تحرير: أماني موسى
نقلت جريدة فيتو تحقيق مطول عن المتحف القبطي الذي يقع بمنطقة مصر القديمة، وتناول التحقيق تاريخ هذا المتحف.
يقع المتحف القبطي بمنطقة مصر القديمة، بين برجين داخل حدود حصن بابليون، واجهة المتحف تتخذ شكل القوقعة، وفتحتها التي ترمز للميلاد الجديد، وهي أشبه بواجهة مسجد الأقمر بشارع المعز بمدينة القاهرة التاريخية.
وقالت ياسمين محمد "أثرية بالمتحف" إن فكرة إنشاء المتحف تعود إلى عام 1908م، في عهد البابا كيرلس السادس، وطرحها مرقس سميكة باشا، بعد أن زادت عدد القطع الأثرية القبطية، لذا تم وضع تمثال له في واجهة بوابة المتحف، وبمجهوده الخاص، وبمساندة أثرياء الأقباط تم البدء في إنشاء المتحف لجمع القطع الأثرية المنتقاة أغلبها من الأديرة الأثرية.
وخضع لإشراف الآثار عام 1920، وتم تجديده عام 1947م، في عهد الملك فاروق، ثم عام 2006م، في عهد الرئيس الأسبق مبارك. كما أن المشربيات الإسلامية المصنوعة من الخشب التي تزين شرفات المتحف، مهداه من أثرياء العهد العثماني، منحه أثناء بناء المتحف.
وقالت إن المتحف يحتوي على أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، بالإضافة إلى التيجان التي كانت تزين الأديرة.
وعلى اليسار يوجد عدد من القاعات أولها قاعة الأساطير اليونانية، وبداخلها بعض الجداريات واللوحات اليونانية التي تحاكي الفن القبطي، ثم قاعة شواهد القبور وتحتوي على شواهد للقبور لبعض الأشخاص، التي عثر عليها في إهناسيا في العصر القبطي المبكر، بالإضافة إلى بعض الأشكال المختلفة للصليب، من بينها الصليب القبطي والموجرام.
ثم قاعة الأفاريز وترجع للقرن السادس الميلادي، حين بدأت المسيحية فيها تظهر بوضوح، وبعض الأشكال الرمزية، في العصر القبطي، مثل نبات الاكنتش، التي تكلل هالة المسيح، بالإضافة إلى لوحات عليها رسومات العنب وهي رمز للمسيح الذي قال أنا الكرمة الحقيقية.
أما القاعة الخامسة فهي لحانات دير الأنبا أرميا بسقارة، ثم قاعة الباثيو والتي تحتوي على عدد من الأعمدة، والأفاريز التي وجدت بدير الأنبا أرميا بسقارة، ومنبر للواعظ.
كما يوجد إفريز تبرز الحياة اليومية للأقباط الأوائل، بالإضافة إلى قاعة الحضارة القبطية والتي تتمثل في بعض القصص من الكتاب المقدس، وميلاد وقيام المسيح، وجداريات آدم وحواء، وملابس قديسين، وبعض الأنسجة القبطية، مخطوطات نجع حمادي، بالإضافة إلى قاعة الكتب القديمة. كما توجد قاعة أقدم كتاب وهو كتاب المزامير.
في الطابق الأول من الجناح القديم يوجد هودج كانت تحمل داخله العروسة، وصندوق كانت تضع فيه العروسة مقتنياتها.
في ساحة قاعات مصر القديمة تجد في المواجهة القاعة التي توجد بداخلها بعض المقتنيات التي تبرعت بها بعض الكنائس، الموجودة في مصر القديمة مثل الكنيسة المعلقة.
يقع المتحف القبطي في مكان غاية الأهمية من الناحية التاريخية فهو يقع داخل أسوار حصن بابليون الشهير الذي يعتبر من أشهر وأضخم الآثار الباقية للإمبراطورية الرومانية في مصر، وتبلغ مساحته الكلية شاملة الحديقة والحصن نحو 8000 م، ويمتد الحصن حتى القلعة بالمقطم، والذي نجح عمرو بن العاص دخول مصر من خلاله، وبداخل المتحف يوجد بوابة عمرو بن العاص، ولكن للأسف يسكنها الآن الخفافيش، كما يوجد بئر الحصن، الذي كان يمد الحصن بالماء.