إلهام أبو الفتح | الخميس ٩ يناير ٢٠١٤ -
٥٧:
٠٣ م +02:00 EET
الشرطة الفرنسية
بقلم إلهام أبو الفتح
بدأت عملية الاستفتاء للعاملين فى الخارج فى السفارات المصرية ـ وفى فرنسا حيث يوجد تجمع كبير للمصريين ذهب بعض المنتمين للجماعة الإرهابية لإثارة الفوضى، ومنع باقى المشاركين من الإدلاء بأصواتهم بنفس طريقة البلطجية التى تتم فى مصر.
وفورا دخلت الشرطة الفرنسية من غير قانون تظاهر، وبدون حالة طوارئ وبدون أى شيء، وبمنتهى الحسم والعنف أنهت أعمال الشغب في دقائق، ولم يستطع أحد أن يعترض أو يلوح بحقوق الإنسان فى التعبير عن الرأى أو غيره.. حدث هذا فى فرنسا عاصمة الحريات.. ولكن عندما تتحول الحرية إلى فوضى، وعندما تغتصب حقوق الإنسان حق الآخر فى التعبير عن رأيه وفى أداء واجبه بسلام وأمان، فلا يحدثنى أحدهم عن الحرية أو حق التعبير.
أنا فى رأيي أن ما فعلته السلطات الفرنسية يعتبر درسا قويا وواضحا لمواجهة أى أعمال شغب أو محاولات للتأثير في المواطنين أثناء الاستفتاء وإرهابهم لمنعهم من المشاركة والإدلاء برأيهم هذا درس لمصر ولغير مصر.
الإخوان لم يكتفوا بإثارة الشغب فى عواصم العالم ولكن أيضا يبثون أخبارا كاذبة للتأثير في نسبة المشاركة، فقد فوجئ المسئولون عن السفارة المصرية فى لندن بوجود رسالة على البريد الإلكترونى الخاص بالسفارة، تزعم إرجاء الاستفتاء على الدستور لأجل غير مسمى.
وطبعا كلنا نعلم عدد المتطرفين الذين يعيشون فى المملكة المتحدة، وطبعا يحاولون منع المصريين من الإدلاء برأيهم.. وكان تصرف السفير بدر عبد العاطى المتحدث الرسمى للخارجية المصرية سريعا وجيدا، وقام بتكذيب الخبر وأعلن أن الموعد هو الأمس الأربعاء، وأن تلقى الآراء سوف يكون فى سفارة مصر بلندن والقنصليات العامة هنالك من التاسعة صباحا.
وإذا كان هذا فى باريس ولندن والعديد من العواصم إلا أن تصريح د. مجدى عامر سفير مصر فى الصين أن استفتاء المصريين فى الصين سيكون فقط فى مقر السفارة ببكين، وليس فى القنصليات بشنغهاى وهونج كونج.. فإذا علمنا أن مساحة دولة الصين تبلغ حوالى عشرة ملايين كيلو متر أى عشرة أضعاف مساحة مصر.. سنعلم أن نسبة كبيرة من المصريين فى الصين لن يستطيعوا أداء واجبهم فى المشاركة فى الاستفتاء؛ بسبب هذا القرار، فقد لا يتحمل كثير من المصريين العاملين فى الصين مشقة السفر إلى العاصمة بكين، فلماذا لا يتم التصويت فى القنصليات؟.
كان من المتوقع أن يتم السماح بالتصويت من خلال شبكة الإنترنت تسهيلا على المواطنين، ولكن يبدو أن ذلك كان سيفتح باب التشكيك فى النتيجة؛ فتم منعه من اللجنة العليا للانتخابات، ولكن فى دول شاسعة مثل الصين منع التصويت فى القنصليات؛ سوف يؤدى إلى إهدار العديد من الأصوات.
وفى الولايات المتحدة الأمريكية وهى شاسعة أيضا يعانى المصريون من نفس الشروط، أى إجراء الاستفتاء فى السفارة بواشنطن دون الإدلاء بآرائهم فى القنصليات أو عبر البريد الإلكترونى.. وهذا فى رأيى سيؤثر فى نسبة المشاركة وهذا يضر بنتائج الاستفتاء، فالولايات المتحدة الأمريكية يعيش فيها أكثر من مليون مواطن مصرى، والسفارة المصرية توجد بواشنطن، فمن سيترك عمله للسفر بالساعات للإدلاء برأيه.. بالإضافة إلى الطقس البارد جدا والعواصف التى تجتاح العالم.
نريد أن نذلل العقبات أمام تصويت المصريين بالخارج.. كل مصرى وطنى يريد أن يقول نعم لاستقرار مصر ونجاح خريطة المستقبل فأعطوهم الفرصة.. ولا تخشوا ضجيج الإرهاب فقد أعطت الشرطة الفرنسية المثل لكيفية التعامل معهم.
تقلا عن صدي البلد
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع