د.ماجد عزت إسرائيل
الكاهن في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو مَنْ أرتقى إلى درجة الكهنوت، ويقوم بالصلاة والخدمة من أجل الشعب، وهو رجل الله والدين الذي يتحمل القــداسة والطهارة في حياته، ولذا يعتبركثيرون من الأقباط الكهنة بأنهم خــدام الله، لأنهم يُلبّــُوا احـتياجات البشرية نذكر منها: صلوات القداسات،وطـــقوس العــماد والزواج والجنازات،وممارسة الأسرار الكنيسية وخاصة سر الأعتراف،وهناك العديد من الصفات الواجب تـوافرها فى الكاهن منها:الأبـــوه ــ لأنه يلد الناس فى المعمودية ولاده روحية ــ والرعاية،والخـــدمة والإفتــــقاد،وزيارة المرضى والمساجين، ،والكهـــنة يقودون الشعب في الصلاة، ويعلمونه الفضائل المسيحية.
ولد "وجية ميخائيل" فى( 27 يونية 1952م) من أبوين مسيحيين قديسين، وكانت نشأته الأولى في "أرمنت الوابورات "التابعة لمركز الأقصر،محافظة قنا ــ الآن هناك محافظة خاصة بمدنية الأقصر وآخرى بمدنية قنا ــ وسط أسرة كبيرة،و كان أبواه ممتلئين بالروح، بسطاء، وبعد فترة زمنية هاجرت الإسرة من صعيد مصر إلى مدنية القاهرة،وبالتحديد فى منطقة المعصرة المحطة بحلوان بالقرب من دير القديس"برسوم العريان" نظر لطبيعة عمل الوالد وتنقله المستمر،وواصل "وجية" تعليمه الأبتدائى والأعدادى ــ ما قبل الثانوية العامة ــ ،مع باقى أفراد أسرته .
وبعد أن أنهى "وجية ميخائيل" دراساته الثانوية ،كان من بين المتفوقين علمياً،والتحق بكلية الطب جامعة القاهرة، كلية طب القصر العينى ــ وسافر خلال فترة الدراسة الجامعية إلى دولـة النـمسا بقارة أوروباـ وتخرج فى عام (1976م)،وكانت مصر فى ذات الفترة تمر بمرحلة الأنفتاح الاقتصادى ــ حكم الرئيس السادات( 1971-1981م) ــ وواصل بعدها مرحلة الدراسات العليا فى تخصص الأنف والأذن والحنجرة،وعمل كطبيب بالتأمين الصحى فرع مدينة حلوان،بالإَضافة إلى عيادته الخاصة بمنطقة المعصرة.
وبين عشية وضحاها ذاع صيته بين سكان منطقة المعصرة،فزاد عدد المترددين من المرضى على عيادته الخاصة،من المصريين جميعاً من المسلمين والمسيحين،وكـان يلقى كل محبة من الأهالى بذات المنطقة،وربما يرجع ذلك لمحبته وحسن معاملته لمرضاه،وتأثره بمعلمنا السماوى الرب يسوع الذى كان يجول يصنع خيراً.
وربما أعتقد أن الدكتور "وجية ميخائيل" كان يؤمن بما جاء بالكتاب المقدس فى سفر التكوين حيث يعلمنا أن الإنسان قد خلق على صورة الله،ولهذا السبب فإن الإنسان له ميل طبيعى وراء الله الذى خلق على صورته،والإنسان خلق ايضًا على مثال الله وهذا يعنى ــ ضمن أِشياء آخرى ــ أنه خلق على مثال صلاح الله، وأن الإنسان قد خلق وله ميل طيعى للصلاح،وهذا ما سعى إليه، ولا يزال فى جهاد مستمر حتى كتابة هذه السطور من أجل الصلاح.
على أية حال، كان الدكتور "وجية ميخائيل" من أكثر المترددين على الكنائس والأديرة،بالرغم من عمله كطبيب،وكان ضمن مجموعة من الخدام المشهود لهم من آباء الكنيسة،بل البعض من رفاقه وجيرانه بمنطقة المعصرة،إلتحق بسلك الرهبنة بديرى السريان والأنبا بولا،ولمحبته عند شعب الكنيسة تم ترشيحه لسلك للكهنوت،وفى( 19 فبراير 1993م )، تم رسامته باسم "أبرام" بيد نيافة الحبر الجليل الأنبا"بسنتى"أسقف حلوان والمعصرة وتوابعها.
وفى أثناء بداية خدمته كاهناً بكنيسة السيدة العذراء بمنطقة وادى حوف بحلوان، تزامن وجود القمص "أرميا زاخر" والقمص "مكاريوس" فشكلوا هؤلاء الثلاثة مدرسة روحانية كنيسية، موحدة تؤمن بتوجية الشباب نحو الفضائل المسيحية من خلال الأهتمام بمدارس الأحد،وتعليم الأطفال الإلحان الكنيسية واللغة القبطية،بالإضافة للعديد من الاجتماعات الخاصة بالشباب والفتيات والحرفين والسيدات،وتخصيص كل يوم سبت من أيام الأسبوع لقداس وأغابى لكبار السن والمعاقين.
وكان القمص"أبرام ميخائيل" من أول من قام بدعوة الرجال إلى عدم التدخين داخل الكنائس وخارجها،وأكد على ضرورة وضع المرأة غطاء على الرأس أثناء الصلاة،وعدم الحديث أثناء القداس،وضرورة حضور العشيات و ممارسة سر الاعتراف بأنتظام،وكان من المهتمين بالسياحة الدينية ،و يرى ضرورة تنشيطها من خلال زيارة الكنائس والأديرة،للتنمية الروحانية من خلال معرفة ميامر القديسين.
وخلال خدمته بكنيسة السيدة العذراء بمنطقة وادى حوف بحلوان، نجح مع إدارة الكنيسة على تأهيل معلمين وخدام للخدمة بمدارس الأحد، بل وصل الأمرلتأهيله لرسامة خمس كهنة على يد نيافة الحبر الجليل الأنبا "بسنتى" من ذات الكنيسة من تلاميذه هم: م.رأفت ،ماجد رشدى،وفادى فؤاد،والأخوان بيشوى وبيتر القمص أرميا زاخر ــ تنيح القمص أرميا زاخر عام 2007م والد الأخوان بيشوى و بيترــ وكان القمص "أبرام ميخائيل ــ من أشد المنادين بضرورة ممارسة الإنسان حقوقة الانتخابية والمشاركة مع الآخرمن أجل مصرنا الحبيبة.
ولمكانته ولدوره الخدامى بداخل أبرشية حلوان والمعصرة وتوابعها،تم ترشيحه؛ لتولى منصب وكيل المطرانية 2012م،بالإضافة إلى خدمته بكنيسة السيدة العذراء بوادى حوف.
وعن حياته الاجتماعية فهو متزوج من طبيبة تعرف بـ " تاسونى آمال" وله بنت تدعى "سلفيا"طبيبة ،ــ متزوجة ــ ،وولدا يدعى "مايكل" طبيباً أيضًأ،إى أسرة طبية خالصة.ندعــو الله أن يدوم كهنوته لشعب كنيسته سنيين عدة ،وكنموذجاً لكهنتنا ،وكرمـز للعطاء لمصرناً الحبيبة.