أرمنيوس المنياوى
تعددت الحركات القبطية فى مصر بشكل كبير ولكنها غير منظمة وعديمة الفاعلية بشكل لايمكن معه تحقيق طموحات المواطن القبطى بعد ثورتين رائعتين
كان يمكن للأقباط بشيئ من العقل وتنحى الشخصنة جانبا أن يحققوا الكثير من مطالبهم التى طال أنتظارها ولم يتحقق ألا النذر القليل منها فى قضايا ليست على قدر حاجة الأقباط فى مصر
وزادت عدد الكانتونات التى أنشأ وأسسها أقباط ولعل آخرها منذ أيام قليلة عقب أحداث قريتى نزلة عبيد والبدرمان بمحافظة المنيا
ولعل ماحدث فى المنيا وبيان من أسموا أنفسهم التيار القبطى يعكس الى أى مدى السطحية التى يتم فيها التعامل مع قضايا تتعلق بالشأن القبطى وهذا الأمر ناتج عن عدم دراية غالبية من يتصدون للمشهد من بعض الذين يطلقون على أنفسهم قيادات الأقباط وهو ما يفكرنى بفيلم للفنان الراحل أحمد ذكى عندما أطلق على نفسه البيه البواب وهى أشكالية يعانى منها الملف القبطى فى مصر بشكل مثير وغير مقبول
ولعل مشكلة نزلة عبيد أثبتت عدم توفيق من جانب الكنيسة عندما سارع الأنبا مكاريوس الأسقف العام لمطرانية المنيا وأبو قرقاص بأصدار بيان يوضح ماجرى فى قرية نزلة عبيد وكان عليه وهورجل يتمتع بذكاء شديد التأنى فى أصدار البيان أو عدم أصداره من الأساس لأن هذا الأمر قد يؤخذ على الكنيسة . لسبب أن الحادث مشاجرة عادية بين عائلتين واحدة قبطية من نزلة عبيد والأخرى مسلمة من قرية الحوارته وهى وأن كان قد نتج عنها قتلى وأصابات ألا أنها تدخل ضمن أطار الحوادث الجنائية وليست الطائفية .. لأن أصدار بيان من الكنيسة يعنى أدخال الكنيسة طرف فى هذا الصراع وهذا لم يكن صحيحا وبالتالى لم يكن هناك داع لأصدار هذا البيان .. لأننا قد نفاجئ بأن الطرف الثانى وهو المسجد قد يصدر بيانا آخر وتتحول القضية من جنائية الى طائفية وكنت اود أن تنأى الكنيسة بنفسها بعيدا عن مثل هذه الأحداث حتى لاتسير الأمور فى أتجاها غير أتجاهها
كل ذلك بسبب غياب الرؤية الصحيحة فى مواجهة مثل هذه الأحداث وتوهان الفكر عند جماعة الأقباط وعدم جاهزيتهم بردود مقبولة ومقنعة بسبب تحركهم اللحظى وعدم قراءتهم للمشهد بشكل يخلق أستيعاب للأحداث وأيجاد حلول والحل يكمن فى ضرورة جلوس الفاهمين من الأقباط وتشكيل تحالف قوى يجمع كل هذه الكانتونات بشكل يجعل منها كتلة قوية وفاعلة ومؤثرة .. عكس مايحدث من أفراد يتحركون كدخان يظهرون لحظات ثم يختفون دون الوصول لحلول لمشاكل تظهر بين تارة وأخرى وغالبا ماتكون متشابهة
ولعل مايوضح أختفاء دور الأفندية هو ما حدث فى لجنة الخمسين فى دستور عمرو موسى وهى أن ما قام بتمثيل الأقباط هم ممثلى الكنائس ومع أحترامنا الشديد لهم ألا أنها تبقى سب فى جبين الأفندية الأقباط فهل نستوعب الدرس ووتوحد هذه الكانتونات