الأقباط متحدون - فيسك يسخر من وصف شارون بـرجل سلام برغم معرفته باسم البلدوزر
أخر تحديث ١٧:٢٣ | الأحد ١٢ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ٤ | العدد ٣٠٦٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

"فيسك" يسخر من وصف شارون بـ"رجل سلام" برغم معرفته باسم "البلدوزر"

روبرت فيسك- صورة أرشيفية
روبرت فيسك- صورة أرشيفية

 ذكر الكاتب البريطاني روبرت فيسك ، أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون، كان يحظى باحترام في السنوات الثماني التي قضاها في غيبوبة وهو يقترب للموت، وخلال هذه السنوات لم تدنس صورته برسوم كاريكاتورية وسيلقي جنازة كبطل وصانع سلام وبالتالي لا يمكننا إعادة كتابة التاريخ.

 
وأضاف فيسك - في مقاله الذي أوردته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم- أنه لا يوجد زعيم في الشرق الأوسط بقي ثماني سنوات في غيبوبة، فحافظ الأسد توفي في سريره وطلب من إبنه أن يمسك الحكم ويرتكب المجازر، والخميني طالب بالمزيد من تنفيد أحكام الإعدام كما كان يفعل طوال حياته، ولكن شارون "جزار صبرا وشاتيلا"، كانت وفاته في صمت كشيء مقدس.
 
وتابع الكاتب البريطاني قوله: إن الكثيرين لعنوا شارون في حياته لتحمله مسؤولية قتل عدد غير قليل من الجنود الإسرائيليين، وأيضا قتل من العالم العربي الكثير، مثبتا أنه كفاءة لذبح شعب بأكمله، ولكنه حظي باحترام في السنوات الثماني التي قضاها وهو يقترب للموت، لافتا إلى محاولات الصحفيين في واشنطن ونيويورك التملق لرأب الصدع في الصورة الوحشية لشارون بعد قتله 1700 فلسطيني في مخيمي صبرا وشاتيلا عام 1982 وأعلنت إسرائيل عن تحمله لحمام الدم الذي ارتكب.
 
ولفت فيسك إلى أن شارون استطاع تجاوز مجازر صبرا وشاتيلا، وصعد تدريجيا لكي يصبح رئيسا للوزراء، ومنع أي أمل في إقامة دولة فلسطينية وارتكب العديد من الجرائم الإنسانية، مشيرا إلى أنه في عام 2001، بمساعدة الولايات المتحدة وادعائه على ياسر عرفات بأنه "بن لادن"، أصبح هو من يقال عليه رجل سلام ، بينما كان يصور الزعيم الفلسطيني الراحل عرفات الذي قدم العديد من التنازلات أكثر من أي زعيم فلسطيني آخر بـ"الإرهابي الأعظم" .
 
وقال الكاتب البريطاني: إن العالم نسى معارضة شارون لاتفاقية السلام عام 1979 مع مصر، وتصويته ضد الانسحاب من جنوب لبنان في عام 1985، ومعارضته مشاركة إسرائيل في مؤتمر مدريد للسلام 1991 وتصويت الكنيست على اتفاق أوسلو في عام 1993، وامتناع الكنيست عن التصويت لاتفاق السلام مع الأردن العام وصوت ضد اتفاق الخليل في عام 1997، وإدانته طريقة تراجع إسرائيل لعام 2000 من لبنان ، وبحلول عام 2002 كان قد بنى 34 مستعمرة يهودية غير شرعية جديدة على أرض عربية".
 
وسخر فيسك من وصف شارون بأنه رجل سلام!، وقال: عندما قصف طيار إسرائيلي بناية سكنية فلسطينية في غزة وقتل 9 أطفال صغار وكان الهدف سعيه وراء حماس، وصف شارون العملية بأنها "نجاح كبير" وصمت الأمريكيون، لأنه خدع حلفاءه الغربيين بفكرة مجنونة هي أن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني جزء من حرب بوش الوحشية ضد "الإرهاب العالمي"، وأن عرفات هو نفسه بن لادن، وأن الحروب الاستعمارية الماضية في العالم كانت جزءا من الصدام الكوني مع التطرف الديني.
 
واختتم الكاتب البريطاني روبرت فيسك، مقاله قائلا: إن المباراة النهائية لردود الفعل السياسية على سلوك شارون بخلاف جورج بوش هي أن أرييل شارون كان رجل سلام عندما أصبح رئيسا للوزراء، مشيرا إلى أن براجماتية وسائل الإعلام لم تلاحظ قسوة شارون، على الرغم من معرفته باسم "البلدوزر" وبنائه العديد من المستوطنات اليهودية على الأراضي العربية وبالتالي بقائها لسنوات والقضاء على فكرة إقامة دولة فلسطينية".

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter