الأقباط متحدون - نهر النيل في صلوات وتاريخ الكنيسة
أخر تحديث ١٣:٣٢ | السبت ١٨ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ١٠ | العدد ٣٠٧٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

نهر النيل في صلوات وتاريخ الكنيسة

صوره تعبيريه
صوره تعبيريه
بقلم /ماجد كامل
 
أرتبطت مصر بالنيل منذ أقدم العصور ؛ حتي جاءت مقولة هيرودت الشهيرة "مصر هبة النيل " ولقد علمتنا الكنيسة القبطية الآرثوذكسية في جميع طقوسها وصلواتها أهمية مياه النيل ؛ وهذا ما سوف نحاول أن نركز عليه في هذا المقال ؛مع عرض لبعض المواقف التاريخية التي تثبت أهمية مياه النيل عند المصريين . 
اولا :- :- صلوات القداس اليومية 
 
جاءفي الكتاب المقدس انه حين أراد الرب ان يصف أرضا خصبة قال عنها (كجنة الرب كأرض مصر) "تك 13 :10 " كما جاء في سفر اشعياء النبي (مبارك شعبي مصر) "اش 19 :25 " ولقد أختصت الكنيسة القبطية الارض المصرية بصلوات بالغة الروعة والعمق والجمال ؛ففي القداس الالهي يصلي الكاهن (اصعد المياه كمقدارها كنعمتك ؛فرح وجه الارض ؛ليرو حرثها ؛ولتكثر اثمارها ؛اعدها للزرع والحصاد ؛ودبر حياتنا كما يليق ؛بارك اكليل السنة بصلاحك ؛من اجل فقراء شعبك ؛من أجل الارملة واليتيم والغريب والضيف من أجلنا كلنا نحن الذين نرجوك ونطلب اسمك القدوس . لأن أعين الكل تترجاك لأنك انت الذي تعطيهم طعامهم في حين حسن ؛أصنع معنا حسب صلاحك يا معطيا طعاما لكل ذي جسد ؛ أملأ قلوبنا فرحا ونعيما لكي إذ يكون لنا الكفاف في كل شيء ؛نزداد في كل عمل صالح ) . 
 
ثانيا :-صلوات اللقان 
رتبت الكنيسة صلوات اللقان في ثلاث مناسبات كنسية .؛المناسبة الاولي هي عيد الغطاس المجيد ؛المناسبة الثانية هي صلوات خميس العهد ؛ المناسبة الثالثة هي صلوات عيد الرسل .وفي هذه المناسبات الثلاثة يوضع اللقان مملؤا بمياه النيل ؛ ففي لقان عيد الغطاس يصلي الكاهن ويقول (نهر جيحون "اي النيل " أملأه من بركاتك ؛بارك اكليل السنة بصلاحك ؛يارب اسمعنا وارحمنا ) فلقد امنت الكنيسة ان نهر جيحون "وهو احد انهار الجنة الاربعة التي ورد ذكرها في سفر التكوين "تك 2 : 10 – 14 " هو بعينه نهر النيل ؛ وفي لقان خميس العهد تصلي الكنيسة من أجل الارض والنهر فتقول (هكذا ايها المعطي ؛الحق ؛وعظيم الغني ؛ومحب البشر ؛يإله الرحمة افتقد الارض .واروها بصعود النهر فتثمر حسنا ؛لتكثر ثمارها بصلاحك ؛ نسألك ايها المسيح ألهنا :فرح وجه الارض ؛جددها دفعة اخري ؛اصعد النيل كمقداره) واخيرا في لقان عيد الرسل الموافق "5 ابيب – 12 يوليو" (وهو موسم الفيضان السنوي الذي ينتظره الفلاح المصري بفارغ الصبر) يصلي الكاهن قائلا (بقاع مصر أملأها من الدسم ؛وليكثر حرثها ؛ وتتبارك ثمارها ؛نطلب اليك ايها المسيح الهنا استجيب لنا وارحمنا ؛ولتفرح كل بلاد مصر . والارض تتهلل بفرح من جودك .واحرس هذه المدينة وسكانها نطلب اليك ايها الرب الهنا اسمعنا وارحمنا ) 
 
ثالثا :- صلوات اسبوع الالام "البصخة " :-
وخلال صلوات البصخة وأسبوع الالام ؛وفي عمق الاحتفال بالام السيد المسيح ؛ لا تنس الكنيسة الوطن والارض والنيل ؛ فتصلي من اجل مواردها وابنائها ؛فتصلي في الصلوات الخمس النهارية (يالله تراءف علي العالم بعين الرحمة والرأفة ؛وبارك في غلات الارض .وأصعد مياه النهر وهب اعتدالا للمناخ ونيل مصر باركه في هذا العام وكل عام ؛وعلنا نحن البشر .نسألك يارب اسمعنا وارحمنا ) . اما في الصلوات الخمس المسائية فتصلي الكنيسة وتقول (صلوا وطلبوا عن صعود مياه الأنهار في هذه السنة .لكي يباركها المسيح الهنا ؛ويصعدها كمقدارها ؛ويفرح وجه الأرض بالنيل ويعولنا نحن البشر ويعطي النجاة للشعب والحيوانات .نسألك يارب اسمعنا وأرحمنا ) 
 
كما رتبت الكنيسة القبطية يوم 12 بؤونة ليكون عيدا لرئيس الملائكة ميخائيل ؛والأصل في 12 يؤونة أنه كان عيدا فرعونيا قديما ؛كان المصريون القدماء يقيمونه احتفالا" بحاعبي " إله النيل حيث كان المصريون القدماء يعتقدون أن حاعبي يطير إلي أعالي النيل في زمن التحاريق ؛وهناك ينفخ فيها ويلقي فيها قطرات من الماء ؛فتتبخر وتصعد إلي السماء ؛فتتحول إلي سحب كثيرة فتهطل سيولا من أعالي الجبال ؛ ومن ثم يفيض نهر النيل بالمياه التي تروي البلاد ؛فيعم الخصب والنماء . كذلك أيضا كان يسمي "ليلة دموع إيزيس " أو "ليلة النقطة " حيث كانوا يعتقدون أن دموع إيزيس تفيض حزنا علي زوجها "أوزيريس " في هذه الليلة ؛ويكون ذلك علامة محسوسة علي بدء فيضان النيل ؛ فلما آمنت مصر بالمسيحية ؛تحول هذا العيد عندهم إلي عيد لرئيس الملائكة ميخائيل ؛ حيث يشفع إلي الله أمام العرش من أجل صعود مياه النيل ؛فلقد جاء في كتاب التماجيد المقدسة ( ميخائيل رئيس الملائكة الطاهر قائم عن يمين الله ؛ يطلب عن أهوية السماء ؛وثمرات الأرض ؛ومياه النيل ؛كي تمتليء ؛ويصعدها الله كحدها علي وجه الأرض كلها ) 
وجاء أيضا في نفس الكتاب (السلام لرئيس الملائكة ميخائيل الملتحف بنور الثالوث القدوس ؛أنت هو الذي تطلب إلي الرب ؛من أجل صعود الأنهار ؛ونبات الأرض ؛ وأثمار الأشجار ؛ والأمطار )
وجاء أيضا في كتاب "الدفنار " (هوذا ماء النيل يكمل كحده بطلبات ميخائيل رئيس الملائكة العظيم ؛وكل الاثمار التي علي الأرض ينميها الله بطلبات ميخائيل العظيم في الملائكة " 
وجاء عنه أيضا (هو ملاك المياه ؛والطالب عن أهوية السماء ؛ وأثمار الأرض ؛والأمطار ؛ والأندية ؛وعن كل ما يتعلق بالبشر ) كما يوصف أيضا بأنه ( رئيس الجيوش الواقف أمام الله ؛يطلب نهارا وليلا من أجل مياه البحار وأهوية السماء ؛ وأثمار الأرض ).
ومن القصص الجميلة التي جاءت في تاريخ البطاركة عن البابا يؤانس السادس عشر (1626- 1718 ) البطريرك رقم 103 ؛ والملقب بالطوخي أنه حدث جفاف عظيم في أرض مصر وكان ذلك عام 1422 للشهداء الموافق 1706 ميلادية ؛ فتوجه البابا يؤانس إلي كنيسة العذراء بالمعادي ومعه جماعة من الكهنة وصار يصلي قداسا كل يوم ؛ ويصلي علي قليل من الماء في ماجور ضغير من الفخار ؛ثم يلقيه في النيل ؛ فتحنن الله الرحوم برحمته علي عباده واستجاب للصلاة ؛ وجاء وفاء النيل في الثاني عشر من توت المبارك وأطمأنت الخلائق . 
وحدث أيضا في عصر البابا بطرس السابع ( 1809- 1852 ) ) البطريرك رقم 109 ؛
والملقب بالجاولي ؛ جفاف عظيم في مصر ؛وكان ذلك عام 1550 للشهداء الموافق 1834 م ؛ فطلب الوالي محمد علي من البابا بطرس الصلاة من أجل هذا الأمر ؛فتوجه البابا مع مجموعة من الأساقفة ؛وخرج إلي شاطيء النهر ؛وأقام القداس ؛وبعد نهاية القداس قام بغسل أواني الخدمة ؛وطرح المياه مع قربانة من الحمل المبارك في النهر ؛ففاض النيل في الحال ؛ وبعد ذلك زادت مكانة البابا كثيرا عند الوالي وأزداد اعتبارا لديه .
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter