الأقباط متحدون - قصة دستورنا
أخر تحديث ٠٠:٤٢ | السبت ١٤ ديسمبر ٢٠١٣ | كيهك ١٧٣٠ ش ٥ | العدد ٣٠٤٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

قصة دستورنا

ماجد سوس
 
الدستور كلمة فارسية الأصل و تعني التكوين او التأسيس و الدستور هو أبو القوانين او القانون الأعلى الذي يحدد شكل الدولة و القواعد الأساسية لها و نظام الحكم و شكل الحكومة و سلطات الدولة الثلاثة و العلاقة بينهم و العلاقة المنظمة بين الدولة و الفرد و حقوق كل منهما و واجبتهماوكأن النظام و الشعب يدخلان في شراكة تلتزم ابرام عقد تأسيسي بينهما ولأنه كحجر الأساس الذي يترتب عليه قوة و احتمال و ارتفاع البناء لذا نجد الشعب تجاهد بكل ما تملك من أجل تأسيس دستور يحقق آمالها و تطلعاتها.
 
يقول الفيلسوفالفرنسيجانجاكروسو (1712 – 1778) أحد مؤسسي نظرية العقد الإجتماعيأن «الناسيستطيعونتحقيقشيءمنالحريةالمدنيةوذلكبدخولهمفيتعاقداجتماعي،يجعلالسيادةللمجتمعبأسره،بحيثلايجوزالنزولعنهالأحد،فلاتشرعالقوانينبغيررضاالشعب،مهماكانتصورةالحكم «ملكياًكانأوجمهورياً»،فالإرادةالمشتركةالتيتعبرعنالصالحالمشترك،هيالتيتتخذالقراراتالمهمة،وعلىالمواطنينكافةالخضوعللإرادةالمشتركة،والملكيةالفرديةمقدسة،لكنيتحتمأنيتحقققدرمنالمساواةالاقتصاديةبينالأفراد ".
 
  أما الفيلسوف جون لوك (1632- 1704) فيقول أن الحكمالسياسيهونوعمنالوديعةسلمهالشعب الى الحاكم. والحكامإداريونفيخدمةالجماعةومهمتهمتقومعلىتأمينالراحةوالإزهار للشعب .
 
  و الحديث عن الدستور و نشأته و تاريخه في مصر يطول شرحه و قد وضع الله دستور لشعبه في القديم سطره بيديه وهو الوصايا العشرة والتي كانت أم القوانين و الشرائع اليهودية و جاء السيد المسيح و وضع في الموعظة على الجبل دستورا للمسيحية كأساس بنيت عليه قوانين المسيحية .
  أما في الإسلام و رغم التضليل الذي قام به حزب النور السلفي و غيره من الأحزاب الإسلامية في رفض مدنية الدولة فقد تكون اول دستور مدني في " المدينة" في عهد رسول الإسلام و هودستورتكونمن 49 مادة و يقول
 
الباحثالأثرىسامحالزهار،المتخصصفىالآثارالإسلاميةوالقبطية،أنأولدستورمدنىعرفهالتاريخالإسلامىهودستور "المدينة" الذىتمتكتابتهوقتهجرةإلىالمدينةالمنورة،فىالسنةالأولىللهجرةعام 623موأشارإلىأنأولمادةحرصأنينصعليهاالدستورهىالمساواةبينالجميع (المهاجرينمنقريشوبنىعوفوبنىسعادةوبنىجشموبنىالنجاروبنىعمرووبنىالنبيتوبنىالأوس)وأوضحأندستور "المدينة" تضمننصوصاتحددالحرياتوتحافظعلىمبادئوقيمالتعايشوالتعدديةالدينية.
 
أما في التاريخ المصري الحديث فالدساتيرالمصريةبدأتمعإصدارمحمدعليباشااللائحةالأساسيةللمجلسالعاليعام١٨٢٥،ثمأتبعهافييوليه ١٨٣٧ قانون" السياستنامة".... وتعدأولىمشاهدلهذهالدساتيرخلالحقبةالخديوىإسماعيل،حيث صدرفي 22 أكتوبر 1866 لائحةتأسيسمجلسشورىالنوابوانتخابأعضائه،وكانتهذهاللائحةتقومعلىصياغةقانونيةعصرية،فينصوصمحددةومفصّلة.
 
-  وخلالحقبةالخديويتوفيق،صدربتاريخ 7 فبراير 1882 ماسُميت (اللائحةالأساسية)،وهيخاصةبانتخابأعضاءمجلسالنواب.وصدردستورللبلادسنة 1882 فيعهدالخديويتوفيق،إلاأنسلطاتالاحتلالالإنجليزيقامتسريعابإلغائه. ولكنالشعبالمصريواصلتصميمهعلىالتمسكبإصدارالدستورحتىنجحفىإصدارهفي 19 أبريلسنة 1923
 
-  ظلدستورسنة 1923 قائماإلىأنألغيفي 22 أكتوبرسنة1930. وبعدخمسسنواتعادالعملبدستورسنة 1923 وهوالدستورالذىاستمرمعمولابهإلىديسمبر 1952
 
-  بعدثورةالضباطالأحرار،صدرأولإعلاندستوريفي 10 ديسمبرسنة 1952 أعلنفيهباسمالشعبسقوطدستورسنة 1923.وفي 13 يناير 1953 تمتكوينلجنةلوضعمشروعدستورجديدعلىأنتراعيالحكومةفيأثناءتلكالفترةالانتقاليةالمبادئالدستوريةالعامة. وفى 10 فبرايرسنة 1953 صدرإعلاندستوريثانمتضمناأحكامالدستورالمؤقتللحكمخلالفترةالانتقال.
 
-  عندنهايةالفترةالانتقاليةصدرفي 16 ينايرمن 1956 إعلاندستوريمبشرابدستورجديد،إلاأنالعملظلمستمرابالإعلانالدستوريالصادرفي 1953 حتىأجرياستفتاءفي 23 يونيومنذاكالعام. كماتمإعداددستورجديدبعداتحادالجمهوريةالعربيةالمتحدةبينمصروسورياوهودستورالوحدةفيمارسمننفسالعام.
-  وفيبداياتحكمالرئيسالراحلأنورالسادات،أعلنعندستور 1971.وتمتعديلهذاالدستورفي 30 إبريل 1980 بقرارمنمجلسالشعب و كان الرئيس السادات يريد ان يعطي لنفسه الحق في البقاء في الحكم مدى الحياة و من اجل " حرف الدال " – كما يقول البعض ساخر – وهو اضافة للرئيس الجمهورية ان يترشح مدد أخرى بدلا من مدة أخرى ، غازل المتشددين بإضافة الألف و اللام في مادة مصادر التشريع ، فبعد ان كانت الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع ، أصبحت المصدر الرئيسي للتشريع .
 
فيسنة 2005 وفي خطوة تؤخذ للرئيس السابق حسني مبارك فقدعُدِّلالدستورمرةأخرىلينظماختياررئيسالجمهوريةبانتخاباتمباشرةبتعديله للمادة 76 والتيجرتعلىإثرهاأولانتخاباترئاسيةفيمصر. وفي 26 مارس 2007 جرىاستفتاءبموجبهعُدِّلالدستورمرةأخرىليضاف اليه مادة تنص على مكافحة الإرهاب وهي المادة 179
 
- وبعدقيامثورة 25 ينايروتخليالرئيسالسابقحسنيمباركعنالحكم،كلفالمجلسالأعلىللقواتالمسلحة،الذيتولىإدارةشئونالبلاد،لجنةللقيامببعضالتعديلاتالدستوريةبلغت 63 مادة.وتمالاستفتاءعليهفي 19 مارس 2011. وبعدموافقةالشعبالمصريفيالاستفتاء،أصدرالمجلسالأعلىللقواتالمسلحةفييوم 30 مارس 2011 إعلاناًدستورياشملأغلبالتعديلاتالتيتمإقرارهافيالاستفتاءبالإضافةإليبعضالموادالأخرى.
 
وبعد ان وصل الإخوان المسلمون الى الحكم في غفلة من الزمن أصدروا دستورهم المشؤم في 30 نوفمبر 2012
بعدها عاش الشعب المصري شهوراً مظلمة و كالحة و بدى المنظر و كأنها النهاية ، حتى انتفض الشعب المصري العظيم و خرج الى جميع شوارع مصر و ميادينها في أكبر ثورة شعبية عرفها التاريخ ، سجلتها كاميرات العالم في 30 يونية2013 و في اليوم الرابع وبعد ان اعطت القوات المسلحة مهلة للحاكم ان يستجيب للشعب دون جدوى ، لبت القوات المسلحة النداء و خرج زعيمها الخالد الذي حفر اسمه من نور في تاريخ هذا الوطن و أعلن يوم 3 يوليو3013 وفي حضور الكنيسة و الأزهر و لفيف من كبار الساسة و الحزبيين و الشباب عن خارطة طريق تبدأ بتعطيل العمل بالدستور و تسليم الحكم للشعب الممثل في رئيس محكمته الدستورية العليا و الذي سارع الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور بإصدار اعلان دستوري في 6 يوليو2013 بإلغاء مجلس شورى الإخوان ثم الإعلان الدستوري المفصل في 8 يوليو 2013 و الذي نص في في ثلاثة مواد
المادة 28 و التي نصت على تشكيل

لجنةخبراءتضماثنينمنأعضاءالمحكمةأعضاءالمحكمةالدستوريةالعلياوهيئةالمفوضينبها،واثنينمنقضاةالقضاءالعادى،واثنينمنقضاةمجلسالدولة،وأربعةمنأساتذةالقانونالدستورىبالجامعاتالمصرية ،وتختصاللجنةباقتراحالتعديلاتعلىدستور 2012 المعطل.
 
المادة 29 و التي تحدثت عن تشكيل لجنة من خمسين يمثلونكافةفئاتالمجتمعوطوائفهوتنوعاتهالسكانية،وعلىالأخصالأحزابوالمثقفينوالعمالوالفلاحينوأعضاءالنقاباتالمهنيةوالاتحاداتالنوعيةوالمجالسالقوميةوالأزهروالكنائسالمصريةوالقواتالمسلحةوالشرطةوالشخصياتالعامة،علىأنيكونمنبينهمعشرةمنالشبابوالنساءعلىالأقل،وترشحكلجهةممثليها،ويرشحمجلسالوزراءالشخصياتالعامة
ثم المادة 30 التي تنص على انه على رئيس الجمهورية ان يعرض مشروع التعديلات على الشعب لإستفتائه

خلالثلاثينيومًامنتاريخورودهإليه،ويعملبالتعديلاتمنتاريخإعلانموافقةالشعبعليهافىالاستفتاء،ويقومرئيسالجمهوريةبالدعوةلانتخابمجلسالنوابخلالخمسةعشريومامنهذاالتاريخلإجراءالانتخاباتخلالمدةلاتقلعنشهرولاتجاوزشهرين،وخلالأسبوععلىالأكثرمنأولانعقادلمجلسالنوابتتمالدعوةلإجراءالانتخاباتالرئاسية
هذه كانت سطوراً مختصرة عن قصة الدساتير المصرية و كيف كافح الشعب المصري لسنوات ليحصل على دستور يحقق آمانيه و أحلامه ، لقد قاسى الشعب كثيرا جدا و حان الوقت كي يسعد بوطنه الذي ضحى من اجله الكثير من الشهداء الذين سفكت دمائهم و هم يهتفون من أجل العيش و الحرية و العدالة الإجتماعية .
 
عزيزي اننا في لحظات فارقة هامة في تاريخ هذا الوطن الخالد و عليك ان تشارك بكل إيجابية في الإستفتاء على الدستور و ان كنت خارج مصر فعليك ان تسجل اسمك في الصفحة الخاصة باللجنة العامة للإنتخابات او تتأكد من وجود اسمك هناك .
 
 لا تدع أحد يقودك او يتخذ عنك قرارك بل اقرأ بنفسك دستورك وهو مسجل على الصفحة الرسمية للجنة الخمسين ، فقط أقول لك انه لا يوجد دستور زمنى اتفق عليه الجميع انما هي أغلبية المصوتين بنعم فإذا وجدت نفسك تتفق مع غالبية مواده فعليك ان تشارك في الإستفتاء على الدستور بنعم حتى تدور العجلة و ينهض الوطن.
 
 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter