الأقباط متحدون - مانديلا ومرسي والفروق العشرة
أخر تحديث ٠٥:١٦ | السبت ٧ ديسمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٢٨ | العدد ٣٠٣٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

مانديلا ومرسي والفروق العشرة

مانديلا
مانديلا

مجدي جورج
هذه المقالة كتبتها ونشرت في شهر ابريل الماضي وهي مقارنة بين محمد مزسي ونيلسون مانديلا وأعيد نشرها الان كما هي بدون اي تغيير حتي البند عاشرا الذي تغير بعزل مرسي ووفاة الزعيم الكبير نيلسون مانديلا وأعيد نشرها الان لان الاخوان يعقدون الان المقارنات بين مرسي ومانديلا ويشبهون مرسي بمانديلا مع ان الفروق بينهم عديدة ولا تحصي ، والآن إليكم نص المقالة كما كتبتها سابقا .
الابارتهيد كلمة هولندية تعني الفصل العنصري وان هناك تمايز بين الاجناس وان هناك تفوق لجنس علي جنس بسبب اللون او العقيدة وقد تم ممارسة هذه التفرقة في جنوب افريقيا وفي روديسيا البيضاء (( زيمبابوي فيما بعد )) حيث قام البيض الاوربيين المحتلين لهاتان الدولتان بممارسة هذه السياسة بل وتم تقنينها منذ خمسينات القرن الماضي خصوصا في دولة جنوب افريقيا .
والآن إذا حاولنا ان نعقد مقارنة بسيطة بين سود جنوب أفريقيا ونيلسون مانديلا من جهة وبين إخوان مصر ومحمد مرسي من الجهة الاخري نجد الآتي :-
اولا منع السود من سكن أحياء البيض فتم عزلهم في جيتوهات خاصة بهم كما منعوا من استعمال نفس وسائل مواصلات البيض ، باختصار كانت حياتهم جحيم وكأنهم كانوا يعيشون في سجن كبير برغم أنهم الأغلبية وكانوا السكان الأصليين للبلاد ، في مصر لم يكن الاخوان أغلبية الشعب بأي حال من الأحوال بل هم فقط أقلية منظمة من هذا الشعب ، تعرض بعض رموزهم للسجن والأبعاد ولكنهم تمتعوا بحرية حركة كبيرة أتاحت لهم الحصول علي ربع مقاعد مجلس الشعب في 2005 وأتاحت لهم السيطرة علي الشارع وتوجيهه لصالحهم واتاحت لهم السيطرة علي نقابات عديدة .
ثانيا بالإضافة ألي ماسبق وقلناه من ان السود بجموعهم سجنوا في جيتوهات كبيرة ومنعزلة عن البيض فان نيلسون مانديلا علي وجه الخصوص سجن عام 1962 في سجن انفرادي في احدي الجزر وعندما ساوموه علي إطلاق سراحه بشرط التخلي عن النضال ضد التفرقة العنصرية عام 1980 فانه رفض هذا بكل آباء وشمم لان نضاله كان من اجل جموع السود في جنوب أفريقيا . في المقابل فإننا وان كنا لا ننكر انه قد تم الزج بمجموعة من الاخوان في السجون أيام عبد الناصر إلا أنهم وعند اول بادرة من السادات لإطلاق سراحهم فإنهم لم يفكروا إلا في انفسهم وسلامتهم ولم ينظروا إلا الي صالحهم وصالح جماعتهم وليس لصالح الوطن .
ثالثا نتيجة الضغوط الدولية علي فريدريك دي كلريك اخر رئيس ابيض لجنوب أفريقيا فانه تم إطلاق سراح نيلسون مانديلا عام 1990 بعد ما يقارب من ثلاثين عاما في السجن ، في المقابل فان إخوان مصر وبالاتفاق مع جهات خارجية قاموا باقتحام السجون أثناء ثورة يناير واخرجوا محمد مرسي ورفاقه بقوة السلاح من السجن .
رابعا تم إجراء انتخابات حرة في جنوب أفريقيا ففاز بها مانديلا عام 1991 وتم كتابة دستور للبلاد كان بمثابة الترياق الشافي للجميع حيث لم يستبعد احد رغم كل المرارات والآلام المتوارثة ، بل ان مانديلا كون لجنة أطلق عليها لجنة المصارحة والمصالحة برئاسة الأسقف ديزموند توتو مهمتها كانت تضميد الجراح بين السود والبيض ، في المقابل أجريت انتخابات في بلادنا فاز بها محمد مرسي ليس لاجماع الناس عليه كما في حالة مانديلا ولكنه فاز بمساعدة عوامل عدة ليس هذا مجالها الان وبأغلبية ضئيلة جدا فما كان منه ومن فريقه رغم أنهم الاقليه إلا ان كتبوا دستور لصالحه وصالح جماعته .
خامسا جاء مانديلا بروح الغفران والمسامحة وجاء مرسي منتقما ممن ادعي أنهم ظلموه هو وجماعته .
كون مانديلا هيئة المصارحة والمصالحة وقنن مرسي قوانين العزل والاستبعاد .
استعان مانديلا بفردريك دي كلريك اخر رئيس ابيض لجنوب أفريقيا وعينه نائبا له واستعان بالبيض في كافة المجالات .
في المقابل حظر مرسي وجماعته الحزب الوطني الديمقراطي وحظر علي قياداته مزاولة السياسة وألقي برئيسه ورئيس مصر السابق ومعظم رموزه في السجون .
سادسا نجح مانديلا في إزالة أي رواسب انتقامية بين السود والبيض في جنوب افريقيا رغم كل الظلم الذي وقع علي السود نتيجة تطبيق سياسة التفرقة العنصرية ، في المقابل جاء مرسي وجماعته ففرقوا بين جموع الشعب المصري وقسم الشعب الي تيارات مختلفة ، واعتبر الاخوان انفسهم أنقي العناصر في المجتمع وكلنا يذكر جل اهتمام الرئيس بجماعته وعشيرته فقط ونذكر كذلك حديث الفلوطة لصاحبه صبحي صالح الذي استنكر الزواج بين أي إخواني او إخوانية مع أي فرد اخر من خارج الجماعة فهاهم الاخوان يمارسون سياسة التفرقة العنصرية ليس بينهم وبين المختلف معهم في الدين او اللون فقط ولكن مع المختلف معهم في الرؤية والتوجه ايضا .
سابعا نجح مانديلا نتيجة كل سياساته السابقة في وضع جنوب افريقيا في مصاف الدول المتقدمة وشهدت البلاد في عهده ومن بعده نهضة حقيقية . في المقابل ونتيجة لسياسات مرسي واستعانته بالإخوان في كل مناحي الحياة عوضا عن الكفاءات المناسبة فقد شهدت مصر تدهورا علي كافة الصعد واصبح المصري لا يجد لا الخبز ولا السولار إلا بالكوبونات وكأننا عدنا لأيام الحروب في الستينات والسبعينات مرة أخري .
ثامنا اكتفي مانديلا بفترة رئاسة واحدة واكتفي بما حققه لبلاده ولشعبه ولكن مرسي يحاول ان يحول مصر الي ملك عضوض له ولجماعته تارة بتفصيل دستور علي مقاسه ومقاس جماعته وتارة بالإخونة التي يمارسها جهارا نهارا ويحاول من خلالها بث رجاله ورجال جماعته كي يسيطروا علي كافة مناحي الحياة في مصر رغم أنهم ليسوا بأهل علم ولا أهل كفاءة .
تاسعا أطلق الجنوب افريقين علي مانديلا لقب مادييا (( Madiba)) أي العظيم المبجل واعتبروه اب لجنوب افريقيا بينما أطلق المصريون علي مرسي لقب الاستبن لانه كان بديل لخيرت الشاطر عند الترشح للانتخابات الرئاسية الأخيرة واطلق البعض عليه لقب (( شرارة )) لان المصائب والكوارث حلت بمصر منذ قدومه .
عاشرا في جنوب افريقيا ترفع الصلوات وتلتهب القلوب بالدعاء كي ينعم الله علي مانديلا بالشفاء ويهبه موفور الصحة والسعادة بينما في مصرنا ترفع الصلوات وتلتهب الحناجر والقلوب بالدعاء وتقام الصلوات ناهيك عن المظاهرات المليونية من اجل الخلاص من هكذا رئيس لم يجني المصريين من وراء رئاسته إلا كل الم وتعب وانقسام .
مجدي جورج
باحث اقتصاد دولى
باريس . فرنسا


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع