د. رفعت السعيد | السبت ١١ يناير ٢٠١٤ -
٣٤:
٠٩ ص +02:00 EET
ارشيفيه
قد يبدو السؤال بريئاً، لكنه ليس كذلك، فهو سهم موجه إلى السياسة الأمريكية إزاء مصر والمنطقة بأسرها، ولنبدأ كعادتنا بالعودة إلى القواميس. ففى «مختار الصحاح» نقرأ «إرهاب»، وأصله رهب أى خاف، ويقال أرهب فلانا أى أفزعه وأخافه، وفى القرآن الكريم «لأنتم أشد رهبة فى صدورهم من الله، ذلك بأنهم قوم لا يفقهون» [الحشر – ١٣] وأيضاً « واضمم إليك جناحك من الرهب» [القصص -٣٢] أى الخوف – ونقرأ فى قواميس أخرى.
قاموس وبستر «هو استخدام أساليب ترويعية من جانب الحكومة أو فى مواجهة الحكومة». وفى المؤتمر الدولى للقانون الجنائى (١٩٩٧) قال الفقيه البريطانى ديفيد بيكفورد تعريفا «الإرهاب هو إحداث الرعب والفزع بهدف الوصول إلى نتيجة محددة، وبقدر إحداث الفزع والرعب يكون النجاح فى تحقيق الهدف»، أما الفقيه الإسبانى سالوانا فيرى «الإرهاب فى علم الإجرام هو كل جنحة أو جناية سياسية أو اجتماعية يؤدى ارتكابها إلى إحداث ذعر عام ويخلق خطراً عاما». وعندما ناقشت الجمعية العمومية للأمم المتحدة فى دورتها الثامنة والعشرين تعريف الإرهاب اقترح المندوب الأمريكى كتعريف «هو فعل قام به أى شخص قتل شخصاً آخر خرقاً للقوانين، أو سبب له ضرراً جسدياً بالغاً». وفى مصر تعلقت الحكومة وبعد تردد مذعور بنصوص المادة ٨٦ أ، لكنها نسيت المواد ٨٨ مكرر و٩٧ و٩٨ من قانون العقوبات التى تنص أيضاً على تطبيق عقوبة الإرهاب على «كل من دعا آخر للانضمام إلى مجرد اتفاق يكون الغرض منه ارتكاب جريمة فى ظل النشاط الإرهابى حتى ولو لم تقبل دعوته، وكذا كل من علم بوجود مشروع لارتكاب مثل تلك الجرائم ولم يبلغ أمره للسلطات».
ونتوقف لنراجع التعريفات فى مختلف القواميس، ونراجع التعريف الأمريكى الذى قدم للأمم المتحدة، ونتأمل مدى النفاق الأمريكى والحرص غير الحصيف على دعم حكم الإخوان البائد والسعى غير العاقل وغير المعقول لعودته، ناسين الإرادة الشعبية الجارفة برفض الفاشية الإخوانية، وناسين خطر تمدد الإرهاب المتأسلم من سيناء والوادى ضد الجيش والشرطة وضد الشعب المصرى كله إلى فعل إرهابى مدمر فى مختلف أرجاء المنطقة، وناسين قدرة الإرهاب المتأسلم على التلون والتقلب والالتزام «بلعبة المصالح المشتركة مع الطاغوت» التى أكدها حسن البنا قولا وفعلا وعملا، وأكدها ورثته كذلك معتبرين أن «الطاغوت» هو الآخر، أىّ آخر، حتى ولو كان شريكاً فى ساحة التأسلم. وناسين تجارب التاريخ على مدى التاريخ المصرى من أيام الملك فؤاد وحتى المشير طنطاوى، وتجاربهم فى أفغانستان فقد مولوا وسلحوا الإرهابيين هناك ثم شربوا من كأس إرهابهم المرير. وناسين أن افتقاد المعايير العادلة فى تعاملات أمريكا والاتحاد الأوروبى الخارجية تسببت فى تشجيع «الإرهاب» على التمدد ضد «الطاغوت» الغربى الاستكبارى.
وأخيراً، فإننا نذكر الجميع بما سبق أن أكدناه من أن الإرهاب يبدأ فكراً، يبدأ بفكرة مسيطرة ترى أن الآخر هو الكافر والشيطان، ومن ثم يسهل الأمر بقتله. وأخيراً نذكر السادة الأمريكيين والأوربيين بأنهم أتوا بمرسى رئيساً عبر التزوير وساندوه ومولوه وبرروا أخطاءه غير المبررة، ويحاولون اليوم مساندة الإخوان فى حالة من الغباء المستحكم. وأؤكد لهم أن المتأسلمين ثعابين سامة، وأنهم حتماً يلدغون كل من يحتويهم فى ساحته.
وأؤكد للجميع أن مصر أقوى وأشجع من أن ترتهن قرارها ضد الإرهابيين على أرضها لدى أى جهة أخرى.
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع