الأقباط متحدون - آدم وحواء
أخر تحديث ١٦:١٠ | السبت ٢١ ديسمبر ٢٠١٣ | ١٢ كيهك ١٧٣٠ ش | العدد ٣٠٤٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

آدم وحواء

ارشيفيه
ارشيفيه

 أحترم وأحب هؤلاء الذين يحضون الناس على الفضيلة، غير أننى أنظر بحذر وخوف لهؤلاء الذين يرغمون الناس عليها. ومشكلة الفضيلة هذه قديمة فى حياة البشر، بل ربما تكون أقدم من وجودهم على الأرض، أقصد تلك الأيام التى كان فيها آدم يسكن الجنة مع حواء. بالقطع كانت أياما جميلة مترعة بالحب واللذة فى غياب الديمقراطية والديكتاتورية والليبرالية وبقية تلك الأفكار الشريرة التى اخترعها الإنسان فيما بعد ليفسد بها حياته،

لم يكن هناك دستور أو قوانين تمنع آدم وحواء من فعل أى شىء. لا محظورات أو محاذير أو ممنوعات، بالتأكيد كان من حق السيد آدم والسيدة حواء القيام بأى فعل نعتبره الآن فاضحا فى أى مكان فى الجنة بكامل حريتهما وبغير أى إحساس بالخطأ والخطيئة. كان محظورا عليه وعليها فقط أن يقتربا من الشجرة المحرمة ليأكلا من ثمارها. كانت الفضيلة فى ذلك الوقت تعنى ذلك فقط.. لا تأكلا من هذه الشجرة. ولكن الإنسان (كما عرفنا فيما بعد) «نمرود» و«عينه فارغة» و«ما يملاش عينه إلا التراب»، عرفنا ذلك قبل أن نكتشف تلك القاعدة الحياتية أن «كل ممنوع مرغوب»، وأنها تسرى أيضا على آدم وحواء. لك أن تتخيل الجنة بما فيها من ثمار، ومع ذلك تترك حواء كل ذلك، ثم تهمس له فى لحظات حميمية: آدم.. أدومتى.. حبيبى..

 
آدم: نعم يا أجمل حواء فى الجنة (آه يا منافق.. هو فيه ستات غيرها؟) أؤمرى يا حلوة.
 
حواء: أنا عاوزة أدوق التفاحة دى..
 
آدم: بتقولى إيه يا حبيبتى؟ ممنوع نقرّب منها.
 
فأشاحت بوجهها بعيدا عنه، وقالت: يبقى انت ما بتحبنيش..
 
الويل لك عندما تشيح الأنثى بوجهها بعيدا عنك، وهو ما نسميه بالعامية هذه الأيام (لوت بوزها) حتى لو كنت سيدنا آدم، كان من المحتم فى لحظة من لحظات فقدان العقل وغياب التفكير الصحيح أن ينصاع لرغبتها وأن يمد يده ويقتطف تلك الثمرة المحرمة، فتحق عليهما وعلينا أيضا اللعنة، فيطردا ونطرد معهما من الجنة وننزل إلى ذلك المكان الكئيب الذى يسمى «الأرض». غير أنه لا أحد ذكر لنا ماذا حدث بالضبط فى اللحظات التى سبقت السقوط على الأرض، أتخيل أنها أخذت منها قضمة، ثم تأففت وقالت: آدم.. أدومتى.. خد رجعها على الشجرة تانى.. مالهاش طعم.
 
بالطبع حرصت الأساطير القديمة، وربما المعاصرة، على أن تُدخل الشيطان فى الحكاية، وأنه هو من أوحى لـ«حواء» بهذا الطلب. إنها محاولة يُبَرِّئ بها الإنسان نفسه من الخطيئة الأولى ويحاول إلقاء تبعة ما حدث على الشيطان، غير أن الرغبة فى الحصول على البراءة دفعته لاختراع صلة قوية بين المرأة والشيطان، بل إن بعض الاتجاهات من دعاة الفضيلة يتهمونها بأنها هى شخصيا الشيطان. الواقع أن كل الشياطين التى عرفتها فى حياتى كانت من الذكور ما عدا بالطبع تلك المرأة التى طعنت سائق التاكسى فى المنصورة بالبلطة، ما لم تكن رجلا يرتدى النقاب.. هل جاء الوقت الذى يكتشف فيه المشرّع أن النقاب يستخدم أحيانا كسلاح إخفاء وتمويه بهدف ارتكاب جريمة؟

نقلا عن المصري اليوم
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع