في الخمسينيات والستينيات ،من القرن الماضي ،كانت كره القدم بالقارة الإفريقية تقريبًا مقتصرة على مصر، وبعض الدول القليلة الأخرى والتي كانت بأي حال من الأحوال لا تقارن بمصر رياضيًا.
وبالرجوع إلى التاريخ قليلا نجد أن فكرة تنظيم بطولة كأس إفريقيا قادتها مصر، مع كل من السودان وجنوب إفريقيا في اجتماع بالعاصمة البرتغال" لشبونة" عام 1956 وبعد ذلك الاجتماع بأقل من عام ، أقيمت أول بطولة افريقية في الخرطوم واقتصرت على أربع دول، فازت مصر فيها بأول بطولة افريقية.
وبمرور السنين تخلصت الدول الإفريقية من الاستعمار، وبدأت طفرة كروية كبيرة تظهر في البلاد الإفريقية، وأخذت الكرة الإفريقية مكانها المرموق، وصنفت مسابقة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم الثالثة على العالم بعد كأس العالم وكأس الأمم الأوربية.
وتراجعت مكانة مصر الكروية تراجعًا كبيرًا وفقدت الكثير من رونقها وأصبحت محلية أكثر من كونها عالمية، وأصبحت الدول الإفريقية الأخرى التي كنا يومًا ما سباقين عليها في مجال فنون الكرة متقدمة عنا بسنوات وسنوات ،مما جعل الأندية الأوربية الكبري تتسابق من أجل شراء مواهب أفريقية وليست مصرية،فاللاعبين المحترفين المصريين بالأندية الأوربية يمكن عدهم على أصابع اليد الواحدة ،ونذكر منهم هاني رمزى، احمد حسن، وفى الوقت الحالي اللاعب محمد صلاح.
إخفاق اللاعب المصري في الخارج مع الأندية الأوربية ،يرجع لأسباب كثيرة أبرزها سلوك اللاعب ذاته والذي يعتقد أن موهبته فقط كافية ،دون مراعاة الاختلاف النوعي والكمي للحياة الرياضية بالغرب عما تعود علي في مصر.
فالانتظام بالتدريب حسب نظام صارم أمر يقابله اللاعب المصري بشيء من التراخي الذي يصل في كثير من الأحيان لنوع من اللامبالاة،كما أن الانبهار بالحياة الأوربية يتم الإساءة لفهمه من قبل عقلية اللاعب المصري ،فيخلط بين أوقات الترفية والعمل ويتحول تدريجيًا من أساسي لاحتياطي ثم ل"دكة البدلاء" ليعود بعدها لمصر يشكو من الحظ العسر ،في حين أن ذلك الحظ العسر هو من صنعه لنفسه،وهنا لا يمكننا أن ننسي أن الأندية المصرية تطلب مبالغ طائلة من أجل إحتراف اللاعب ،فيتجه النادي الغربي للاعب الأفريقي الأقل سعرًا والأكثر إلتزامًا .
خلاصة القول أن الارتقاء بالكره المصرية ،يتطلب ثورة تفكيرية من أدارى الأندية إلى مدربيها، و إدارة وقوانين حاسمة من اتحاد الكرة، ولا يغفل التهيئة النفسية للاعب حتى يواصل صقل موهبته .