وكانت الشرطة الأوكرانية وقوات مكافحة الشغب اقتحمت الميدان فجر أمس، وحاولت إزالة العوائق والمتاريس التى وضعها المتظاهرون المؤيدون للاتحاد الأوروبى، وسيطرت تدريجياً على المكان، إلا أن تدفق عشرات الآلاف من المتظاهرين أجبرها على الانسحاب، بعد محاولات لتفريقهم استناداً إلى قرار قضائى، وقال متحدث باسم الشرطة فى العاصمة الأوكرانية، لـ«فرانس برس»، إن «الشرطة تحركت بالتعاون مع الأجهزة الإقليمية لإزالة العوائق التى تعرقل حركة المرور».

 

وفى رد فعل شديد اللهجة، ندد وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بقرار السلطات الأوكرانية، معتبراً أنه «غير مقبول وليس جيداً للديمقراطية»، داعياً إلى احترام الروح البشرية، مؤكداً أن السلطات الأوكرانية تتحمل كامل المسئولية عن أمن الشعب الأوكرانى.

 

من جانبه، توقع الزعيم الأوكرانى المعارض، آرسينى ياتسينيوك، خروج «مليونية» للتظاهر فى ساحة «الاستقلال»، بعد هجوم الشرطة على هذا الموقع الرمزى للتحرك الاحتجاجى المؤيد للاتحاد الأوروبى، وأضاف: «لن نسامح، غداً سنرى الملايين هنا وسيسقط النظام»، واعتبر «ياتسينيوك» أن الرئيس الأوكرانى، فيكتور يانوكوفيتش «بصق» فى وجه أمريكا والبلدان الـ28 فى الاتحاد الأوروبى، بعد رفضه توقيع اتفاقية الانضمام للاتحاد، فيما دعا الملاكم فيتالى كيتشكو -أحد الزعماء الآخرين فى المعارضة- إلى التعبئة، وقال: «يا سكان كييف، هبوا، تعالوا، فقط سوياً بإمكاننا الكفاح لنيل حقنا فى العيش فى بلد حر».

 

فى الوقت ذاته، دعت وزارة الداخلية الأوكرانية المتظاهرين فى «كييف»، إلى عدم الاستسلام للاستفزازات والامتناع عن ارتكاب أى انتهاكات، لافتة إلى أن رد الشرطة سيكون متناسباً وفقاً للصلاحيات التى منحها القانون الأوكرانى لرجال الشرطة، واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة، أمام مبنى مجلس «كييف»، وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى»، أن الشرطة اقتحمت مبنى مجلس المدينة، فى مسعى لطرد المتظاهرين من داخله.