الأقباط متحدون - قصيدة \ الحب منحة إلهية
أخر تحديث ٠٣:٤٦ | الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠١٣ | كيهك ١٧٣٠ ش ٦ | العدد ٣٠٤١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

قصيدة \ الحب منحة إلهية

 الشيخ د مصطفى راشد   أستاذ الشريعة الإسلامية

لما حضنتينى بطهرٍ ونقاء عرفتُ عظيم  ماقد منحنا الإله
وتعلمت أن الحــب من أنقى غايات الحــياة
فالحب قدراً مفروضاً ومكتوباً على الجباه
وهو ليس مجرد رغبةً وإلتقاء جسد وشفاه بشفاه
لما حضنتينى --- شعُرتُ بالدفء والعطف والأمان
  وعشقتُ الزرع والأرض والناس  والمكان
  ونسيت كل الظلم والقهر والبطش من بنى الإنسان
وأحببت العدل والسلم والتسامح  وكل أفعال الخير والإحسان
 لما حضنتينى عرفتُ أن العمر يمر  فى ثوان
وصار قلبى ينبض موسيقى بكل الألحان
 لما حضنتينى -- امتلكتُ الكونَ والإنسانَ والحيوان
 وتنسمتُ كل الورود والعطور والريحان
وشعرت بالسعادة وعرفت أنك هديةً من الرحمان 
 وأنتشى جسدى وعدتُ إلى ريعان الشبابَ ومرح الصبيان
  وعرفتُ معنى دخول الجنةَ من بابِ الريان
 وتمنيتُ على الله أن ينسانا الموتَ وينسانا الزمان
 فأنتِ جنة الخلدِ والعدل والإيمان ورحمة الرب الرحمان
 لما حضنتينى -- عرفتُ معنى الحب والطهر والحنان
 وإرتوى قلبى النبيل الحزين الكسير  العطشان
 من نبع قلبك الصافى الدافى سرالحياة وأكُسير الزمان
 لما حضنتينى -- أكتشفتُ أنه لم يكن قبلكِ أحضان
  وأبصرتُ بعدَ أن كُنتُ من العميان
     فرأيتُ جمالاً أقوى وأجمل من ريشةِ الرسام
 وأعمقُ من كِتابات  كُتاب الروايات ومبدعى الأفلام
 فبأى ألاء ربكما تكذبان والشمس والقمر له يسجدان
 فهو خالق الجمال ومبدع الزهر والشجر والنهر والإنسان
 لماحضنتينى -- عرفتُ معنى المتعة والعفة والنُبل  والعصيان
  وصار عِشقُكِ نوعً من التمرد والتعود والإيمان والإدمان
 البرءُ منهُ -- يستعصى على كل الحكماء والأطبا والخلان
 لما حضنتينى إرتعش قلبى الأخضر النادى الراضى الولهان
  وشعرتُ بسعادةً ونشوةً لم أعرفها مع الأيام
 فالقربُ منكِ متعةً -- لاتُدانيها كنوز الأرضِ ومُلك سليمان
لأنكِ منحة من الله الكريم المحب الغفور الحنان
 لما حضنتينى – نسيتُ وتناسيت أمر الشرع من الحلِ والحرام
 وإستسلمتُ راضياً عابداً تقياً -- لقضاءِ الله وقدر الإنسان
 لما حضنتينى زال عنى المرض والضعف والهدوء والأوهام
 وعدت قويا عصياً متمرداً على حرمان القدر وضرباتُ الأيام
 وإنتفض قلبى وعاد كالأسد من دارِ الأموات للحياة والأحلام
 وإزدتُ تقوى وتمجيداً وتسبيحاً للرب خالق الجمال والإيمان
 فَهَلاَ فعلتيها أُخرى كى تُطيلى عمرى الذى أصبح فى خبر كان
وكى يزداد إيمانى  وتسمو علاقتى وقربى  بحبيبى خالق الأ كوان
 أم تتركينى فريسةً سقيمً -- يقضى عليه الشيطان  والعشقَ والحرمان


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter