الاربعاء ٨ يناير ٢٠١٤ -
٣٧:
٠٧ ص +02:00 EET
اليوم يقف محمد مرسي بين يدي القاضي المصري، ونرجو الله ألا يستشعر القاضي حرجاً آخر يحرجنا نحن به، ويستمر في نظر القضية التي هي ليست الوحيدة التي سيقف فيها مرسي متهماً بين يدي قاضي، سيقف مرسي ومعه مرشده وزعيمه وموجهه الشاطر وآخرون بين يدي القاضي، قادرين وفاجرين كما هم، ومتحديين لإرادة الشعب، ناكرين ما حدث أو قل غير مصدقين، ولكن هل يا ترى ذلك الوقوف سيذكرهم بوقوفهم بين يدي الله الذي لن ينخدع بأقوالهم إذ هو القدير الحكيم العليم السميع البصير.
هل يتعظ قادة الإخوان بأن موقفهم اليوم أمام القاضي محدود المعرفة ليس هو إلا مرحلة من محاكمة كبرى أمام الله الذي يتسترون به اليوم ويدعون إنهم ينفذون مشيئته، هل يفهمون أنهم سيقفوا نفس ذات الموقف يوماً ما أمام إله لا يمكن خداعه ولا إدعاء أنهم فهموا أوامره ونواهيه خطأ، فطالما نحن نصحناهم ونهيناهم ما انتهوا بل تمادوا وأنكروا علينا فهمنا للحقيقة واحتكروا لأنفسهم الدين فخسروا الدنيا والدين، فهل يكون ذلك الموقف فرصة لهم ليعيدوا أنفسهم أم أن مكابرتهم وعنادهم سيمنعهم عن إدراك الحقيقة التي حلت بهم أنهم الآن يقفوا أمام القاضي كقتلة وسفاكي دماء وبعد قليل سيقفوا أما الله الحاكم العدل.
لا يهمني بأي حكم سيحكم القاضي، فهو مهما كان محدود القدرات، ولا يحكم إلا من خلال أوراق ومستندات تقدم له لكن حكم الله لا رد له ولا ظلم فيه، فالله لا ينظر للوجوه وإنما للقلوب والنوايا والحقائق، لا يقف أحد يدافع عن متهم أمام الله ولا مدعي عليه، فالله يعرف كل شيء ما يحدث في الظلمة ينادى به في النور، وما يحدث بمخادع يراه الكل في الطرقات، فالله حكمه ليس به استئناف، فهناك بون بين الله وبين القاضي لا يدركه الإخوان، الكارثة حين يقف الإخوان أمام الله ظانين أنهم فعلوا ما فعله لأجله فيجدونه غير راضي على ما فعلوه، ناقم عليهم، لا يقبلهم في معيته، قد يظن الإخوان أن القاضي معادي لهم ومدفوع ومأجور لكن حاشا لله أن يكون الله هكذا فالله هو الذي يكتب في أسفاره الحقائق ولا يستطع أحد تزيفها ولا التشكيك فيها.
هل يعتبر الإخوان من موقفهم اليوم؟ هل يعي مرسي الدرس أم أنه سيستمر في عناده ومكابرته؟ هل يفهم أنه خان الوطن وسفك دماء أبناءه وشبابه الأبرياء،انه يتم أبناء ورمل زوجات ولوع أمهات على أبناءهم. هل يدرك المرشد أنه حكم بغير ما أنزل الله إذ حرم الله القتل في كل أديانه؟ وأما هو فقد أباحه وحلله بغير حق منه، هل يفهم الشاطر أن أمواله لن تنفع أمام الله؟ ولا أظنها تنفعه اليوم أمام القاضي، وهل يدرك البلتاجي ومن على شاكلته أن موقفه اليوم لا يزد عن كونه مشهد مصغر للمشهد الكبير وليوم الحساب الأعظم والحكم الجلل.
المختصر المفيد الله هو القاضي العدل الذي لا يحابي فاتعظوا يا أهل مصر كلكم.