الأقباط متحدون - رداً على باسم وفضل
أخر تحديث ٢٣:٥٥ | الاربعاء ١ يناير ٢٠١٤ | كيهك ١٧٣٠ ش ٢٣ | العدد ٣٠٥٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رداً على باسم وفضل

مينا ملاك عازر
 
لم يعد هناك وقت لنضيعه في تبادل التهاني بمناسبة حلول عام جديد وانقشاع عام عمه الدم وأبهجه رحيل جماعة الإخوان عن حكم البلاد لأن ثمة أسئلة خطيرة يطرحها من كنا نتوسم فيهم العقل والحياد والموضوعية في مقالاتهم رأيت أنه من الواجب علي أن أرد على تلك الأسئلة مهما كنت في ذلك متأخراً، لعل من الأفضل أن تأتي متأخراً على ألا تأتي مطلقاً.
 
ومن هذا المنطلق، أحب أجيب على الساخر الأعظم - الذي طالما أمتعنا أثناء هجومه اللاذع على الإخوان- عن سؤاله في مقال تحدث فيه عن الموضوعية المهنية، كان سؤاله لماذا تتمسك جريدة الشروق بكتاباته للآن رغم أنه ليس صحفي ولا دارس صحافة؟ وهو بذلك يشير من طرف خفي إلى أنه أفضل من أولائك الصحفيين والأعلاميين الذين درسوها ولم يتبعوا مهنيتهم، ولكنني أحب أن أجيب عليه بإجابة تتفق مع مفهومه الذي يتبعه، وأقول له أنه ليس من الضروري تمسك جريدة ما بشخص ما يكتب بها أنه مهني المهنية التي تجبرها على أن يبقى بين صفوفها. فلك أن ترى جريدة التحرير، كيف أبقى إبراهيم عيسى على أن ينشر لنوارة نجم لفترة طويلة وهي تهاجمه شخصياً وتكيل السباب واللعن لمن يعارضونها الرأي، وكذلك خالد داوود بقى في نفس الجريدة رغم مخالفته في الرأي والتوجه مع رئيس تحريرها، إلى أن ألم بنوارة مصاب فقدها وفقدنا قبلها للفاجومي، وبقى عيسى ينشر لداوود رغم مخالفته الرأي، كانت هذه هي المهنية الحقيقية، أن تبقي باب جريدتك مفتوحاً لمن يخالفونك، أما مهنيتك أنت فهي تتفق مع جل كتاب الجريدة التي تكتب فيها، فمن معك أمثال هويدي وبلال فضل وغيرهم من متيمي الجماعة الإرهابية، ومن جهة أخرى وليس شرطاً أن تنتقد الجماعة يوماً أو في نفس المقال أنك بذلك مهنياً، فالمهنية رغم اتفاقي معك في كل ما ذكرته بالمقال من تشكيك في هيكل والذي ذكرته تلمياحاً لأنك لا تجرؤ على مواجهته، كما كتبت أنا وهاجمته علناً، إلا أنني أحببت أن أعطيك وأعطي الجميع درساً في مهنية لا يفهمونها، ويدعون أنهم يتقنونها، هذا رغم أنني لم أزل من المعجبين بك، ومصراً على رأيي بأنك لم تقترف ما يدفع قناة سي بي سي إلى إنهاء تعاقدك، فهي خسرتك وهذا أكبر درس في أن تمتهن مهنة لم تدرسها لكن تفهم أخلاقياتها، وهي أن تدفع حياتك ثمناً لكي يقول معارضك رأيه. هل عرفت كيف تتمسك بك الشروق للآن؟
 
أما بلا"ل" فضل الذي كنت أحترمه قديماً ونزل من نظري فور إدراكي أنه لا يرى مثله في ذلك مثل الأعمى السيئ الذي لا يريد أن يرى، فهو بحث في مقال آخر عن رجل رشيد بيننا وفي نفس المقال تساءل عن لماذا نعتبر حكومة الببلاوي حكومة مرتعشة، وهي التي أشرفت على قتل ما يقرب من 700 مواطن في أقل التقديرات أثناء فض اعتصام رابعة المسلح - السلمي في نظرك- وإجابتي على سؤالك بسيطة وسهلة إن تلك الحكومة نفسها هي التي أفلت من بين أيديها أثناء فضها الاعتصام البلتاجي والعريان والمرشد وآخرين من بينهم من هرب ليقُم بأعمال إرهابية نراها الآن، وداخت السبع دوخات باحثة عنهم لتورطهم في جرائم - إذ فروا وتركوا المواطنين الذين تتحدث عنهم يُقتلون- وإن نفس الحكومة أفلت من بين أيديها عاصم عبد الماجد لقطر ومن بعده طارق الزمر وآخرون. كما أنها تباطئت في تجميد اموال الجماعة، ومن يعاونوها ولما فعلت اتخذت قرار شابه الكثير من التسرع. كذلك تركت الحكومة المرتعشة جريدة الحرية والعدالة تنشر من مصر تهاجم البلد، وهي الحكومة التي تصفها بالدموية، نسيت يا أيها الكاتب أننا لانعرف، كيف مات أولائك المواطنين ومن قتلهم خاصةً مع رؤيتنا بأنفسنا عدد من القناصة اللذين كانوا يعتلون بنايات يقنصون رجال الشرطة الذين لم يكونوا فقط يحافظون على أمن البلاد بل أيضاً كانوا يرحمون رابعة من تواجد إرهابيين تحت بيوتهم بفضهم الاعتصام.
المختصر المفيد الأعمى السيئ ليس ذلك الذي لا يرى وإنما ذلك الذي لا يريد أن يرى.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter