الأقباط متحدون - المحامون والوطن والطائفية
أخر تحديث ١٩:٣٩ | الجمعة ٢٩ يناير ٢٠١٠ | ٢١ طوبة ١٧٢٦ ش | العدد ١٩١٧ السنة الخامسة
إغلاق تصغير

المحامون والوطن والطائفية


بقلم: قرين وهبه المحامي
المحاماة من أشرف المهن على الإطلاق، وهي مهنة حرة تشارك السلطة القضائية في تحقيق العدالة، والمحامي يدافع عن موكله حتى لو تعارض هذا الدفاع مع معتقدات المحامي الشخصية، وهذا ليس مجرد كلام مرسل بل أنه القانون الذي أقسم عليه كل المحامين بدون استثناء.
والمحامى هو نصير كل مظلوم وكل مقهور وكل مضطهد ومهمته الاولى هى تحقيق العداله وسيادة القانون والقانون الذى اقسم عليه كل المحامين ينص على ان المتهم برىء حتى تثبت ادانته.
ونظم القانون عمليه المساعده القانونيه وان كل متهم يجب ان يكون له محامى وهذا عبء قانونى وانسانى على المحامى وعلى نقابة المحاميين والمحامين قبل ان يكونوا حماه للعداله فهم حماه للوطن وان لم يكن هناك عداله فلم يكن هناك وطن.
فهل نسمح لانفسنا ان نساهم فى تدمير هذا الوطن بنكوصنا عن تحقيق العداله وان كانت نقابة المحامين فى قنا رفضت او تغاضت عن تعيين محامى للحضور مع المتهم فى قضية الاغتصاب بفرشوط ولا اعلم لماذا هذا الموقف من هذا المتهم الذى هو طبقا للقانون برىء حتى تثبت ادانته ومن ادرى عما اذا كان هذا المتهم قد ارتكب هذا الفعل من عدمه وهل شاهد احد الساده المحامين المتهم وهو يرتكب هذا الفعل حتى يترفع عن الحضور معه ويعتبر نفسه شاهدا على الواقعه او ان اختلاف الدين احدث شرخا فى المجتمع فلا يجوز الحضور معه لهذا الاختلاف ولو ان دين المتهم دينا اخر مسلما مثلا كان موقف نقابة محامين قنا قد تغيير ام لا .

صدقونى ايها الزملاء لو ان احدكم قد حضر مع المتهم لتغير كل ما حدث من احداث فى نجع حمادى وبهجوره وفرشوط وكل مصر والعالم اجمع لانه بحس المحامى وفطنته ومشاركته فى تحقيق العداله كان قد علم واعلم مجتمعه ان هذا المتهم برىء وليست له اى علاقه بهذه الجريمه ولا يوجد دليل واحد فى الاوراق يدل على ادانته وكنا قد حمينا وطننا مصر من تداعيات هذا الحادث على الوطن والمواطن .

ايها الزملاء ان وطننا فى حاجه الينا ان نحميه ونصون كرامته وكبريائه واننا فى حاجه اليه ايضا ليحمينا ويصون كرامتنا ايضا وهذا لا يتاتى الا بتحقيق العداله والعداله لا تتاتى الا بالعمود الفقرى لها وهم المحامون ولابد ان لاننحاز لهذا الفكر الهدام الذى اشاعه الفسده والبلطجيه والمتطرفين الذى يريد ان يكرس ان فى هذا الوطن فتنه بين مسيحييه ومسلمييه .

كلا لاتوجد اى فتنه بين المسيحيين والمسلميين ولا يوجد اى صراع كان بينهم ولكن مشكلة الاقباط ليست مع المسلميين ولا مع اى تنظيم كان و لكنها مع الاجهزه الحكوميه التى تتعامل بعنصريه مقيته مع بنى جلدتنا الاقباط وان شهامتنا كمحاميين وروح العداله التى هى من صميم مسؤليتنا تجعلنا نقف بقوه لحماية وطننا ببذل اقصى جهد لنا وهو تحقيق العداله وسيادة القانون التى بدونها لم يكن هناك وطن فهذه مسؤوليتكم فاختاروا.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع