الأقباط متحدون - ليلة الميلاد
أخر تحديث ٠٩:٢٢ | الاثنين ٦ يناير ٢٠١٤ | كيهك ١٧٣٠ ش ٢٨ | العدد ٣٠٦٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ليلة الميلاد

مينا ملاك عازر
 
أبدأ هذا المقال بملحوظة تخص مقالي السابق، إذ كنت قد ذكرتك فيما بين سطور المقال بمواقف السلفيين وذلك ليس كرهاً لهم ولا حنقاً عليهم لكن لألا تنسى وتعطهم ظهرك فالغدر في السياسة وارد خاصةً ممن سبق لهم إهانتك وتكفيرك وتهديدك، وانظر لمعركة نادر بكار المتحدث الإعلامي السابق لحزب النور مع قياداته السلفية بسبب تهنئة الأقباط لتتأكد من أنهم غير مأموني الجانب، وأنا لا أُخَوِّنهم ولكن مواقفهم المتباينة السابقة والحالية تقلقني منهم، وإذا صادقت الذئاب فاجعل فأسك مستعداً، وهذه حكمة لا يمكن التغاضي عنها في حالتنا ولكن الكارثة أن الأقباط لا يعرفون كيف يمسكوا الفأس ليقتلوا وإنما ليحرثوا الأرض لتنبت لهم وللوطن ثمراً ليقتاتوا والوطن عليه، يعرفوا كيف يطعموا ولا يطعنوا ولذا هم مهيضي الجناح أمام العالم.
 
ورغم ملحوظتي السابقة إلا أنني لا أريد أن أنغمس في هذا المقال حتى أذني في السياسة ورائحة الدماء تزكم الأنوف، أريد أن أنسى كل هذا وأذكرك عزيزي القارئ أننا في وطن يحتفل أهله بميلاد مشاهيره أكثر من وفاتهم، ولذا نحن شعب يحب الحياة ويكره القتل ويبغض الدماء متى تسيل لتسطر تاريخاً دموياً، ولذا تجده شعب قوي في عز المحن ومتلاحم يحمي بعضه البعض في لحظات الخطر يتضافر ويتشابك ليقفز فوق المحن ويجعل منها منح من السماء له وللوطن ليحولوا أحزانهم وضيقهم لأفراح، يمسحون دموعهم بأكفهم ويرفعونها لله، يشكرونه فيحنو عليهم ويمنع عنهم بلاء أكثر وأكثر، تموج بهم الأرض فيثبتونها بترابطهم وتآلفهم وتماسكهم.
 
لذا نحن شعب لا يقهر مهما بغى عليه مستبدين أو طغى عليه طغاة، ومهما استعمره استعمار، ومهما احتله سفاكين دماء فيحتويهم الشعب، وسرعان ما يلفظهم أو يجعل منهم حملان يستمتعون بوجودهم بين دفء ذلك الشعب، شعب يعرف أن يشكر ويحمد الله قدر ما يعرف أن يدعوه لينتقم فور شعوره بالعجز فسرعان ما يستجب الله لدعواته وأناته وصراخاته فيحميه، وما بالك بالحماية الإلهية لشعب متديناً بطبعه يقدس مولد السيد المسيح ويحترم ويوقر ويحتفل بكافة طوائفه بالمولد النبوي دون تفرقة أو تمييز.
 
ولذلك أكتب هذه الكلمات، وأنشرها ليلة الميلاد، وأنا واثقاً بأن الله لن يضيع صبر هذا الشعب وكفاحه ولن يحزننا انشاء الله وإن فعلها فسيكون ذلك بقدر احتمال هذا الشعب القوي المثابر المقاتل المعاند الذي لا يلن ما دام الخطر داهم، وما دام الوطن ينادي، فهل يا الله ترفع عنا الخطر وتحمينا وتقي الشعب والوطن من شر الإرهابيين؟ فهل ستمنحنا يا الله عيد ميلاد سعيد نحتفل به بمسيحييه ومسلميه، ومن بعده مولداً نبوياً نتآلف فيه ونأكل الحلوى ونعيد على بعضنا البعض في محبة لا توجد مثيلتها في أي شعب آخر.
 
أخيراً أسمح لي عزيزي القارئ، أن أتركك الآن لأنزل الكنيسة لأحتفل بعيد الميلاد، راجياً من الله أن أعود لك ونلتقي سوياً في مزيد من المحبة والتآخي.
المختصر المفيد كل سنة ونحن متحابين متآخين متحدين.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter