الأقباط متحدون - تهنئة محدودة
أخر تحديث ٠٨:٣٧ | الاثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠١٣ | كيهك ١٧٣٠ ش ٢١ | العدد ٣٠٥٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تهنئة محدودة

ارشيفيه
ارشيفيه

 قبل أن أفكر بتوجيه التهنئة لنفسى ظهر فوراً بمخيلتى ليحتل المرتبة الأولى.

 
عام سعيد لقارئى. من أهم الأشخاص بحياتى.. علاقتى بك ممتدة قبل أن أبدأ الكتابة. إن كنت تذكر فقد كتبت لك أنى أخشاك أحياناً، وتكون سبباً فى انصرافى عن الكتابة أحياناً. رغم ذلك فحين أكتب تغيب عن بالى تماماً.. تغيب حتى أنهى الأسطر وأضغط زر الإرسال، ربما لذلك أغضبك أو أفاجئك فرحاً دون ترتيب منى ومنك، لكنك تعود من جديد لتؤرقنى بعد النشر.. وللحق هو أرق ممتع، ليس أمتع من الوقت الذى أمضيه وأنا أراسلك عبر بريدى، وليس أمتع من مواعيدنا الأسبوعية، أو متابعتك وأنت تتناقل رابط المقال عبر الإعلام الاجتماعى وعبر البريد.
 
قبل أكثر من عامين قال لى الأستاذ المعروف صلاح دياب: «لا يحق لك أن تتأخرى فى مقالاتك، تصورى أنك على (رانديفو) مع القارئ، وهو ينتظر قدومك فتغيبى». وبصراحة لم أجد أجمل من هذا التعبير الخبير عن العلاقة بين الكاتب والقارئ، علاقة تصل للروحانية، تتعدى حدود الروابط مع صفحات أهم الجرائد، ليكون الرابط الأهم شخصاً لم تَرَه، وتعرفه جيداً ويعرفك جيداً.
 
من يؤثر فى الآخر: القارئ أم الكاتب؟
 
ليست مسألة. طالما أن القارئ قادر على ملامسة ذلك القابع فى خيالى ويناضل للخروج. حينها تكون الكتابة له فعلاً يتخطى حواجز اللحظة ويعبر للخلود.
 
فعام سعيد لكل قارئ وقارئة.
 
لم يكن بودى توزيع التهانى على كثيرين. ما معنى أن أوزع التهانى على سكان الأرض وأنصرف عن تهنئة الأنا. منتهى الأنانية. حب الذات هو ما أحتاج إليه فى الوقت الحالى.
 
لا تظنوا أن الأنانى يمارس فعلاً سهلاً. مثير للاشمئزاز أن تكون أنانياً صرفاً، لكن الدائرة التى تحيط بك تجبرك على الانفلات من الدوران فى عالم العطاء المتكرر اللا جديد فيه والتوجه لخط يسير باستقامة لأجل طموح الذات فقط.
 
بعد فترة تستغرب من قدرتك على إهمال الآخر، ومنح النفس هبات وتزكيات، والكشف عن أنى لست أنا من يقود كل شىء، فلأتحرر قليلاً من تعذيب الضمير.
 
أستحق أن أهنئ نفسى، فأنا من الأشخاص الذين يجدون المستحيل أكثر تشويقاً. تخيلوا كيف هى مدارات الحياة هنا، لذا قررت تهنئتى وحدى ببدايات العام الجديد.
 
وشعوب الثورات سأهنئها: عام سعيد لشعب ثائر، لحقت ثورته سعادة، لم تنحره أو تنقلب عليه حتى بدا وكأنه لا يعلم أسباب تمرده. الرؤساء مبارك وبن على والأسد أحياء، أما قتلى الثورات فأخبارهم اليومية أصبحت ضمن الاعتياد.
 
عام سعيد لكل نيزك عابر مرَّ فى حياتى. سواء لضرر أم لنفع. فى النهاية أنا من أفسح لعبوره المجال.
 
عام سعيد لـ«آنجى»، توقعت أن قدومها سينهى عهد طفولتى ويدخلنى عمر الجمود المثالى. إن أجمل طفولة وأجمل شغب قد بدآ للتو.
 
عام سعيد لمصر وأهل مصر ولـ«المصرى اليوم». عام يكتب نهاية لكل الصراعات والعذابات فى هذه الجنة الحرة.
 
كانت النية من كتابة المقال تهنئتى وحدى، يبدو أن فعل الأنانية مستحيل لكنه غير مشوّق.

نقلا عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع