الأقباط متحدون - كن قويا
أخر تحديث ٠٨:٠٧ | الجمعة ٦ ديسمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٢٧ | العدد ٣٠٣٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

كن قويا

ارشيفيه
ارشيفيه

 فلا مكان للضعفاء فى هذا الزمن الردئ

بقلم : الشاعر فايز البهجوري 
الشخص الضعيف يبحث  عن ما هو سهل..  لكى يحقق فيه انتصارا .. يقنع به نفسه أنه قوى.
ويهرب من موجهة المواقف الصعبة .. حتى لا يكشف للآخرين عن مواطن الضعف فيه .
 
و الشخص القوى  يواجه الصعاب  ويتحداها .. حتى ينتصر عليها .
وقد تتطلب منه المواجهة جهدا أكبر .. ومثابرة أطول .. واصرارا عنيدا .
 
وأيّما كانت نتيجة المواجهة ايجابا أو سلبا ، ستحسب له " شجاعة المواجهة " رصيدا  فى مقوّمات شخصيته ..ومكوّنات  قوته .. ودليلا عليها .
** وعلى سبيل المثال :
رئيس العمل الضعيف أو المدير الضعيف  أو حتى الوزيرأو الحاكم  الضعيف  يواجه " الحدث السلبى " فى دائرة عمله  " بتصريحات الشجب والاستنكار"
و" يرسل البرقيات " للأطراف التى أضيرت من الحدث . وكلها لا تقدم ولا تؤخر ولا تشفى ولا تشيع من جوع .
ولكن المدير القوى أو القوى الرئيس هو من يتصدى   للحدث فى موقع قيادته . ويواجه أطرافه. الفاعل والمحرّض والمخطط والمدعّم  وكل من شارك فيه وقام فيه بدور.
  ويدرس الأسباب التى أدت اليه . والنتائج التى نتجت عنه . واحـتمالات مضاعفات الخسائر فيه . واحتواء الآثار التى ترتبت عليه . واتخاذ الاجراءات الحازمة والحاسمة لعدم تكراره .
 
** والشخص القوى هو من يحدد أهداف حياته . ويرسم خارطة طريق مسيرته .
ويضع خطة لمواجهة ما يحتمل أن يواجهه من صعاب  فى تحقيق أهدافه وتطلعاته . حتى اذا فاجأته الأحداث لا تصدمه وتربكه وقد تفقده توازنه.
 أما الشخص الضعيف فهو الذى لا ينظر الى أبعد من تحت قدميه .
يسلم نفسه للأقدار  ترسم له طريق حياته.
ولا يفكر فى الأحداث الا بعد وقوعها ليحسب مكاسبه أو خسائره فيها .
ويبحث عن أسهل المواقف . ويتردد فى اقتراح الحلول . ويهرب من تحمّل المسئولية . ويستسلم لما يفرض عليه دون مقاومته.. أو حتى ابداء الرأى فيه .
 وأعود الى تجاربى الخاصة التى سجلتها نثرا وشعرا  فى مواجهة الأحداث فى مسيرة حياتى .فقد يجد فيها البعض ما يمكن أن يفيدهم
                   
 شعار تحدّى الصعوبات
عندما كنت تلميذا فى المدرسة الثانوية اتخذت لى شعارا " ليس الطريق معبّدا ،  ولكن يجب أن أسير ، حتى أؤدى الرسالة  ، قبل أن يدركنى الظلام ."
لقد ساعدنى هذا الشعار كثيرا كلما صادفتنى فى حياتى عقبة أو مشكلة.
و حولت شعارى الى قصيدة شعرية
ليس الطريق معبدا
ليس الطـريـق مُعَبــَّدا       ليس السبيـل ممهّـَدا
لكنّنى - رغم الوعــورة -     لـم أكـن مـتــــرددا
ولسوف أمضى فى طريقى     أيّمـا كـان المدى
                ولسوف أمضى فى عنـادٍ ...  فى طريقى رائــد ا
ولسوف أحمـل شعـلـتى    تمحو الظلام إذا بـدا

قالوا : طريقـك شائـكٌ         ولقد يقودك للـردى(1)
( الردى  أى الموت )
قالوا: سبيـلك مـُرُهـِقُ       ولسوف تخطو مُجهدا
قلت: الأبـىُّ إذا مضـى      بالعزم يمضى صامدا
إن الطَمُـوحَ إذا سعـى         والعقل أصبح مُرْشِـدا
سينال ما يسعى لـــه            ولسـوف يحيـا سيـِّدا
كل المصاعب تنـتـهى    تمضى كما يمضى الصدى
كالشمس بعد شروقــها      لا يبقى فى الزهر الندى
 
الصعب - إن صدق الكفاحُ – يصير شيئا  ًعارضا
والنصر - إن سَهُلَ المنال - يكون نصرًا " باردا "
  والحـُر يأبى أن يسير     على الطريـق مُـقـيـَّدا
  فالحر يمصى فى طريق النصر لا يخشى الـردى
 
لا.. لا تظنـــوا أن سعى المـرء قد يمضى سـُدا
مَنْ سار فى درب المعالى سوف يغـدو قـائـدا
ولسوف يبلـغ ما يريـد اليوم أو يحظـى غــدا
فإلى الطريق وإن يكن   "  ليس الطريق مُعَبـَّدا "
 
 
** وخططت لنفسى هدفا فى حياتى سجلته أيضا فى قصيدة شعرية بعنوان:
فى هدى العلياء
فى هـُدَىَ العلياءِ قررتُ المسيرْ
             أرصد الأحداث  فى عزم الرجالْ
يبلـغ الأهـداف فى نهر الحياةْ
                زورقُ ربانـُــــه شـَدَّ الرحــالْ.
 
              سوف أمضىْ  لن أبالى بالصعاب
                    يسهل الصعب إذا المـرؤ اجتهـدْ
حكْمـَةُ الإنسان فى الدنيا الصمـود
                       هكذا  بالنصر   يحظى من صمـدْ
 
                             نصر الله رجالا آمنوا
                          قدّسوا الواجب...  لم يتواكلوا
داعى المجد دعاهم ما ونوا
                             هكذا هبوا ولم يتكاسلوا
 
غايتى النصر  ولا أبغى سواه
                        أملى أجتاز ما خلف الحدود 
لن أفكر فى القنوع  فما به
                      يبلغ الانسان شأئا فى الوجود
-------------------------------
نشرت االقاهرة فى عام 1955
 
** وواجهت حياتى العملية بشعارى فى التحدى . فبعد أن حصلت على " درجة  الليسانس فى الفلسفة من كلية الآداب جامعة عين شمس عام 1958 ( وكان ترتيبى الأول على دفعتى ) قالوا لى لا تأمل فى وظيفة . فسوق العمل راكدة . وطابور العاطلين من خريجى الجامعات طويل .
وكتبت قصيدة ساخرة أتحدى فيها البطالة والمستسلمين لها . وجعلت عنوانها : "  طظ  ".
وقدمتها بهذه السطور:
قالوا : لن تجد وظيفة .
قلت : ولكنّى أستطيع أن أعيش!!
قالوا: لن يقدّروا مواهبك وأعمالك.
قلت : ولكن يجب أن أعمل !!
قالوا: أنت متفائل أكثر مما يجب .
قلت: هذا أفضل من التشاؤم !!
ومن وحى هذا الحوار كتبت هذه القصيدة الساخرة
 
قلت لى ديوان شعر.. فخذوه وأطعمونى.. قيل لا
قلت لى بعض الأغانىٍ.. فخذوها  وأطعمونى .. قيل لا
قلت لى"  فى الفن بحث "  فخذوه .. وأطعمونى .. قيل لا
قلت أحمله " ليسانساً " فى آداب.. فاطعمونى .. قيل لا
قلت " طظا " .. ألف " طظ" ..
سوف أحيا.. رغم هذا.. لم لا
ألف " طظ ".. فى " ليسانس "..
ثم شعر.. ثم بحث.. كيف لا
فلأبعها " ترمساتٍ " فى الحوارى.. ثم أحيا.. لِمَ لا
--------------------------------------
نشرت هذه القصيدة بجريدة " مصر " بالقاهرة فى عام  1958
 
ثم بدأت أترجم " شعارى فى التحدى" الى رسائل للآخرين ، وكانت منها هذه القصيدة للمتواكلين القانعين :
 
فاقد الإيمان يحيا ضائعا.. ... صاحب الهمّة يمضي بالأمل
وقنوع النفس يبقي خاملا....    ضيّع العمر هباء في جـدل

لا تقولوا " نحن نبغي" إنما.....لم نجد من شجعونا للعمل
إن من يبغي بحزم دائما.... ينسج الأمجاد من خيط الفشل
 
لا تقولوا " قد عملنا" إنما . ... حمّلـونا فوق ما قد نحتمـل
إن من يبغي وصولا للعلا....  ينزع الإيمان عن وهم الكسل

وقمت بترجمة هذه القصيدة من اللغة العربية الى  قصيدة شعر باللغة الانجليزبة ونشرت القصيدتان معا.
وللحديث بقية مع رسائل التصدّى والتحدّى للصعوبات .
وأكررها مرة أخرى لكل من يقرأ هذا المقال :
 كن قويا فلا مكان للضعفاء فى هذا الزمن الردئ .
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter