أمام الـ«مينى باص» رقم 111 الذى يخدم خط شبرا - المطار، وقف حسام السائق يستعد لبدء جولته، ينتظر توافد الركاب حتى يستطيع الانطلاق، لكنه يعلم جيداً أنه لن يتحرك بالأوتوبيس كامل العدد فى يوم الجمعة، يقول حسام: «الزبائن الذين يأتون للركوب هم من اعتدنا على وجوههم منذ سنين طويلة، فلم يبدأ بعد توافد الركاب الجدد على هذا النوع من الأوتوبيسات، وبرغم أنه قيل لنا إن تلك الأوتوبيسات الجديدة بها العديد من الخدمات الإلكترونية التى ستجذب الركاب إليها، وحتى أصحاب السيارات لترك سياراتهم واستخدام أوتوبيساتنا، فإننى كسائق لا أعلم شيئاً عن هذه الخدمات، ولا كيفية تشغيلها، سائق آخر، رفض ذكر اسمه، قال: «الحكومة تقول إن السيارات الجديدة ستساعد فى حل الأزمة المرورية، وأنا لا أعرف كيف ستفعل ذلك، كما أنه كان يجب عليهم أن يعطونا دورات تدريبية بسيطة عن تلك الخدمات وكيفية تشغيلها قبل أن نتحرك بها.

ويرى بيشوى علوى -أحد ركاب الأوتوبيس- أن هذه «المينى باصات» نقلة نوعية فى تاريخ الأوتوبيسات المصرية، يقول الطالب فى المرحلة الثانوية: «سمعت عنها من وسائل الإعلام وشعرت بالسعادة عندما علمت أن بها خدمات واى فاى، ولكن ترددت شائعات كثيرة بشأن سعر التذاكر، حيث قال البعض إنها ستكون بـ5 جنيهات، وآخرون قالوا إنها لن تقل عن 10 جنيهات، ولكنى وجدت أن سعر التذكرة لا يتعدى جنيهين ونصف جنيه، وهذا سعر مناسب جداً بالمقارنة بالخدمات التى قيل إنها ستتوافر فى هذه المينى باصات، محمد، أحد الركاب، يرى أنه كان على الحكومة أن تحل أزمة تخطيط الطرق قبل أن تبدأ فى توفير أوتوبيسات مجهزة بخدمات إنترنت، قائلاً: «هو يعنى لو أوتوبيس فيه واى فاى هيطير مثلاً فى الزحمة؟! وبعدين إزاى أصدق إن أصحاب السيارات هيسيبوا عربياتهم ويركبوا معانا ويتزنقوا فى الطرقة بتاعة المينى باص لأن طبعاً الحكومة ما قالتش فى خطتها إن ممنوع نركب زيادة عن عدد الكراسى المتاحة».

 

سعاد ووحيد، زوجان اعتادا ركوب المينى باص من منطقة دوران شبرا، ليذهبا لزيارة أحفادهما، تقول الزوجة الستينية: «إحنا ناس عواجيز ما نعرفش حاجة عن خدمات الإنترنت اللى بيقولوا عنها، لكن أكيد أولادنا وأحفادنا هيفرحوا بيها.