الأقباط متحدون - الحرام الإخوانى
أخر تحديث ٠٧:٤٤ | الاثنين ٩ ديسمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٣٠ | العدد ٣٠٣٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الحرام الإخوانى

خالد منتصر
خالد منتصر

 الحرام فى عقيدة الإخوان وفى عرف الجماعة هو فقط أن تعارض الجماعة أو تخرج منها أو تقفز من على أسوارها وتتخطى ممنوعاتها، ما عدا ذلك فهو حلال بلال، حتى الكذب الذى اتفقت على تحريمه الجاهلية والإسلام، وكان الرجل فى الجاهلية من أهم صفاته ومعايير رجولته ومحددات مكانته الصدق، وكان كذبه أو مجرد محاولة الكذب يشطب رجولته ويفضحه وسط قبيلته، إلا أن الإخوان يحللونه ويمارسونه حتى صار «أوكسيجين» يتنفسونه جماعة وأفراداً. ولو عددنا مناطق ومناسبات كذبهم لاحتجنا مجلدات ومجلدات، حرمة قتل النفس، حرمة السرقة، حرمة التزوير... إلخ تصير لديهم حلالاً تحت شعار القتل والسرقة والتزوير من أجل إعلاء الدين ونصرة الجماعة!! وهكذا يصير الحرام حلالاً بنكهة إخوانية وخلطة قطبية عاكفية بديعية مرسية!!

 
آخر الحرمات التى كنت لا أتخيل المساس بها من قبَل الإخوان هى حرمة الموت وحرمة المسجد، ما إن مات الشاعر الجميل العبقرى أحمد فؤاد نجم حتى خرجت ثعابين الإخوان من جحورها تلدغ بأنيابها وسمومها عرض وسمعة الرجل وتسخر من الترحم عليه، وتتساءل: كيف سيُكفن الفاسق وكيف سيُغسل الكافر وكيف سنصلى على هذا المارق؟! إلى آخر ماسورة السفالة والقبح والقباحة والجليطة والسواد واللاإنسانية التى فتحت وطرطشت على وجوهنا، وكأن معهم مفاتيح الجنة ولديهم صكوك الغفران وفى حوزتهم توكيل حصرى بالإيمان والدين من الله، جلود سميكة وحس غليظ لا ينتمى لأى دين ولا حتى لإنسانية. ولا أعرف من أى فصيلة استعاروه،

المصرى الذى لا يعرفه الإخوان ولا ينتمى لجماعتهم بل ينتمى لوطن اسمه مصر يخشع ويرهب ويقدس الموت ويحترم ويبجل طقوسه من غسل وجنازة ودفن وترحم وصلاة وعزاء وسرادق، بل هو الوحيد الذى اخترع وظيفة الندابة التى ليس لها مثيل فى العالم، وهو الوحيد أيضاً الذى اخترع العدّودة وفن العديد وقسّمه وخصّص لكل حادثة موت عدودة مختلفة، فالذى مات غريقاً له عدودة مختلفة عن الذى مات فى رحلة سفر، والذى مات طفلاً غير الذى مات عجوزاً... إلخ، يأتى الإخوانى بكل تلك البساطة واللامبالاة وينبش جثة وسمعة وتاريخ قيمة مصرية عظيمة مثل أحمد فؤاد نجم بكل تلك الوحشية والإجرام والتطاول وقلة الأدب،

أما حرمة المسجد فما حدث فى مسجد العزيز بالله وشاهده المصريون من رفع للأحذية وهتافات مسيئة واعتداء سافر سافل على خطيب الجامع وخلع عمامته بغرض الحط من شأنه وإهدار كرامته يُعد سابقة فى تاريخ مصر والمصريين الذين يبجلون العمامة وخطيب الجامع وحتى لو اعترضوا على إطالة الخطبة مثلاً، فبمجرد إشارة أو نحنحة وليس بكل تلك السفالات والرذالات والحقارات التى تمت فى صحن الجامع ضد هذا الرجل الذى كانت كل جريمته أنه تحدث عن نبذ العنف! بالطبع هى جريمة فى نظر الإخوان وأتباع الإخوان وأنصارهم، فبدون العنف لن يعيش الإخوان فهو الزاد والزواد والحبل السرى والشريان، بدون العنف لا إخوان، وبدون إرهاب لا جماعة، وبدون تخريب ودمار وحرق وسحل ونهب وسلب لا حياة لتنظيم سرى وعصابة دولية وورم سرطانى.

نقلا عن الاعلامي الطبيب خالد منتصر

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع