الأحداث في سوريا وإن كانت تتقاسم الشبه مع بعض ما يقع بقاع أخرى أثناء الحروب الأهلية ، فإن بعضها لا يشبه إلا نفسه تماما كما هو الحال بالنسبة لظاهرة جهاد النكاح التي يتم تغليفها بالشرعية الدينية عبر إصدار فتاوى غريبة من طرف شيوخ الدعارة لتبرير الإجرام والاغتصاب لكل ما يقع بين أيدي مقاتلي الجماعات المتطرفة بسوريا من نساء وفتيات باسم الدين والشريعة.
والقصة ليست من نسج خيال النظام السوري، بل نتيجة لعمل صحفي موثق بالصورة والصوت أنجزته قناة تي في 7 البلغارية ونشرته على شكل فيلم وثائقي تحت عنوان "سوريا: الخطوط الحمراء". شهادات صادمة لفتيات ونساء عايشن الظاهرة تضمنها الفيلم. ومورس عليهن الجنس من طرف عناصر الجماعة المسماة "جبهة النصرة".
سارة فتاة معتقلة في سجون النظام السوري بتهمة الارتباط بالقاعدة، تحكي للقناة المذكورة، قصتها منذ البداية، منذ أن كانت صبية صغيرة تتلقى دروسا دينية خاصة بتنظيم القاعدة على يد أحد الشيوخ بمسجد بمدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية. سارة حفظت عن الشيخ قوله "إن أي شخص لاينتمي إلى القاعدة هو كافر".
وتضيف سارة أنه مع بداية الأحداث في سورية بدأ الشيوخ بنشر فتاوي جهاد النكاح بين الفتيات المنتسبات للقاعدة وأن أي منهن يمكنها أن تمارس الجنس مع أي عنصر من القاعدة حصرا، لتشارك بذلك تشارك في الحرب المقدسة.
وقد تبين لسارة فيما بعد أن كل الآيات القرآنية والأحاديث التي كان يستدل بها الشيوخ لتقريب فكرة جهاد النكاح إلى الفتيات وترغيبهن بها، كانت كاذبة.
وتعترف سارة أنها مارست الجنس مع أشخاص عديدين من جبهة النصرة منهم قادة ومنهم مقاتلين، ومن مختلف الجنسيات من تونس والمغرب وقطر والسعودية وفرنسا وتركيا.
سيدة أخرى تحكي قصتها مع جهاد النكاح، فتعترف أنها زوجت لأحد المقاتلين الذي أخبرها أنه سيطلقها بعد ساعتين لأن رجال آخرين ينتظرون دورهم وهو ماتم بالفعل إذ زوجت وطلقت لعدة مرات وفي كل مرة كان يمارس عليها الجنس لمدة 30 دقيقة من طرف شخص مختلف. عهر ما بعده عهر.
وتضيف أنها شاهدت قاصرات كثيرات مورس عليهن الشذوذ الجنسي بدعوى الحفاظ على عذريتهن.