الأقباط متحدون - حصل في النهار...؟
أخر تحديث ١٣:٤٨ | السبت ١١ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ٣ | العدد ٣٠٦٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حصل في النهار...؟

بقلم المحامي نوري إيشوع

 
في صباحي الباكر من إيام الصيف القارس و البارد برودة القلوب المظلمة و الأفئدة المفحمة بالكراهية و الحقد،  نظرتُ من نافذتي الى الفضاء الخارجي،  فلم أرى إلا ضباباً كثيفاً  كغمامةٍ سوداء غطت المكان،  لم أسمع من خلالها إلا أصواتاً باهتةً، اصوات أطفال و نساء و شيوخ و المشردين بدون مأوى و كل الذين طالهم الظلم و الإهمال، أسرى أبرياء محكومين بالإعدام يطلبون النجدة،  ينشدون الرحمة، يطلبون المأوى  يشحدون اللقمة.
 
حملتُ فانوسي و زيتي و سرت في أزقة النهار،  أشعلتُ شمعة و عيوني تمطر دمعة،  لإنني كنتُ وحيداً دون معين أو صديق، تعثرتُ في مشيتي لوعورة الطريق و أنا واثق بانني أعرف حق المعرفة دروب الأحبة و معالم الطريق  وزرعتُ بإيادي سهول الوطن و أنقذتُ بوفائي مليون غريق! 
 
هبت عاصفة الشر قاصدةً فانوسي و إشعال الحريق، أشعلتُ فانوسي ثانيةً،  فتشتُ عن رجال تطفئ الحريق و تنقذ الغريق، تحنو عالأطفال تطعم الجياع و تعطف عالشيوخ و تحمي الصديق لا أصوات إلا أصوات غراب يزيد النعيق.
 
شاهدتُ في الطريق ملايين الرقيق، طاعة و عبادة  و في الأقتتال ألف فريق و فريق، أكملتُ الطريق، أميال من المسير، لا رجال في الطريق، بل أشباه رجال
باعوا أرواحهم للحور و المال، هذا عابد لحية و ذاك يركع لصخلة و الآخر راكب بغلة، ليسوا برجالٍ بل أشباه رجال! شنوا عالإنسانية حملة و العذر فلوس موزة و فتاوي يدعي العبادة لله والأخر رجب طاب له مرافقة قملة.
 
عدتُ بإداراجي إلى ملاذي، أغلقتُ نوافذي و قتلتُ تاريخ ميلادي في عالمٍ إختفت فيه الرجولة، أسدلتُ ستارة نهاري و رجعتُ الى عالمي الحالم كالعادة.
 كان يا ما كان، كان في غابر الأزمان رجالاً،  كان لهم كلمة و في ساحات الوغى جولات و في النخوة كانوا في لٌحمة و اليوم إختفوا كوطاويط الليل في الظلمة.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter