الأقباط متحدون - لماذا تؤوى بريطانيا الإرهاب؟
أخر تحديث ١٠:١٠ | الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠١٣ | كيهك ١٧٣٠ ش ٧ | العدد ٣٠٤٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

لماذا تؤوى بريطانيا الإرهاب؟

بريطانيا
بريطانيا

كان لى لقاء بالأمس مع روزمارى ديفيس، الناطقة باسم الحكومة البريطانية. هى تعيش فى دبى وتحكى الفصحى بطلاقة. حين تسمعها تتقن اللغة متباهية يزيد اشمئزازك من عرب ضائعين بين جملة فرنسية وأخرى إنجليزية وكلمة عربية.

تسعى الشقراء جاهدة لأن تكون دبلوماسية بكل إجاباتها. إجابات العالم الغربى الذى يريد لشعوب العالم الكرامة والعزة، ويخطب ساعات وساعات عن حال العربى وحقوقه المسلوبة.

ثم يصدمك الغرب. أو يذكرك بحقيقته إن كنت نسيتها. فيقف مع أشد معارضى حقوق الإنسان. يدعمهم، يشجعهم، بل ويحميهم.

أسأل مارى عن إيواء بريطانيا للإرهاب. أليست بريطانيا التى احتوت أعنف رموزهم؟ أنسمى ذلك دعماً للإرهاب؟ ترد بالنفى. تنفى كل شىء حتى وجودهم على أراضيها. لا يهم ما تثبته أو تنفيه، يهم الواقع. فعدد لا يستهان به من إرهابيى القاعدة لابد أن تجد فى سيرته محطة وقوف وسكن فى بريطانيا. مساجد بريطانيا تلقى بها خطب متطرفة إلى اليوم، ويهرب مؤخراً أحد المتطرفين الملاحقين من مسجد مرتدياً العباءة والنقاب. نفس الأمر حدث فى السعودية قبل أعوام. لكن أن يحدث فى لندن فذلك أمر مثير.

أبوحمزة المصرى فى فترة كان يصلى ويخطب بالشارع العام أمام سكون الأمن البريطانى. كله بحجة حماية حقوق الإنسان وحرية تعبيره. يحمون بعض التطرف هنا، وفى جوانتانامو يخفونهم عن الأنظار.

هل من تفسير لإيواء عناصر التطرف والقاعدة والنصابين والمجرمين والفاسدين والملاحقين من أنظمتهم غير الرغبة فى استخدامهم كأوراق ضغط؟

يتناقض الغرب بتبجح. يدافع عن وصول الإخوان للسلطة. لا، ليس تبجحاً. فبريطانيا كانت دعمت نشأة تنظيم الإخوان من بدايته. أليس دليل ذلك موقف العالم الغربى الذى ساند وجودهم فى مصر وحزن لخروجهم من السلطة؟

إصرار على أن إزالة الإسلاميين نكسة معاكسة للديمقراطية. إصرار طبيعى، فمعروف أن بريطانيا والغرب استخدموا الهيمنة الدينية، وحتى الإرهابية، فى الشرق الأوسط لبسط نفوذهم وسلطتهم.

قلت لها: الإسلامى لا يؤمن بحقوق المرأة ولا بالديمقراطية والخروج عن الحاكم فكيف تلتقى أفكاركم. أم هى مصالحكم؟

روزمارى تقول: الإخوان لا علاقة لهم بالإرهاب. والحقيقة تقول إن الغرب اعتبر حركة حماس (الإخوانية) منظمة إرهابية مدرجة على قائمة الإرهاب. التبرير هنا أن حماس تحارب إسرائيل.

أما بقية الإخوان فيحاربون العرب والمسلمين، لعل هذا مكمن إخلاصهم للتوجه الغربى، وسبب الوقفة التاريخية للغرب دفاعا عن التنظيم.

تؤكد المتحدثة أن الغرب يقف مع مطالب الشعب أياً كانت النتيجة. سألتها فإن كانت النتيجة وصول طالبان أو القاعدة ماذا ستفعلون؟

مطلب الشعب غير مهم حين يصطدم برغبة الغرب. يصبح المطلب باهتاً وانقلاباً وانتهاكاً لسيادة الإنسان على أرضه.

عمليات التجسس الأنجلوأمريكية ليست الأولى من نوعها فى هتك حريات الأفراد والحكومات، ولن تكون الأخيرة. طبعا روزمارى امتنعت عن الإجابة لأن الأمر يتعلق بالمخابرات. لكن الواضح أن انتهاك حريات الأفراد، حتى الرؤساء، الشخصية أمر لا يخجلون منه بحجة الحفاظ على أمنهم. ثم يطلون علينا مطالبين أنظمتنا بمنحنا حق التعبير وحرية الرأى والحركة وحقوق المرأة.. وبقية الأسطوانة.

نقلا عن المصردى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع