الأقباط متحدون - جماعة الإخوان المسلمون بين الحل والإرهاب (1928-2013م)
أخر تحديث ٠٢:٥٦ | الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠١٣ | ١٧ كيهك ١٧٣٠ ش | العدد ٣٠٥٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

جماعة الإخوان المسلمون بين الحل والإرهاب (1928-2013م)

ارشيفيه
ارشيفيه

 د.ماجد عزت إسرائيل

       منذ أن أنشأ الشيخ "حسن البنا" فى مدينة الإسماعلية  جماعة الأخوان المسلمون فى عام 1928م، والجماعة في حقيقة الأمـــر أبعد ما يكونون عن آلـــية الديمــــوقراطية في الحكم، بالمـــعنى الاصطلاحي فإنهم أسرى منهج القبـــــيلة في الحكم أو الأسرة أو الشلة والجماعة، ذلك أنهم يقدمون ولاء الجماعة القائم على السمع والطاعة على الولاء الوطن ولا يضعون للكفـــاءة أي اعتبار، فضلا عن أنهـم يفعلون ما لا يقــــولون ويقـولون ما لا يفعلون ــ وتقضى هنا الأمانة العلمية أن نذكر أن جماعة الأخـوان أكثر تنظيماً من بعض الأحزاب، ولو مارست العمل السياسى بشكل ديمقراطى وابتعدت عن مفهوم الأخــوانة ، ،وكسبت كافة طــــوائف الشعب المصرى، لتغيرت أوضاعها عبر تاريخـــــها ــ ولـذلك تتعرض الجمــاعة بين الحين والآخر للحل،إى عدم اعتراف الدولة بوجودها" ومصادرة كل مؤسساتها، والاستيلاء على أملاكـــــها، وحظر كل نشاطاتها، ومنع أي تجـــــمعات لأفرادها والمنتمين إليها؛ فكل خمسة منهم ضمهم مجلس، فقد خالفـوا القانون، واستحقوا العقاب. 
 
  في عام 1942م ، كانت أول مشاركة سياسية للإخوان في مصر ، وترشح المرشد العام "حسن البنا" آنذاك في دائرة الإسماعيلية لمجلس النواب المصري، وضغط الإحتلال الإنجليزي على حكومة النحاس باشا الوفدية، فقام النحاس باشا بمفاوضة الإمام البنا حتي يتنازل عن ترشحه وإلا حُلت الجماعة، فوافق الإمام البنا علي الانسحاب بشروط قبلتها الحكومة وهي إحياء الأعياد الإسلامية ولا سيما مولد النبي محمد وجعله عيدا رسميًا للدولة،وإلغاء البغاء وغلق بيوت الدعارة وجعلها عملا مجرما وتحريم الخمر وإصدار قانون بوجوب التعامل باللغة العربية في جميع المؤسسات والشركات ومراسلاتها.
 
 وفى ذات العام كانت أول قضية يتهم فيها الإخوان في عام 1942 في العهد الملكي وهي "محاولة قلب نظام الحكم"، ضد كل من محمد عبد السلام فهمي (مهندس) وجمال الدين فكيه (موظف)،و عقب حرب فلسطين عام 1948م،أصدر الملك فاروق قراراً فى 8 ديسمبر عام 1948م، بحل جماعة الأخوان المسلمون لأول مرة فى تاريخها،لاغتيالهم رئيس الوزراء"محمود فهمى النقراشى" على يد طالب بجامعة القاهرة  يدعى " عبد المجيد حسن" وهوعضو بالجماعة ، وقُبض عليه في الحال، وأودع فى السجن، وقد إرتكب فعلته، وهو يرتدي زي ضابط شرطة، لهذا لم يُشَك فيه حين دخل وزارة الداخلية، وانتظر"محمود فهمى النقراشي"، حتى أطلق عليه الرصاص ،وعام 1949م تم اغتيال "البنا" مرشد الجماعة.
 
   عاودت الجماعة مزاولة نشاطها مرة أخرى منذ عام(1951 م) بعد  أن إصدار قرار من مجلس الدولة بعدم مشروعية، قرار حل الجماعة ومصادرة ممتلكاتها وذلك بعد توقفها لمدة عامين، وتوترت العلاقة بين الإخوان ومجلس قيادة الثورة بعد أن أقامه تنظيم سياسي أطلقت عليه “هيئة التحرير”، ما اعتبرته الجماعة تعديا عليهم مادامت الجماعة قائمة، وأصدر حسن الهضيبي مرشد جماعة الإخوان حينها بيانا يحذر فيه جميع الأعضاء بعدم الانضمام إلى “هيئة التحرير”، وأن كل من ينضم إليهم يعتبر مفصولا من الإخوان، ثم استمر هجوم الإخوان على الهيئة إلى حد استخدام الأسلحة والقنابل والعصي.
 
       وحاول مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952م ضم جماعة الإخوان المسلمون ومشاركتهم فى الحكومة،وذلك بعد أن طلب رجال الثورة أن يرشحوا لهم أسماء للاشتراك في الوزارة، فرشَّح مكتب الإرشاد لهم ثلاثة من أعضاء الجماعة، ولكن الزعيم " جمال عبد الناصر" ورجاله كانوا يريدون أسماء لها رنين وشهرة لدى الشعب المصري، من أمثال الشيخ أحمد "حسن الباقوري"، والشيخ "محمد الغزالي"؛ ولذا رفضوا ترشيح المرشد أو مكتب الإرشاد، وعرضوا وزارة الأوقاف بالفعل على الشيخ "الباقوري"، فقبل مبدئيًّا، وأبلغ الإخوان بذلك، فلم يمنعوه من القبول، ولكن اشترطوا عليه أن يستقيل من الجماعة ورفض الوزارة،وبعدها حاولت الجماعة قتل "عبد الناصر" فى حادثة المنشة الشهيرة بالإسكندرية، وهذا ما دفع مجلس قيادة الثورة بأصدار قراراً فى 14 يناير 1954م بحل الجماعة،ولم تعد تمارس جماعة الإخوان السياسة في مصر، إلي أن أتي الرئيس محمد انور السادات (1970-1981م) للحكم.
 
 وبدأ الرئيس الراحل " محمد أنور السادات"  على إطلاق سراح جماعة الإخوان، حتى خلت منهم السجون بنهاية عام 1974م، كما أعلن إغلاقه المعتقلات، وإطلاق الحريات، ولكن ما فتأت فترة الود أن تلاشت مع بداية مفاوضات السلام بينه وبين إسرائيل مابين عام(1977-1979م) ،وانتهت الأمر باغتيال الرئيس"السادات "فى حادثة المنصة الشهيرة يوم 6 أكتوبر 1981م،على يد جماعة الإخوان المسلمون وبملابس الجيش ايضًا،وصدر حملات اعتقال للجماعة،وحلها.
 
  وبدأ الرئيس السابق "محمد حسنى مبارك" (1981-2011م) حكمه بإطلاق الحريات،وعادت جماعة الإخوان المسلمون لتنظيمها،وتوسعت فى داخل الجامعات الحكومية والخاصة،وكان النظام يستخدمهم ككارت ومعهم الأقباط فى لعبة التوازنات السياسية،حتى يضمن الرئيس جلوسه فى منصبه أطول فترة ممكنة. 
 
 ويعتبر البعض أن هذه المرحلة هدنة مع الجماعة ما فتأت أن انتهت، بسلسلة من المحاكمات العسكرية لقيادات الجماعة في الفترة ما بين 1995- 2008م) ،وربما يكون الدافع محاولة اغتيال "مبارك" فى اثيوبيا عام 1996م، تخللتها حملات اعتقالات موسمية، للقيادات الوسيطة بالجماعة والأعضاء النشطين، قبيل مواسم الانتخابات العامة والنقابية والطلابية، ومواسم نشاط الجماعة في الأجازات الصيفية والأعياد وغيرها، في محاولة لتحجيم نشاطهم الميداني ووضعه تحت السيطرة دائما فيما وصفه خبراء بأنها "سياسة تحجيم لا تقويض"،وانتهت تلك الفترة بثورة 25 يناير 2011م،وتنحى الرئيس السابق "محمد حسنى مبارك" فى 11 فبراير 2011م،عن حكم البلاد.
 
 وبعد ثورة 25 يناير 2011م، استمرت البلاد في فترة انتقالية تحت قيادة المجلس العسكري مابين(11 فبراير 2011-30 يونيو 2012م)  لنحو عام ونصف، انتهت بتسليم السلطة لأول رئيس مصري مدني منتخب، وهو" محمد مرسي" رئيس حزب الحرية والعدالة الذي أسسته جماعة الإخوان المسلمين بعد الثورة.
   
وفى ظل تولى "محمد مرسى" الحكم أصدر الإعلان الدستوري فى نوفمبر 2012م،امتلك بمقتضاه كل السلطات،وعـزل النائب العام،وأصدر دستور 2013 م وضعه أهله وعشيرته،وهو الذى انسحبت منه الكنيسة،وسيطر على الأعـــــلام المقروء والمسموع والمرئى،ولم يسمع للمعارضين،ولم يشاركهم فى السلطة،بل كان دائما يعلن انتمائه نحو"الأهــــل والعـــــشيرة" وفى أحداث الاتحادية قام رجالة فى  5 ديسمبر 2012م بقتل المتظاهرين وتعذيبهم،وحاول الجيش التدخل وتقريب وجهات النظر للمصالحـة الوطنية، ولكن المحاولات باءت بالفشل.
 
       ومن هنا بدأت حركة شبابية تضم شتى جميع المصريين تعرف بـ (تمرد) من جمع توقيات لعزل "مرسى" ووصلت حصيلة من وقعوا نحو (22مليون نسمه)، دعت إلى ثورة 30 يونيو 2013و نهاية حكم الرئيس، الذى لم يستجب لمطالبهم وهى: تشـكيل حـكومة جديدة،وتعــديل الدستور،والمصالحة الوطنية،وزاد من التوتر خطاب الرئيس واصراره على عـدم الاستجابه إلآ لـــــشرعية "مشكوك فيها". وأمام خروج نحو (33 مليون نسمه) إلى الشــوارع والميادين ضده أنضم الجيش للشعب" وأصدر الفريق أول " عبد الفتاح السيسى" بياناً فى 3 يوليو 2013م،يعلن فيه خلع الرئيس"محـــمد مرسى" وتعيين "عـدلى منصور"رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيساً مؤقــتاً للبلاد. 
 
  وعرف يوم 14 أغسطس 2013م، بالأربعاء الأسود،وهو يوم فض اعتصامى "رابعة العدوية" و"النهضة" لجماعة الأخــــوان المسلمون، حيث قامت الجماعة ومعاونه  قاموا بالأنتقـام من الشرطة بأقتحام أقسام الشرطة والأعتداء على المؤسسات الحكومية بالحرق والنهب والسرقة والقتل،فى مشهد لم تشهده البلاد من قبل،وقاموا  بالأنتـــقام من الأقـباط بـحرق (3) أديـرة آثريه و(86) كــنيسة و(4) مـدارس و(230) منزل،وقــــتل نحو 25 ،وسلب ونهب العديد من المنازل والمحلات والشركـات والمكاتب،بالأضــافة إلى ترويع ورعب الأطفال والنساء والشيـوخ والرهــبان والراهبـــات وآبـاء وأساقفة الأديـــــرة لم  يشهدها الأقباط من قبل. 
 
   ولذا أصدرت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة 23 سبتمبر 2013م حكـما تاريخيا يقضى بحل جماعة الإخوان المسلمين وحظر نشاطها ومـصادرة ممـتلكــاتها، بناء على دعوى مستعجلة وقــضايا ضد الجماعة وحظر أنشطة تنظيم الإخوان المسلمين وجمعية الإخوان، وأي مؤسسة متفرعة منها أو تابعــة لها، وأي منشأة تم تأسيســـها بأمـوالها أو تتلقى منها دعما ماليا أو أي نوع من الدعم،و حظر تلقى التبرعات وضرورة قيام لجنة حكومية بإدارة الأموال المصادرة.
 
   ويواصل أنصار المخلوع"محمد مرسى" التعدى على المواطنين فى مناطق متعددة من البلاد منها قرية دلجا بالمنيا، ا فى منتصف شــهر سبتمبر 2013م، ومدينة كــــــرداسة التابعة للجيزة،التى نجحت قــــوات الشرطة والجيش فى أقتحامها وتحريرها من يد الأرهابين،وهى التى راح ضحاياه لـواء الشرطة "نبيل فراج" فى 19 سبتمبر 2013م،وفى نوفمبر 2013م حدث انفجار كنيسة الوراق راح ضحاياه العديد بالإضافة للمصابين، بالإضافى لما يحدث بالجامعات المصرية مثل جامعة القاهرة وحلوان والأزهر والزقازيق، وفى منتصف ديسمبر 2013 قتل سائق بمدينة المنصورة بصورة غير إنسانية ،وفى ليل 23 ديسمبر 2013م  تم تفجير مديرية أمن المنصورة.
     وامام التاريخ الدامى لجماعة الإخوان المسلمون أصدرت الحكومة المصرية بياناً فى 25 ديسمبر 2013م ، بإعتبار جماعة الإخـــــوان المسلمون "جماعة أرهــابيــة"،  26 ديسمبر تفجير أتوبيس بمدينة نصر بالقاهرةوحتى كتابة هـــذه السطور لا يـــزال أنصار المعزول بين عشـــية وضحاها يقومون بأعمال أجرامية  ـ تفجير أتوبيس مدينة نصر ى 26 ديسمبر 2013م ـ ضد الشعب والشرطة والجيــش. حما الله مصر من شرور هؤلاء!
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter