نبيل المقدس
بدأ العد التنازلي في الإحتفال بأول مولود .. لثورة 30 – 6 .. سوف ينزل من أجلها كل مصري شريف ودود إلي الإستفتاء الذي كتبه جميع فئات الشعب بغصن الزيتون والورود .. وهو واثق أن هذا هو اليوم المنشود , الذي أعطاه له الرب فيه كل الوعود .. إزأروا يا أسود .. فالرب موجود .. و لا تخافوا عدوا ولا حتي لدود .. هتنزلوا في حشود .. في حماية الرب والجنود .. وهتجيبوا لها الدستور بالرغم من العوائق والسدود.. اصل حبها لكم فاق الحدود .. فأنت يا مصر مصانة ومباركة من أيام جد الجدود . لولاك يا مصر لما يبقي لدول الغرب والمشرق وجود .. عشان كده يأتي الزوار ويدخلون أرضك والكل سجود ... أنت تستحقين ألف قبلة وقبلة علي الخدود ... يا مصر أم الدنيا بل قد الدنيا حتي الخلود .
نحن نعيش هذه الأيام في صراع دائم مع الإرهاب .. بل نمر في حياة القلق والإرهاب المصطنع من الجماعة الإرهابية لكي لا تتعافي مصر .. مصر الآن وشعبها الأصيل تحارب في جميع الإتجهات .. وتقابل وتواجه أشرس المجموعات الإرهابية المأجورة من قبل دول تعتبر نفسها دول عظيمة .. لكنها أصبحت في نظرنا من اقل الدول شأنا وإهتماما .. ولأول مرة في تاريخك الحديث يا مصر نجد أن شعبك يقف أمام هذه الدول الكبري ولا ينكسر أمامها ... كل هذا الإرهاب لأننا اردنا أن نصحح أخطائنا ونستردك مرة أخري إلي هويتك الأصيلة .. فأنت مهد الحضارات والأديان .. لا تعرفي الكراهية او البغض .. فخاف شعبك عليك بعد ما ظهرت أهداف هذه الجماعة التي كانت تحاول بمساعدة وتكليف من الدول الظالمة الكبري أن ينتزعوا جيشك من بدنك ويقيموا
بدلا منه عصابات ارهابية لكي يحافظوا علي أرواحهم وتدافع عن أهدافهم الدنيئة بحجة الدين ... وتكون مفتوحة للبلدان التي تحيط بها .. أي تصبح دويلة صغيرة من دويلات أخري تنضم تحت لواء خليفة عثماني تركي قردخاني , وان يهدموا هويتك المتميزة ويحولوها إلي هوية متطرفة .
نعم علينا أن نعترف أننا أخطأنا في حقك يا مصر .. بل وقصرنا في حمايتك بعد ما يُطلق عليها ثورة 25 يناير .. لم يفهم شعبك البسيط ان اصحاب هذه الثورة هم في الأصل الإرهابيين , وانتهزوا الفرصة وقلبوها ثورة لهم علي الشعب المصري .. وتوالت الأحداث مستغلين روحانياتهم الدينية .. وسعي
ورائهم الغلابة والمساكين الذين هم نتاج وتراكمات الـ 40 سنة السابقة لهذه الثورة .. بالرغم من المجهود العظيم الذي قامت به أغلب ولادك المثقفين والذين يدركون مدي خطورتهم .. حاولنا يا حبيبتنا مصر أن نثنيهم عن قبولهم .. لكن القدر كان أقوي مننا .. ونشكر الله أنهم سلبوكي وخطفوكي لمدة سنة واحدة فقط .. فقد أدرك ابناؤك البسطاء خطورتهم وعرفوا أخيرا و في فترة وجيزة أنهم ما إلا أداة في يد البلدان الكبيرة التي تريد هدم جيشك بأي وسيلة لأنها تعلمت من تاريخك العميق العظيم أن قوتك مستمدة من شعبك النبيل وجيشك العظيم من أيام عصور مصر القديمة مارة بجميع العصور , ولم يستطيع أي مستعمر جبار أو ملك ظالم أو رئيس دكتاتوري أن يغير هويتك أو يُكسر جيشك .
بدأت هذه الجماعة تقطع في لحمك وتوزعها علي الأحباب .. الكل طمع فيكِ يا مصر .. نيلك سحرهم .. ثقافتك وفنك كانت محط الأنظار اليكِ ... إلي أن فاض بشعبك الغيظ والندم .. فليس أمامنا إلا ان نرفع ايادينا إلي السما طالبين الرحمة لكِ ولنا , وأن تنزاح هذه الغمة الإرهابية :
جلالك يُغطي كل ذا الوجـــود .... فإنك عظيم دونمـــــا حدود .
لا تقف أمامك أعلي السدود ... علوت وحدك لك كل السجود.
فعلا فقد قُمت يا ألله بتحقيق ما كنا ننشدهُ .. فهب شبابك الواعي الذكي الأصيل بتفعيل عملية التمرد .. وكلما اتذكر حركة تمرد وكيف اوقعوا بهذا النظام الجبروت .. أتذكر قصة داود الصبي الذي كان يعمل راعي أغنام , وعلي قدر صغر حجمه وقف امام جوليات الجبار وبرمية واحدة من سلاحه البدائي هزم هذا الجوليات الجبار . هكذا حدث مع حركة تمرد واستهانوا هم بها , ولا انكر ان البعض مننا إستهان بها أيضا .. لكن جمعوا أكثر من 15 مليون ورقة تمرد في حوالي شهر .. وحددوا اليوم الذي فيه يقدموا هذا الورق والذي يحمل توقيعات الشعب المصري إلي المحكمة الدستورية العليا .. لكن تفاجئنا جميعا بخروج ابنائك من جميع الأعمار والأجناس والفئات في مظاهرة ضخمة بطول البلاد وعرضها .. معلنين تمردهم الشعبي والتي هي بمثابة ثورة شعبية ذاتية ونادت بسقوط هذا النظام الفاشيستي .. ولمح الجيش تصميم الشعب , ولم يقبل علي نفسه أن يقف مكتوف الأيادي .. بل تقدم المشهد , وبدأت رحلة إعادة الثقة بين الشعب وجيشه ورجال أمنه .. فإنقلعت شجرة التوت وليست أوراقها فقط .. وردوا لكِ هويتك يا أمنا مصر .. يا قد الدنيـــــــــــا .
تم وضع خارطة المستقبل .. وها نحن نخطوا أول الطريق بعمل دستور يليق بكِ يا مصر ويكون ثمرا جيدة لشعبك المُحب . وسوف يحين وقت الإستفتاء وسوف ينتهي علي خير , بالرغم من وجود هذه القلاقل والإضطرابات التي تحدثها هذه الفئة الضالة الإرهابية مستعينة بأكبر جماعات ارهاب في العالم , لأن بنتيجتها هو الإعلان الرسمي بموت و وأد هذا التنظيم إلي الأبد .. مصر تستحق مننا أن نخرج بلا خوف بلا رهبة إلي صناديق الإستفتاء .. ولنا في ذلك مثال حي , هو خروج أقباط مصــر إلي كنائسهم لكي يحتفلون بعيد الميلاد .. كانت الشوارع تعج بالشعب الأصلي المصري , وإحتفل مسيحييوها وهنأهم المسلمون .. في حب وسلام.
نحن لا ننزل من بيوتنا أو نخرج من منازلنا .. لمجرد أن نذهب إلي صناديق الإستفتاء لكي نقول نعم للدستور فقط .. بل علينا أن نتجمع أيضا في الشوارع والميادين العامة في جميع انحاء الجمهورية .. رافعين اعلام مصر ... ممسكين بالطبل والمزمار ... هاتفين بنجاح قبول الدستور ... لا تخافوا فالإرهاب يهرب من , بل و يخاف التجمعات .. لا ترتعدوا فنحن علي حق .. وانا اتصور لو كان الحشد في الميادين يفوق الـ 25 مليون رافعين يافطات " نعم للدستور " سوف يصير هو بمثابة الموافقة الرسمية الشعبية بقبوله دستورا للبلاد. .. ونلقي بالصناديق خارج اللجان .. نحن الشعب المصري اهم وأفضل بكثير بعدد الأوراق الموجوده في صناديق الإستفتاء .
هم يقولون أنهم سوف لا يستفتون ... لكن من خبرتنا معهم فهم كاذبون ... ربما يأتون لكي يعطلون حركة مسير الطوابير .. لكن فقد وعد كل من الأمن والجيش أنهما سوف يكتشفان هذه الظاهرة القبيحة وسوف لا يسمحون لها .. بشرط وجودنا نحن في الطابور ... لا تضع القلق أو الغضب علي جبينك بل إفرح وأرقص وغني وانشد :
تسلم ألأيادي .. تسلم يا جيش بلادي
** تسلم يا للي شايلهــــــــــا ... ياللي حلفت لترد جميلها
وقلت المايلة لازم تعديلهــــــا ... يعلــــــــــــــــــو الصوت
** تسلم ياللي رافعت رايتها ... وقدرتها ودفعت قيمتهــا
إن شاء الله تكون نهايتهـــــا ... حيــــــــــــــــــاة أو موت
مبروك يا مصــــــــــر دستور 2014 .