الأقباط متحدون - الدستور والشعب ..
أخر تحديث ١٣:٣٢ | الاربعاء ١ يناير ٢٠١٤ | كيهك ١٧٣٠ ش ٢٣ | العدد ٣٠٥٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الدستور والشعب ..

بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
 
في الرابع عشر والخامس عشر من شهر يناير للعام 2014 سيبدأ الشعب المصري بالتوجه الى أماكن الأقتراع وابداء الرأي في دستور 2012 المعدل  والذي تم الموافقة عليه من لجنة الخمسين والذي أيضا وافق عليه رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور .
 
هذا الدستور المعدل ما كان يجب إطلاق هذا اللفظ عليه ، لأنه وببساطة شديدة لم يعد ينص على مواد كانت قد صاغتها لجنة الشورى الأخوانية المنوط بها في ذلك الوقت بكتابة و إعداد دستور إخواني جديد تكون فيه اليد العليا للأخوان ومصلحة الأخوان دون الأهتمام بمصر ومصلحة الشعب المصري .
 
حرص الأخوان بعد حل مجلس النواب " مجلس الأنس " على الأسراع في الهيمنة والسيطرة على كل ما يتعلق بحكم مصر دون رعاية أو إهتمام بمطالب الشعب المصري . لأنهم لا يعترفون بأي كائن آدمي يعيش وينتمي لمصر . المصري في كتابهم هو من ينتمي للأهل والعشيرة فقط ، أما بقية الشعب فهم غرباء عنهم ولا إهتمام بهم ، والسر الخفي في ذلك هو أن الأخوان أنفسهم لا إنتماء لهم لمصر ولا يؤمنون بها كوطن ولدوا وتربوا وترعرعوا على أرضه وشربوا من ماءه وأكلوا من خبزه " ناكري الفضل والجميل " . بل كان جُلَ همهم هو الأستيلاء على جميع مفاصل مصر وتحديدا القوات المسلحة والشرطة والقضاء . وتمكين رجالهم من السلطة إن كانت في المجالس المحلية أو المحافظات أو أي أجهزة حكومية . 
 
ظهرت حقيقتهم . ندم الشعب على إنتخابهم . صلى من صلي ودعا الله من دعا راجينه أن يزيح الغمة وتعود مصر إلى على الأقل بداية الطريق الذي ثارو من أجله في الخامس والعشرين من يناير 2011 . مع الأسف أتت الرياح بما لا يشتهي الملاح ، فحزن القلب وإكتئب وكاد أن تصيبه حالة اليأس مما يرى ويعيش في فترة حكم مرسي والأخوان .
 
لكن مصر أرض الموعد . مصر بلد الإيمان والأمن والأمان . حاول من حاول على مدى التاريخ الضارب في القدم أن يكسر أنف مصر والشعب المصري إلى الحد الذي ظن نابليون بونابارت أنه بكسر أنف " أبو الهول " الأنسان الأسد الشامخ ، سيكسر من قدرة الشعب المصري . لكنه فشل فشلا ذريعا . 
 
هذه هي مصر . وهذا هو الشعب المصري الذي ثار ثورته الثانية في  الثلاثين من يونيو للعام 2013 والتي قرر الشعب فيها تفويض الفريق أول عبد الفتاح السيسي وقواته المسلحة بالتضامن مع الشرطة والقضاء برعاية شئون مصر والخلاص من الكابوس الجاسم فوق صدورنا .
 
حمدا لك يا الله ، لقد إستجبت لصلواتنا ووحدت بين قلوبنا وساعدت قواتنا المسلحة في أن تقف في وجه الغرباء الطامعين والمنافقين وتجار الدين ، وتم القبض على من إحتال هو وعشيرته على الشعب المصري وكشف أمره وأمرهم وهم في أيدى القضاء العادل .
 
لكي تكتمل الصورة ويكون لنا دستور جديد ، دستور يعبر عن ما يبتغيه الشعب المصري ومحبي مصر للنهوض بها والخروج من عنق الزجاجة لنمارس حياة المحبة والأخاء بين أبناء مصر بكل محبة وحرية وتساوٍ بين أبناء مصر ونبدأ في إصلاح ما أفسده المفسدون من الأخوان ومن على شاكلتهم .
 
أهمس في أذن كل مسيحي في مصر سواء في الداخل أو الخارج وأقول لهم لا تخافوا .. لا تخافوا .. حامي مصر والشعب المصري حاميكم .. فلا تخافوا . الذين يرهبونكم ويقتلونكم ويختطفون رجالكم ونساءكم وأطفالكم ويحرقون منازلكم وينهبون متاجركم عمرهم قصير والله لن يتركهم يعيثون في الأرض فسادا كما يفعلون الأن .. فلا تخافوا . 
 
إذهبوا إلى صناديق الأقتراع دون رهبة أو خوف .. فليكن وقوفكم بطابور الأقتراع محميا بشبابكم الفتي المؤمن بمصر وطن للجميع دون خوف أو رهبة متحديا ومتصدرا لكل من يحاول إيذاءكم ، فلا خنوع ولا خضوع لا لكم كمسيحيين ولا لأي مصري ، لأن منهم أيضا من سيقف نفس الوقفة وسيدافع ويتصدى لكل محاولة سيحاولها أعداء الوطن مصر من إبداء رأيهم في الدستور . هذا دستوركم ، دستور الشعب المصري وأنتم جزء لا يتجزأ من الشعب المصري فلا تستهينوا بأنفسكم ، بل كونوا مؤمنين مقتنعين بحقكم في حياة شريفة آمنة فلا تضيعوا هذا الحق بالخوف . إنهم يقتلونكم ويسْبون نساءكم وبناتكم فالأفضل لنا أن نموت مدافعين عن وطننا جميعا مصر فاخرجوا وأدلو برأيكم بـ نعم للدستور .
 
كذلك أهمس في أذن أخي وأختي المسلمة وأناشدهم الذهاب للأقتراع بـ نعم لدستور الشعب المصري للنهوض من كبوتنا ونبدأ حياة العمل لرفع إسم مصر عاليا دون خوف أو وجلٍ من أحد . لقد إنتهى وجودهم من على خريطة مصر وقريبا جدا من على خريطة العالم هم ومن يشجعونهم ويستخدمونهم . هم ومن يشجعونهم ويستخدمونهم لا يثق أحدهم بالأخر ، ولكن يستغل كل منهما الآخر ليحصل على ما يريد . فلنضيع عليهم الفرصة ونذهب لنقول نعم للدستور ونقف جميعا في طابور محبة مصر ويحمي كل أخ أخاه وأخته من غدر الغادرين .
 
عاشت مصر حرة أبيه ، وعاش الشعب المصري حرا أبياً . وليبارك الله هذا الأقتراع كما بارك مصر بقوله " مبارك شعبي مصر " .. آمين .
 
أتقدم لأسرة تحرير موقع " الأقباط متحدون " بالتهاني القلبية بمناسبة رأس السنة الميلادية ، وعيد الميلاد المجيد .
 
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter