الأقباط متحدون - الحب فى الإسلام هو الحل
أخر تحديث ٠٧:٠٥ | السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠١٣ | ١٩ كيهك ١٧٣٠ ش | العدد ٣٠٥٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الحب فى الإسلام هو الحل

الكاتب وسيم السيسي
الكاتب وسيم السيسي
 قال الإخوان إنهم سوف يحكمون مصر طوال خمسمائة عام! وتعجبت لماذا خمسمائة بالذات وليس ألفاً من السنين، أو مائة سنة على أقل تقدير؟! وأخيراً عثرت فى ذاكرتى على طائر أسطورى خيالى لا وجود له يسمى العنقاء أو phoenix فونكس.
 
هذا الطائر الخرافى تقول الأساطير عنه إنه يعيش خمسمائة عام، ثم يحرق فى البخور نفسه حتى يولد طائراً جديداً يعيش خمسمائة أخرى، وهكذا إلى ما لا نهاية! هذا الطائر له علاقة بمصر، حيث كان يحرق نفسه على أحد معابد رع «إله الشمس فى مصر القديمة» (دائرة المعارف البريطانية مجلد سبعة).
 
إن وصف هذا الطائر الأبدى ينطبق على مصر، وليس على الإخوان، فهو طائر ضخم.. ذهبى اللون، يعطى أغنية جميلة، ولا يمكن القضاء عليه، وعلى أحد شعراء الإخوان أن يردد ما قاله أبوالعلاء عن العنقاء.. أى مصر:
 
أرى العنقاء تكبر أن تصادا
 
فعاند من تشاء له عنادا
 
وما نهنهت عن طلب ولكن
 
هى الأيام لا تعطى قيادا
 
كان الرئيس السادات يقول: يجب تقديم الإخوان للمحاكمة بتهمة الغباء السياسى، وقد بنى السادات رأيه هذا على اصطدامهم مع نظام الحكم «أحمد ماهر- الخازندار- النقراشى- حريق القاهرة- عبدالناصر- السادات قبل اغتياله»، ولكن.. الشعب أو الحاضنة الاجتماعية كانت تعوضهم قسوة المحاكمات ومطاردة الحكام، أما الآن خصوصاً بعد كرداسة والمنصورة، فقد فقدوا الحاضنة الشعبية، التى كانت تحنو عليهم، فحق للمفكرين أن يقولوا: إنه الغباء الاجتماعى إلى جانب الغباء السياسى!
 
هل من الذكاء السياسى تعيين محافظ كان بطلاً لمذبحة الأقصر.. على نفس المحافظة؟!
 
هل من الحنكة السياسية أن يعلن أوباما أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، فلا يحتج صوت واحد ضده؟، وكأن: «ملايين ملايين على القدس رايحين».. كان خداعاً سياسياً.
 
إن مشكلة الإخوان ليست فقط غياب الحكمة السياسية بل غياب الحب أيضاً.
 
قبل ثورة ٢٥ يناير. جلست بجوار أحدهم فى أحد القطارات صباحاً، قلت: صباح الخير.. لم يرد.. ترك لى المكان، وجلس فى مكان آخر.. أخذت أفكر: وجاء فى القرآن الكريم فيما معناه: ما من شر إلا من أنفسكم، وما من خير إلا من الله، فكيف يرفض الخير من الله؟! تمنيت أن يتحدث معى حتى أقول له إن كلمة سلام إنما هى كلمة مصرية قديمة: شلام، وكان من أكبر الأعياد فى مصر القديمة: «شىء شلام ربه» أى عيد السلام الكبير، لأن ربه معناها كبير، ومازلنا نقول رب البيت، وربة المنزل، أخذ اليهود عن مصر هذه التحية «شلام»، وقالوا: شالوم خاليكوم، أى السلام عليكم، ثم جاء السيد المسيح، وقال: إذا دخلتم بيتاً: ألقوا سلاماً على أهل هذا البيت، ثم جاء العرب، فأضافوا إلى حياك الله.. السلام عليكم، إذن فهى تحية مصرية يهودية مسيحية.. عربية إسلامية، فلماذا نطلق عليها تحية الإسلام؟!
 
ابن وطنى الذى قام من جنبى.. لا يعرف أن القلب إذا امتلأ بالحب لا يعرف الكراهية، وحين يكرهنى كمسيحى، سوف يكره المسلم من حزب النور، أو حتى الإخوانى الذى يخالفه الرأى، وقتل الصحابة بيد الصحابة فى الفتنة الكبرى ليس ببعيد! لا تقولوا «الإسلام هو الحل»، بل قولوا: الحب فى الإسلام هو الحل.

نقلا عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع