الأقباط متحدون - الاخوان هزموا الاخوان!
أخر تحديث ١٣:٢٠ | الاثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠١٣ | كيهك ١٧٣٠ ش ٢١ | العدد ٣٠٥٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الاخوان هزموا الاخوان!

الاخوان
الاخوان

بقلم منير بشاى
    مهما بلغ طغيان الشر وتجبره، ومهما بدا عجز المقاومة فى التصدى للشر، فمن المحتم ان الشر سينهزم، وان  النصرة ستكون فى النهاية للخير.  يقول الكتاب المقدس "لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير" (رومية 12: 21). وهذا يعلمنا انه فى الامكان التغلب على الشر عند بعض الناس بمقابلته بالخير.  ولكن هناك من الاشرار العتاة من لا يستجيبون لفعل الخير ولذلك يستعمل الله معهم أسلوبا آخر اكثر تشددا عندما يدعهم يستخدمون شرهم لإاحباط  مخططاتهم الشريرة، وبالتالى يسخرهم رغما عنهم  لينتصروا للخير.
    فى قصة يوسف نرى كيف عانى يوسف من كراهية اخوته، والتى ادت بهم الى بيعه فى مصر.  وفى مصر لم تكن حياة يوسف سهلة،  وكان يبدو كأنه كلما زادت أمانته كثرت آلامه.  وتم تلفيق التهم التى اودت به للسجن.  ولكن كل هذه قادته فى النهاية  الى الوصول لحكم مصر.  وفهم يوسف الدرس وذكره  لأخوته قائلا "أنتم قصدتم لى شرا أما الله فقصد به (الشر) خيرا." (تكوين 50: 20)
    هذا المبدأ نراه واضحا فيما يحدث الآن فى مصر.  والاحداث الماضية ترينا  كيف أنه  فى كل مرة كان يبدو وكأن مصر قد سقطت فى حفرة لن تخرج منها، اذ بنا نرى حدوث المعجزة التى يسخّر الله بها نفس الجماعة لترتكب عن غير قصد منها أفعالا يأتى عن طريقها العلاج.

الاخوان هم من تسببوا فى خلع تنظيمهم من حكم مصر.
    عندما قامت ثورة 25 يناير 2011 لم يستطع الاخوان  فى البداية  تصديق ان فرصتهم التى انتظروها ليصلوا لحكم مصر قد جاءت.  كانت معظم قياداتهم فى السجون وكان النظام ينكل بهم تارة ويستخدمهم لتنفيذ اجندته تارة اخرى.  فمن كل الوجوه كانوا لا يعتقدون انه الوقت المناسب لثورة ضد النظام.  ولذلك اعلنوا فى البداية انهم ليسوا طرفا فى المظاهرات ضد النظام.  ولم يغيروا رأيهم الا بعد بضع ايام عندما تكشّفت لهم هشاشة النظام واحتمال سقوطه.
    وتتوالى الأحداث بسرعة ويجد الاخوان انفسهم على كرسى الحكم دون توقع او استعداد لهذه المهمة الكبرى.  وبعد ذلك سرعان ما بدأت تنكشف حقيقة هذه الجماعة التى كانت دائما تقدم نفسها على انها الوحيدة التى تتقى الله والتى تحمل الخير لمصر.  وكشف أداؤهم زيفهم فعرف الناس دمويتهم وشرهم وتأكدوا انهم لا يحملوا خيرا لأحد.  وبعد سنة كاملة  لم يتحقق وعد واحد من الوعود التى قالوا انها ستتم خلال المائة يوم الاولى.  وبدا واضحا ان هدف الجماعة الأول هو محو الشخصية المصرية وتذويب الكيان المصرى فى وهم الخلافة وتفكيك مفاصل الدولة واخونة كل أجهزتها. وهنا لم يكن امام الشعب المصرى الا ان يقود حملة تمرد ضد هذا الحكم الذى انتظروه اكثر من 80 عاما وكانوا يرددون انهم لن يتزحزحوا عن حكم مصر خلال ال 500 سنة القادمة.  ولكن أداء الاخوان هو الذى كشف حقيقتهم واحبط مخططاتهم  وادى فى النهاية  الى عزلهم من المشهد  السياسى لآماد  طويلة..

    الاخوان هم من أسهموا فى اعلان جماعتهم منظمة إرهابية.
    الشعب المصرى كله يعلم ان جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية.  تاريخهم كله كان موصوما بالارهاب والدموية.  هم من قتلوا النقراشى والخازندار والسادات وحاولوا قتل عبد الناصر. وفى سنة 1954 قررت الحكومة حل هذه الجماعة واعتبارها منظمة غير شرعية ولم يصدر ما يلغى هذا القرار.  ولا ادرى لماذا رغم هذا سمح لهم بممارسة نشاطهم بشكل طبيعى.
    وبعد ان تم خلعهم من السلطة فى ثورة 30 يونيو 2013 انطلقوا كالثور المجنون يخرّبون ويحرقون ويقتلون.  و بعد فض اعتصام رابعة العدوية حطموا حوالى 86 كنيسة، ناهيك عن اعمال الدمار والشغب والترويع واراقة الدماء التى تحدث يوميا بواسطة الاخوان او عناصر تنتمى لهم.
    ومع كل هذا كانت الحكومة مترددة فى اعلان الاخوان منظمة ارهابية.  وقال رئيس الوزراء د.الببلاوى منذ شهر إنه "لا يوجد قانون يسمح بادراج الاخوان كجماعة ارهابية".  وكان الأمر يحتاج الى عملية ارهابية اخرى يقوم بها الاخوان وهى الاعتداء على مديرية امن الدقهلية بما فى ذلك  مقتل 17 وجرح ما يقرب من 200 لاثارة غضب الجماهير وليصبح هناك مبرر لاتخاذ هذا القرار.  وقام الاخوان بالواجب واعطوا الدولة التخويل المطلوب وصدر  القرار الذى كان الاخوان اصحب الفضل فيه والذى عن طريقه سيتم ملاحقة هذه الجماعة محليا  داخل مصر وعلى نطاق العالم العربى بل وفى العالم كله. وسيقضى على مخططاتهم على المدى البعيد.
    مرة تلو الاخرى اثبت الاخوان انهم لا يحتاجون لمساعدة احد  فى وقف امتدادهم الارهابى.  هم يقومون بهذا نيابة عنا جميعا.  فلهم منا كل الشكر والعرفان.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter