بقلم : لطيف شاكر
حسب اعدادي لحلقة الدستور بين الماضي والحاضر ,كان السؤال الاول عن الدستور المصري الاوزوري (الفرعوني)موضوع المقال السابق اما السؤال الثاني المعد ولم يساله المحاور بسبب ضيق الوقت هو:
تكلمتم عن الدستور او المبادئ المصرية كاول دستور في العالم ماذا عن دستور او مبادئ الاخلاق في العرب والاحتلال العربي؟
واجابتي التي اعددتها سابقا كانت كالاتي :
يقول توماس ارنولد المؤرخ في كتابه اوربا في العصور الوسطي ترجمة د.سعيد عبد الفتاح : ان حركة التوسع العربي كان عبارة عن هجرة جماعة بسيطة دفعها الجوع والحرمان الي ان تهجر صحاريها الجرداء وتجتاح بلاد اكثر خصوبة كانت ملكا لجيران اسعد حالا وحظا
وتقول السيدة سناء المصري في كتابها القيم هوامش الفتح العربي نقلا عن عمرو بن العاص: نحن العرب من اهل الشوك والقرظ.. كنا اشيق الناس ارضا وشره , نأكل الميتة والدم ويغير بعضنا علي بعض... فلو تعلم ماورائي من العرب ماانتم فيه من العيش لم يبق أحد الا جاءكم
ويقول احمد الكتاني : اهل مكة يأكلون الجيف والكلاب
ويقول الطبري في تاريخ الرسل والملوك: قال ابن العاص : ان مصر انما دخلت عنوة واتما هم عبيدنا نزيد عليهم كيف شئنا ونضع ماشئنا
وتكتب سناء المصري عن سياسة عمرو بن العاص :فانه لم يدخر عمرو بن العاص وسعا لتحقيق هدفه واستخدم كل وسال الحرب والحرق والتهديد بالحرق في اكثر وسائله الموجهه ضد مقاومة العزل من سكان المدن اما تلك التي سلمت سريعا فقد كان يبادر الي مضاعفة الضرائب فيها ثلاث امثال كعلامة من علامات الخضوع والتسليم فالاساس لدي عمرو هو ان تدين له البلاد بالطاعة او تدمر بالكامل ...اما ان تخضع او تدمر ( قال المرشد السابق ان لم نحكم سنحرق مصر وطز في مصر)
كلام كثير يمكن للقارئ الرجوع اليه من خلال جوجل لكن هل بعد ماسبق ممكن ان يكون للعرب ثمة مبادئ للاخلاق فهم جماعة من الهمج ليس لهم قانون او مبادئ وعلي سبيل المثال:
يقول يوحنا النيقوسي الذي شاهد نكبة الاحتلال العربي : يستحيل علي الانسان ان يصف حزن واوجاع المدينة بأكملها فكان الاهالي يقدمون اولادهم بدلا من المبالغ الضخمة المطلوب منهم دفعها شهريا.
وامعانا في اذلال الاقباط ومسيحيين الشام سن العرب احكام مهينة للشعب المنكوبة باحتلالهم بمثابة دستور غير ادمي كوثيقة من الخليفة عمر بن الخطاب للشعوب المسيحية وسموها بالعهدة العمرية منسوبة الي الفاروق العادل كما سيتضح من بنود العهدة العادلة :
عن عبد الرحمن بن غنم : كتبتُ لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى الشام، وشرَط عليهم فيه
الا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب
ولا يجدِدوا ما خرِب
ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم
وأن يوقروا المسلمين
وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس
ولا يتشبهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم
ولا يتكنّوا بكناهم
ولا يركبوا سرجاً
ولا يتقلّدوا سيفاً
ولا يبيعوا الخمور
وأن يجزُوا مقادم رؤوسهم
وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا
وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم
ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين
ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم
ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً
ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين
ولا يخرجوا شعانين
ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم
ولا يظهِروا النيران معهم
ولا يشتروا من الرقيق ما جرتْ عليه سهام المسلمين.
فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم
وقد حل للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق
والذي يدهش المرء ان الغازي او( الفاتح لخزائن مصر )يفرض علي الاقباط الا يعبدوا الله ويلزموهم بالملابس المهينة في حين هؤلاء البؤساء كانوا ينسجوا لهم القباطي الذين يتزينون ويتباهون به اضافة الي تقديم لكل عربي جبة صوف ليلبسوه علي هلهلاتهم وخفين لاقدامهم المشققة ,وبرنس ليغطوا رؤوسهم الفارغة , وسراويل ليستروا عريهم المفضوح.
فضلا علي اهانتهم للاقباط بكل انواع الاهانات والاستهزاءات بشد الزنانير علي اوساطهم وتغيير ستايل شعر رؤوسهم ليكونوا في موقف السخرية امام الصغار والكبار
بل ويدهشني ايضا ان حثالة من الجهلاء يزعمون ان العرب انما جاءوا ليخلصوا الاقباط من ظلم الرومان وأخرون اكثر جهلا يزعمون ان العهدة العمرية (الارهابية) اعظم عهدة في التاريخ .
ويسمح لي القارئ بعمل مقارنة سريعة بين المحتل الروماني والعربي
لم يغير المحتل الروماني لغة المصريين في حين ان المحتل العربي قطع السنة من يتكلم لغته الاصلية
احترم الروماني دافع الضريبة اما الاحتلال العربي يلزم دافع الجزية ان يكون صاغرا مذلا مهانا ومضروبا علي قفاه ويسبه بالذمية وعجبي ينهبون ويسلبون ويتستهزاون بهم
الرومان اشتهروا بالقوانين المتعددة والتي مازالت تدرس في الجامعات فلم نقرا ابدا انهم سمحوا بدخول العسكر الي بيوت الشعب في حين ان القائد العربي الزم بيوت المسيحيين باضافة العسكر ثلاث ايام اكل وشرب ونوم ولكم ان تدركوا ماالمقصود من النوم في بيوت الاقباط ورجالتهم يذهبون الي اعمالهم هل يوجد خسة وندالة اكثر من هذا
الرومان لم يفرضوا زيا خاصا لاهانة المصريين ولم يلزموهم بشد زنانير علي وسطهم او يتدخلوا في شكل رؤوسهم ...