتناهي...
وطالما استمعت لأنشودتك الخالدة في البرية المتأملة فأرددها أنا كذلك على مسامع ليلي الساكن وصباحاتي المتمردة الشاردة ....
وكم مرة  سمعت عزف نايك الرخيم  يناجي رقرقة الساقية المنسلة ورقص السحاب المتمايل على جنبات أودية مخضرة فأرفع بصري وأمد يدي اتجاه قممك العالية وزرقة سمائك الرحبة....
 
ياسيدي
 
هي ذي بيت لحم أفراتة تسترجع ذكرى مذود ورعاة متحلقين ...
وذكرى نجم طالع في الشرق ومجوس قادمين ....
هي ذي أورشليم المنتحبة  تسترجع مشهد تلة وصليب ودرب جلجلة وعشاء أخير...
وذكرى سيد أحلامنا الوردية الغير المنسية..
وحتى بابل المتعجرفة تبكيك هي الأخرى وتشرفك  بصليب على تلتها...
 
يا سيدي
 
على تلال وحدتنا الكئيبة  نستحضر ذكراك العبقة....
و بين وديان وحشتنا نطلبك معزيا لأحزاننا وبلسما لكلومنا .....
و في برية خوفنا وظلمة ليلنا ننادي عليك بأعلى صوتنا ... خلصنا يا ابن داوود  ..خلصنا ...
وفي عوزنا وحاجاتنا نطلب منك عجيبة ...
و عندما يتمايل القارب نوقظك من نومك لتنهر الريح الجامحة  بكلمة وإشارة ...
بيد أننا نطلبك لرغباتنا في الصبح وننساك في شبعنا عند المساء وفي هذا ضعفنا وعلتنا .
 
يا سيد وحدتنا الحائرة.
عند أبواب كل مدينة نستقبلك بالهوشعنا وسعف النخيل وبعدها  نصرخ مع الجموع في وجه بيلاطس ...
اصلبه دمه علينا وعلى أبنائنا فترعد السماوات وتبرق ويتمزق الستار...
وفي الغد يتدحرج الحجر فنحمل لك العطر والحنوط ممزوجا بدموعنا وآهاتنا  فنكرم اسمك المبارك من جديد ثم  نجهش باكين متعمدين بدمائك ودموعك.
 
ياسيد الحكمة الكلية  ....
لم تعطنا سيوفا لنحملها في وجه الأمم بل سلاما لنا أعطيت ....
لم تمنحنا قدور الكفيت بل خبزك اللذيذ وخمرك الطافحة أهديت...
لم تزرع فينا غضبا و لا بغضا بل حبا سرمديا لنا أسديت ....
لم تعطنا سما لندسه في كؤوس الآخرين بل ماء حيا لنا وفيت ..
فعلى مشارف كل قرية بئر وسامرية وذكرى عبورك المجيد..
 
ما أروعك يا سيد الجبال المخضرة...
يا سيد البرية المتأملة...
يا سيد تلالنا المزهرة  .....
يا سيد الكلمة...
يا سيد أحلامنا الوردية   الغير المنسية...
يا يسوع ....

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع