الأقباط متحدون - هل ضاعت دماء الحسينى أبو ضيف؟
أخر تحديث ٠٢:٣٣ | السبت ٧ ديسمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٢٨ | العدد ٣٠٣٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

هل ضاعت دماء الحسينى أبو ضيف؟

 بقلم : أسامة سلامة

مرت سنة كاملة على اغتيال الشهيد «الحسينى أبو ضيف» غدرا وغيلة.. ولكن حتى الآن لم يقدم الجناة للمحاكمة؟!

نعم.. تجرى حاليا تحقيقات بشأن أحداث الاتحادية التى قتل خلالها.. لكن البطء يغلف جميع الإجراءات، إذ يحتاج هذا الأمر إلى تفرغ تام من قبل أعضاء النيابة الموكل إليهم أمر التحقيق بالقضية.
 
وحتى نصل إلى عدالة ناجزة وسريعة، فلا مبرر لكل هذا التأخير، خصوصا أن مرسى سقط قبل خمسة أشهر وكان يجب أن تكون الـ«150» يومًا الماضية كافية للانتهاء من التحقيق، ومعرفة القتلة وتقديمهم للعدالة والقصاص منهم.
كان مصرع الحسينى علامة واضحة على أن الإخوان جماعة إرهابية لا تتورع عن القتل وسفك الدماء فى سبيل استمرارها فى الحكم، حتى وإن وطئ شبابها بأحذيتهم جثامين الشهداء، فالمهم أن ينعم قادتها بالسلطة!
 
قتل أبو ضيف برصاصة غادرة فى رأسه، وما زالت آلامها لا تفارق أسرته وأصدقاءه، وكل من انتموا إلى الثورة جميعهم يشعر كأن الرصاصة ما زالت عالقة فى رأسه، ما دام الجناة لم يمثلوا -حتى اللحظة- أمام المحكمة، ولم تطلهم أيدى العدالة.
كنا نظن أن هذه القضية لا تحتاج إلى كل هذا الوقت الطويل، فالجميع شاهد على ما فعله الإخوان بالثوار فى هذه الليلة المشؤومة، ولدى جهات التحقيق فيديوهات تكشف تعذيب الثوار على أيدى شباب وقيادات الإخوان على أبواب قصر الاتحادية.
وهناك شهود كثر على تسليح الجماعة لأعضائها ودفعهم لفض اعتصام الثوار بالقوة والعنف والدماء والقتل إذا لزم الأمر، وكان الحسينى واحدا من هؤلاء الضحايا!
 
جاءته الطلقة الغادرة وهو واقف ضمن المتظاهرين السلميين.. لكنهم انتقوه، وصوب إليه قناص رصاصة قاتلة، كانت كتاباته تكشف عوراتهم السياسية.. وكاميراته تفضح إرهابهم، واستعانتهم بعناصر غير مصرية.
ولهذا سرقوا الكاميرا بعد مصرعه، وأتلفوا ما بها من صور التقطها قبل أن يرموها جانبا، مسحوا دليل إجرامهم، ولكنهم أضافوا إلى سجلهم الدموى ضحية أخرى.. ثم راحوا بكل بجاحة يزعمون أنه معهم، وأنه كان مؤيدا لهم.
 
وعندما كشفت اللعبة القذرة.. تمت عرقلة التحقيقات قبل عزل مرسى.. لكن، لماذا البطء فى قضية واضحة بعد سقوط الجماعة؟!
أكثر ما أخشاه أن تضيع الأدلة مع طول الفترة وتوالى الأيام، وأن يأتى محامون ماهرون يشككون فى شهادة الشهود، ويتلاعبون بالقانون، ويبحثون عن ثغرات تجعل القضاة يتحرجون من الحكم بالإدانة، أو تفرض عليهم إصدار أحكام مخففة، خصوصا لو لم يتم التوصل من خلال التحقيقات إلى من حملوا السلاح وصوبوا طلقاتهم القاتلة إلى الشهداء.
 
فحتى الآن لم يتم التوصل من خلال التحقيقات إلى المجرم الذى أطلق الرصاصة على رأسه؟!
قد نصل إلى من حرض وسلح ومول.. لكن هل نصل إلى الفاعل والأداة التى نفذت التعليمات؟
أشك فى ذلك، فى ظل انشغال أعضاء النيابة بالتحقيق فى قضايا عديدة فى وقت واحد، واهتمام الداخلية بمواجهة مظاهرات الإخوان، وتطبيق قانون تنظيم المظاهرات المرفوض شعبيا وسياسيا على الثوار، بدلا من البحث والتحرى عن الأدلة والقتلة.
 
حالة الحسينى أبو ضيف ليست وحيدة، فهى تنطبق على كل الشهداء ممن قتلوا غيلة، سواء فى موقعة الاتحادية، أو فى كل الأحداث السابقة عليها، والتالية لها.
تنطبق على ما حدث مع الشيخ عماد عفت، وما حدث مع مينا دانيال، وشهداء ماسبيرو.. وتتقاطع إلى حد بعيد مع ما حدث لمحمد الجندى وجيكا، وكل من سبقهم منذ يناير 2011 ومن استشهد بعدهم حتى شهيد كلية الهندسة منذ أيام.
فجميعهم لم نعرف من قتلهم، وبعد مهرجان براءات رجال مبارك، أخشى أن يتكرر الأمر مع مرسى ورجاله، وتضيع دماء الشهداء دون قصاص!
الثورات فعل استثنائى، وتحتاج إلى قرارات استثنائية لاستمرارها، ومحاكم ثورية للقصاص لضحاياها، وبغير ذلك فإن دماء الحسينى وإخوانه ستضيع دون قصاص.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter