الأقباط متحدون - مخاطر سقوط الفلوجة في أيدي القاعدة
أخر تحديث ٠٩:٢٧ | الاربعاء ٨ يناير ٢٠١٤ | كيهك ١٧٣٠ ش ٣٠ | العدد ٣٠٦٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مخاطر "سقوط" الفلوجة في أيدي القاعدة

مع دخول عناصر القاعدة إلى الفلوجة، تطرح تساؤلات عن قيمة جهود قوات التحالف
مع دخول عناصر القاعدة إلى الفلوجة، تطرح تساؤلات عن قيمة جهود قوات التحالف

في عام 2004 كانت مدينة الفلوجة العراقية مسرحا لقتال ضار بين القوات الأمريكية ومسلحين عراقيين، واعتبرت حينها نقطة فارقة ساعدت في تعزيز سيطرة قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على محافظة الأنبار، وتعزيز الاستقرار بالعراق

ومع نبأ استعادة مسلحين موالين للقاعدة السيطرة على المدينة مؤخرا، يتساءل الناس حول ما إذا كانت جهود قوات التحالف ذات قيمة.

وقد كتب جيمس جوينر في صحيفة "أوتسايد ذا بيلت" الإلكترونية: "الأشخاص الذين هاجمونا في الحادي عشر من سبتمبر يكسبون الآن ساحة القتال الرئيسية في الحرب التي بدأناها ردا على تلك الهجمات". وأضاف أنه باستثناء الإطاحة بنظام صدام حسين، فإنه من غير الواضح أن الولايات المتحدة قد حققت هدفا واحدا من حربها في العراق، فلم يكن هناك برنامج نووي، كما أن مخازن الأسلحة الكيميائية لم تكن تحتوي سوى على مخلفات قليلة من الحروب العالمية. هذا فضلا عن أن حكومة نوري المالكي وسومة بالفساد وغير قادرة على توفير الأمن الضروري للمواطنين، بينما تسيطر القاعدة الآن على المناطق الحيوية".

لكن هذا لم يكن ليحدث لو لم تنسحب الولايات المتحدة من العراق، وذلك حسب عبدالقدوس الذي كتب في صحيفة "ديجيتال جورنال" يقول: "مع انسحاب القوات الأمريكية من محافظة الأنبار منذ نحو عامين استفادت القاعدة من حدوث فراغ في القوة وتمكنت من طرد القوات العراقية".

واعتبر عبد القدوس أنه ربما تكون مسألة وقت فقط قبل أن تقع محافظة الأنبار بأكملها تحت سيطرة تنظيم القاعدة في العراق وبلاد الشام، وكتب: "إن نجاح الجماعة في السيطرة على الفلوجة قد يمثل تحولا في مسار العنف الطائفي بالعراق من السيارات المفخخة والهجمات الانتحارية إلى معارك على الأرض. إن صور أعلام القاعدة السوداء ترفرف في سماء الفلوجة، التي شهدت مقتل 1300 جندي أمريكي خلال الحرب، تكفي وحدها لتقويض حديث البيت الأبيض عن النجاح في العراق".

 "دولة القاعدة"

وكتب "ماكس بووت" في صحيفة وول ستريت جورنال إن هذا ربما يكون بداية ظهور دولة لتنظيم القاعدة تضم شمال سوريا وغرب العراق، أو على أقل التقديرات ربما يتحول الوضع في العراق إلى حرب أهلية على غرار الوضع في سوريا.
وأضاف: "على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ألا يلوم أحدا إلا نفسه، فلو كان احتضن الحركات السنية الصاعدة، لظل العراق في سلام نسبيا، لكنه بدلا من ذلك وبمجرد انسحاب القوات الأمريكية من هناك بدأ في التضحية بسنة بارزين."
ولكن ماذا عن الوعود الأمريكية بالمساعدة؟ يرى ماكس بووت: " لقد فقدت الولايات المتحدة معظم نفوذها حينما سحبت قواتها بحماقة من العراق بنهاية عام 2011 بعد فشل المفاوضات التي قادها نائب الرئيس جو بايدن"، ويبقى الخيار الوحيد أمام المسؤولين الأمريكيين الآن هو أن يشترطوا على المالكي قبل حصوله على أية مساعدات عسكرية، موافقته على أن يكون أكثر دعما للسنة العراقيين.
أما الكاتب غريغ ميتشل في صحيفة "ذي نيشن" فيلقي باللوم على إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش بسبب شنها الحرب على العراق، وكتب يقول: "لقد سقط ثلث القتلى من الجنود الأمريكيين على مدار الحرب التي استمرت لعشر سنوات من أجل تحقيق الأمن والسلام في الأنبار، كما قتل عشرات الألاف من العراقيين بالمحافظة، فضلا عن التدمير الكامل للفلوجة وانهيار الخدمات الصحية. يا لها من مأسآة، يا لها من خسارة. وبدلا من وصفه كمجرم حرب يتلقي بوش الابن الاشادة على لوحاته عن الكلاب، كما يتلقى نائبه ديك تشيني إشادة في أحد البرامج الحوارية."
 
خبراء: بوش أخطأ حينما تورط في العراق، وأوباما أخطأ حينما قرر الانسحاب المتسرع
أما كي تي فيرلاند خبيرة الأمن القومي في مجلة فوكس نيوز فترى أن كلا من بوش الابن وأوباما يلامان لأن الأول ورط الولايات المتحدة في حرب العراق، ولأن الثاني قرر الانسحاب بشكل متعجل من هناك.
وأضافت: " لقد فشلنا في إدراك حقيقة رئيسية عن الشرق الأوسط وهي أن شعوب هذا الجزء من العالم ليسوا مثلنا، وما يبدو واضحا الآن أن الحرب في العراق لم تنته، بمجرد أن أعلنا نحن ذلك حينما انسحبنا من هناك قبل نحو عامين. إن المعركة ستستمر وتمتد، ويبدو أن المنطقة برمتها مهيأة للدخول في سلسلة من الحروب الأهلية بين السنة والشيعة في الدول العربية."
تفاؤل
وبالرغم من ذلك، فليس كل الناس متشائمين بشأن التطورات الراهنة في الفلوجة. ويرى روبرت باتمان في مجلة سكواير أن المدينة، التي تبلغ مساحتها نحو نصف مساحة مدينة أكرون بولاية أوهايو، ليس لها أهمية استراتيجية كبيرة.
وكتب يقول: "لقد اعتقدنا أن هذه المدينة مهمة، إنها ليس كذلك وللأسف لم تكن كذلك. يوجد طريقان وحيدان للدخول والخروج من الفلوجة، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى القضاء سريعا على عناصر القاعدة الذين سيطروا عليها السبت الماضي. ويجب علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي الآن، سيذهب العراقيون، والجيش العراقي والقوات الخاصة من الشرطة إلى الفلوجة، وسيقضون تماما على عناصر تنظيم القاعدة هناك".
ولكن حتى لو تحققت توقعات باتمان، فإن رؤية أعلام تنظيم القاعدة السوداء ترفرف في سماء الفلوجة ليس بالأمر الجيد.
وما يجب على الشعب الأمريكي استخلاصه من هذه القصة، في الوقت الذي يحاول فيه المعلقون من مختلف التوجهات السياسية أن يوجهوا اللوم، أو يحققوا مكاسب سياسية، هو أن العراق ينزلق مجددا وببطء إلى الفوضى.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.