الأقباط متحدون - مسلم سابق: أعرف أزهرية تحفظ القرآن وتخفى إلحادها.. والأعداد فى مصر تتزايد
أخر تحديث ٢١:٥٤ | الثلاثاء ٣١ ديسمبر ٢٠١٣ | كيهك ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣٠٥٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

مسلم سابق: أعرف أزهرية تحفظ القرآن وتخفى إلحادها.. والأعداد فى مصر تتزايد

ارشيفيه
ارشيفيه

 متأخراً استيقظ إسماعيل محمد، الشاب الإسكندرانى، فرك عينيه، غسل وجهه المشبع بالسمرة وغمر شعره الخشن بالماء، التزم كعادته الجديدة بإفطار «نباتى» ثم دخل إلى صفحته على موقع التواصل الاجتماعى الـ«فيس بوك» للتواصل مع أصدقائه الجدد ممن ألحدوا مثله.

 
أبحر إسماعيل، الذى ألحد قبل عامين تقريباً داخل الملفات المختلفة على حاسبه لينتهى إلى ملف عنوانه «محنتى مع القرآن ومع الله فى القرآن»، قبل أن يخرج كعادته إلى المقهى الذى اعتاد أن يرتاده. «الوطن» التقت إسماعيل، ذا الثلاثين ربيعاً، فى أحد مقاهى الإسكندرية التى يرتادها للتعرف على أهم الكتب التى تحويها مكتبته، كأحد الشباب الملحدين الذين يعلنون موقفهم من الدين دون تردد.
 
يقدم إسماعيل نفسه كطالب فى كلية التربية جامعة الإسكندرية، يعمل حالياً كرسام بورتريهات، ويقول: «إلحادى لم يأت دفعة واحدة وإنما حدث بالتراكم، وكانت بداية ميلى نحو الإلحاد فى 2011، فى بداية رحلة بحثى تعرفت على نظرية النشوء والتطور «الداروينية»، وكان سهلاً أن أحصل على المعلومات الموثوق بها عبر الإنترنت كأبحاث الجامعات الكبرى، والكثير من الحلقات التليفزيونية للعالم والفيلسوف الإنجليزى المعاصر ريتشارد دوكنز، النظرية غيرت نظرتى للحياة إلى نظرة علمية أكثر لا تقبل الكثير من الخرافات الدينية».
 
واجهناه بسؤال: «كيف يعيش فرد ملحد فى مجتمع يتباهى أفراده بأنه مجتمع متدين بطبعه»؟ وجاءت إجابته: «الفيلسوف الأندلسى أبوالوليد بن رشد حاول تأويل النص الدينى، وكان يرى أن لكل نص دينى وجهين؛ الأول ظاهرى، والثانى باطنى، وهنا يجوز لكل شخص أن يؤوِّل النص الدينى بحسب ما يراه المعنى الحقيقى للنص، هذا هو المجتمع المتدين المثالى الذى يمكن لأصحاب الفكر المختلف عن السائد فى المجتمع أن يتعايشوا بأفكارهم فيه دون أن يتسلطوا على المختلفين فكرياً».
 
زيادة أعداد الملحدين فى مصر لها سببان رئيسيان فى رأى إسماعيل؛ الأول حالة الحرية التى نعيشها فى الوقت الحالى، والثانى قدرة الملحدين حالياً على الوصول إلى المعلومات والوصول للكتب فى نسخ إلكترونية بعدما كان الملحدون القدامى يسافرون من بلد لآخر للحصول على كتاب.
 
تتسع قائمة الكتب المفضلة لدى إسماعيل، لتشمل: جرثومة التخلف لمراد وهبة، ووهم الإله للبروفيسور ريتشارد دوكنز، والفيلسوف الألمانى نيتشه، وتأملات فى تطور ذكاء الإنسان للفلكى الأمريكى كارل ساجان، وصوت الرجل الوحيد على الأرض للدكتورة نوال سعداوى، وقراءة نقدية فى الإسلام لكامل النجار، وأثر العلم فى المجتمع لبرتراند رَاسل، و3 رسائل فى الجنسية لسيجموند فرويد. عبدالله القصيمى، صاحب كتاب «الصراع بين الإسلام والوثنية»، الذى ألحد فى وقت لاحق على إصداره كتابه الذى يدافع فيه عن السلفية الوهابية وألّف «هذه هى الأغلال» ليقول فيه إن الدين أغلال فوق أغلال.
 
إسماعيل يرى فى «القصيمى» مثلاً أعلى، ومثالاً للكاتب الذى ينحاز إلى فكر فيدافع عنه بكل ما أوتى من قوة، قائلاً: «القصيمى أكثر شجاعة وإقبالاً على الدفاع عما يؤمن به من أفكار إذا ما قورن بكثير من معاصريه من كتّاب ومفكرين».
 
«العرب ظاهرة صوتية».. كتاب للمفكر عبدالله القصيمى خرجت طبعته الأولى من باريس عام 1977، ووجد فيها إسماعيل تعبيراً ملائماً عن صورة العرب فى ذهنه، صورة يعبّر عنها الشاب الملحد قائلاً: «العرب ظاهرة صوتية، تماماً مثلما عبّر عنهم القصيمى، فهم محض مستهلكين للغة لا يطورونها ولا يطوعونها، وإنما يعتمدون على قوالب جامدة ويطنطنون كثيراً مثلما يحدث فى خطبة صلاة الجمعة فى هذا الاجتماع الأسبوعى الذى لا يُنتج أى شىء».
 
قرأ إسماعيل للفيلسوف المصرى الدكتور مراد وهبة كتاباً عنوانه «جرثومة التخلف»، ويرى أن هذا الكتاب ينقل صورة واضحة لطريقة تفكير المجتمعات الأصولية التى من بينها مجتمعنا المصرى، كما يقدم طرحاً معقولاً لعلاج تلك الأصولية الدينية.
 
ينهى إسماعيل كلامه متحدثاً عما يحتاجه الملحدون فى مصر، فيذكر: «نحتاج إلى مجتمع علمانى بحق، مجتمع يفصل مؤسساته الدينية عن الخوض فى أمور السياسة، فلا يجب أن نستبدل الإخوان والسلفيين فى لجنة دستور الإخوان بالأزهر والكنيسة فى لجنة دستور ما بعد 30 يونيو، كل ما فعلناه أننا استبدلنا صنماً بصنم، نحتاج للحرية التى يستطيع كل واحد منا خلالها أن يُعلن عن اعتقاداته الدينية دون خوف، سأختم حديثى متحدثاً عن فتاة أعرفها أزهرية وتحفظ القرآن بقراءاته كلها لكنها فى الحقيقة تُخفى عن الكل أنها ملحدة».

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.