الأحد ١٩ يناير ٢٠١٤ -
١٣:
٠٧ ص +02:00 EET
بقلم: د/إيهاب العزازى
مصر تعيش مرحلة التحديات الكبرى فهى تعبر المرحلة الانتقالية بخطي بطيئة ولكنها قوية وصلبة وفى الايام الماضية انجزت مصر اقرار الدستور الجديد بمعدلات قبول كبيرة جدا فما يقارب من 20 مليون مصرى وافقوا على الدستور بنسبة 98% من عدد المصوتين ولكن هل تهدأ الاوضاع بعد اقرار الدستور وتدخل مصر مرحلة انهاء خارطة الطريق بانتخابات رئاسية مقبلة وهل سيظل المشهد المصرى كما هو فمرحلة ما بعد استفتاء الدستور هى الاخطر فى تاريخ مصر لانها التى ستحدد ملامح المشهد السياسي فى الاعوام المقبلة ولننظر معا للمشهد السياسي ونرى ما سيحملة المستقبل لمصر .
ستشهد المرحلة السياسية المقبلة فى مصر بعد اقرار الدستور مزيد من الصراع بين صناع ثورة 30 يونيو وبين جماعة الاخوان المسلمين المعزولة شعبيا فسنرى حالات تصعيد متزايدة كلما اقتربنا من ذكرى ثورة 25 يناير ولكنها لن تكون مؤثرة بشكل كبير وتكشف عن ضعف التنظيم الاخوانى واظهار اكذوبة ان لهم وجود وشعبية فى الشارع ولكن فى المقابل المشهد السياسي سيرى ظهور حملات كثيرة متعددة تطالب بترشح الفريق السيسى للترشح وسنرى حملات اخرى لشخصيات متعددة ولكن بصفة عامة سنرى انهيار تحافات كجبهة الانقاذ والاحزاب الليبرالية وتيار الاستقلال وظهور تيارات كثيرة تتشكل الان من من خلال تحالفات حزبية وحركات تتشكل وتندمج مع اخرى قديمة فالمشهد السياسي المصري الان فى حالة اعادة ترتيب البيت من جديد ستنتهى تحالفات وتظهر أخرى وسيختفى رموز وسيظهر اخرون ولكن يبقى المواطن المصرى فى حالة عدم استقرار سياسيى فلا يوجد الان حزب قوى فى الشارع سوى محبى ومؤيدى الفريق السيسى وهو ما يعكس ضعف الاحزاب ورموز المشهد السياسي فمصر فى حالة افتقاد لزعيم حقيقي يثق المصريون فى وطنيتة وولائة للشعب وللوطن بعد نكستهم فى التنظيم الاخوانى ولكن اؤكد سيحمل المشهد السياسي فى الايام المقبلة مفاجات متعددة ستغير اتجاة الراى العام المصري .
الحديث عن وجود نخبة سياسية مؤثرة فى الشارع المصرى هو حديث العبث والخداع والتضليل فلا توجد قوى حزبية على ارض الواقع بشكل فعال وقوى قادر على الحشد والمساهمة فى تنمية الوطن وما يوجد عبارة عن محاولات حزبية تعانى من مرض الفصام السياسي والانعزال عن المجتمع وبعضهم يعيش حالة من المراهقة السياسية وبعضهم يجيد دور المنافق للسلطة بحثا عن مكاسب وبعضهم اداة فى يد بعض الجهات ورجال الاعمال لتحقيق مصالح معروفة للجميع ولكن يظل الشارع المصرى هو الحكم والدليل على ضعف الاحزاب والحركات السياسية وما نراة عبر الفضائيات مجرد وجوة مكررة تمارس التنظير والقاء التهم وتعيش حالة من الانعزال عن المجتمع واؤكد ان نسبة كبرى منهم صنيعة الاعلام بلا قواعد شعبية حقيقية فهل يعلم احد اسماء ال 85 حزب وال 216 حركة وائتلاف من الموجودين فى مصر حتى حركة تمرد و6 ابريل وغيرها اصبحوا مجرد ذكريات ولا وجود لهم على ارض الواقع وفى النهاية ان كانت فى مصر نحبة فهى نخبة صنعها الاعلام حبيسة الفضائيات وبرامج التوك شو ولا علاقة لها بالمواطن المصري البسيط
النشطاء السياسيين ودورهم فى المشهد المصري يظل اشكالية المشهد المصري فهم شاركوا فى صنع الثورات ولكن لانعلم لماذا يختفون فور انتهاء المظاهر الثورية ونجدهم فقط فى الفضائيات ولانجد لهم دور حقيقي على ارض الواقع فلم نجدهم يتحدون تحت حزب او حركة بل والكارثة انهم استخدموا فى بعض الفترات للترويج لفكر معين ودعم تيار ضد اخر وهو ما اوقعهم فى الفخ وسقطت برائتهم وتحولوا لنشطاء تحت الطلب يناضلون لمن يدفع ان يرشحهم لمناصب ولكن النتيجة فى النهاية الان لاوجود لهم فى الشارع وهى كارثة بكل المقاييس فالبعض كان يراهن على ثوريتهم ويحملهم امانة دعم الشباب ودمجهم فى حكم مصر ولكن حدث العكس اختفى النشطاء ولم يعد لهم وجود وعادت مصر لحكم دولة العواجيز واهل الثقة ولم نجد اى شاب فى مصر فى مواقع المسئولية فماحدث لشباب الثورة هو نتيجة عدم احتوائهم واستثمار ثوريتهم فى خدمة الوطن مما اوقعهم فريسة لتجار السياسة والدين فسقطوا جميعا فى غياهب التاريخ .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع