العذراء مريم تصرخ فى الهيكل قائلة "سلامى أنا يعلمه الله لأنى لا أعرف شيئا سوى صوت الملاك يبشرنى بفرح آت من السماء" هو أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له نسبحه ونمجده ونزيده علوا. حدث عظيم انتظرته البشرية منذ آلاف السنين هو بشارة الملاك للعذراء مريم بميلاد المخلص رب المجد يسوع المسيح ، لكن ماذا تعرف عن ملاك البشارة ، يقول الأنبا هدرا مطران أسوان أن رئيس الملائكة غبريال أخذ اسم "ملاك البشارة" ، فقد بشر دانيال النبى فى العهد القديم وهو مازال فى السبى ليعلن عن مجىء السيد المسيح له المجد وبهذا تكون البشارة بميلاد المسيح إلهنا بالجسد بدأت تظهر منذ زمن بعيد وإن كانت هى فى فكر الله وقلبه منذ الأزل ، ايضا الملاك غبريال أو جبرائيل هو الذى بشر زكريا الكاهن بميلاد يوحنا المعمدان الذى كان ميلاده قبل ميلاد السيد المسيح بستة أشهر ليعد الطريق امام السيد المسيح ، وأخيرا ظهر لمريم العذراء الدائمة البتولية ليبشرها بالميلاد الإلهى بالجسد.  
                                           

يقول الأنبا بنيامين أسقف المنوفية عن ملاك البشارة أن أحداث التجسد الإلهى تجلت فى حدثين ، الحدث الأول هو البشارة بميلاد يوحنا المعمدان لكي يأتى قبل تجسد الابن الكلمة وتأنسه بفترة ستة شهور ليقدم السيد المسيح للناس ، وعلى يديه يستعلن لاهوت الابن فى نهر الأردن حيث يعتمد منه ، فيشهد الآب للابن ويحل الروح القدس لإعلان أنه مخلص العالم ، الحدث الثانى هو البشارة بميلاد مخلص العالم وتجسد الابن الكلمة فى بطن العذراء وذلك بعد لقاء رئيس الملائكة جبرائيل المبشر للعذراء حيث قال لها "لا تخافى يا مريم ، لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع . هذا يكون عظيما، وابن العلى يدعى، ويعطيه الرب كرسى داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب الى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" ثم يخبرها الملاك بميلاد يوحنا المعمدان قائلا لها "الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك ، فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله وهوذا أليصابات نسيبتك هى أيضا حبلى بابن فى شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا ، لأنه ليس شىء غير ممكن لدى الله" وهنا يتضح من هو المولود من العذراء وارتباط البشارتين بميلاد يوحنا المعمدان وميلاد السيد المسيح .                                                                         

علينا أن ننتظر الميلاد الإلهى فى قلوبنا نحن أيضا ليكون لنا الفرح الأبدي الذي ننتظره بكل أشواقنا وأن نشترك بكل فرح وابتهاج كنيستنا في ألحانها وطقوسها التى تعبر عن هذا الفرح ونكرم ملاك البشارة الملاك جبرائيل الذي آتى بفرح عظيم لكل الخليقة.