«أريد أن أقول بأوضح عبارة ممكنة، إن مصر لا تحتاج إلى بليون دولار من الولايات المتحدة. مصر عندها دعم عربي كامل من الدول العربية القادرة، وستقف على قدميها قريبا بعد كارثة الإخوان المسلمين في الحكم. وبالوضوح نفسه أقول إن المساعدة الأميركية لمصر رشوة لتبقى في معاهدة السلام، أي لحساب إسرائيل. وإن كل ما يحتاج إليه أي رئيس مصري، هو أن يجمد معاهدة السلام مع إسرائيل أو ينسحب منها ليسير وراءه مائة مليون عربي، يهتفون بالموت لإسرائيل» - جريدة «الحياة»، الجمعة 17 يناير 2014. ليست هذه وجهة نظر الأستاذ جهاد الخازن وحده، بل يشاركه فيها عدد كبير من المثقفين داخل مصر وخارجها. هي وجهة نظر ومطلب.
ولكي أكون في نفس وضوح الأستاذ جهاد، أقول إن وجهة نظري في اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية لم تتغير وهي أنها أهم إنجاز لرئيس مصري في العصر الحديث. كما أني لا أتصور أن «كل» ما يحتاج إليه أي رئيس مصري هو أن يجمد أو ينسحب من هذه الاتفاقية بهدف أن يسير وراءه مائة مليون عربي يهتفون بالموت لإسرائيل. لست أعارض وجهة النظر هذه أو أدينها، بل أراها عنوانا عاما تنقصه التفاصيل المبنية على دراسة جادة.
أشك في الرقم، على الأرجح هو أقل من ذلك بكثير، ربما لن يتعدى الـ50 مليونا فقط، وذلك بعد استبعاد الحكومة السورية لانشغالها بالقضاء على شعبها وتشريده، والشعب العراقي المنشغل بالدفاع عن نفسه ضد «القاعدة» و«داعش» والشعب الليبي العاجز حتى الآن عن الخروج من صخب الثورة إلى مرحلة استقرار النظام. نأتي إلى المسيرة، من أين ستبدأ، وما هو خط سيرها، وأين ستنتهي؟ أتصور أن محطة الوصول ستكون الحدود المصرية الإسرائيلية، وهنا علينا الوقوف لدراسة بعض التفاصيل، الهتافات بالموت لإسرائيل من هذا العدد المرعب من البشر، لا بد أن يشق عنان السماء ما يترتب عليه سقوط عدد كبير من الطائرات. لا بد أن يقوم أساتذة الصوت بدراسة الأخطار التي يمكن أن تنتج عن هذه الهتافات على الأرض وفي طبقات الجو العليا.