الأقباط متحدون - الحلوة بهية حكاية كبيرة أوي
أخر تحديث ١٩:٥٠ | الأحد ١٩ يناير ٢٠١٤ | طوبة١٧٣٠ ش ١١ | العدد ٣٠٧٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الحلوة بهية حكاية كبيرة أوي

بقلم :   ماجدة سيدهم

"ورجعت  بهية لأجل  ما تنظف بيتها و مسقط راسها  ..أم الدنيا  "
 
*يعني خلاص  مصر هاتبقى   زي أوروبا .؟ يكون عندنا أحدث  تكنولوجيا والناس تبقى زي الناس في  الغرب كدا .. ؟ مجرد سؤال بسيط وعفوي 
*سهل جدا  مصر ترجع من تاني أحسن من كل بلاد الدنيا ،لكن الشعب اللي أذهل وجنن العالم   في 3 سنين كلهم مرار وعلقم وقحط وغم عمره ما هيكون غير نفسه ،التاريخ بيحكي لنا  كدا، عمرك ما هتشوف مثلا في أي بلد في العالم  ست على الرصيف بتاكل درة مشوي ومعدي جنبها صبي على عجلة  زي الرهوان بقفص العيش البلدي ومن الناحية التانية  بين التكدس والزحام بياعين الورد ومناديل الورق وكروت الشحن ولوف الحمام والأعلام ، مهما بلغنا تكنولوجيا  الحضارة وسافرنا  كل بلاد الأرض ها تفضل عبقرية بهية في ريحة الطمي العالق  بالجلابية  وطعم القمح في الغيطان، بهية ركبت الدش على سطح القش وحطت التلفزيون فوق ريحة خبيز الفرن البلدي ،مهٍما وصلنا لأعلى درجات العلم بهية عارفة شهورها ونوّاتها ومطرها مش متأخر- بخبرتها  تعرف ملامح الحليب الطازج  والظل  وفرحة  الحصاد ، دا  سحر بهية في تقسيمة  ملامحها  وسُمرتها ،لكنتها وضحكتها  وقلتها وكحل عذوبتها  وخفة مشيتها وتوابل طنجرتها وطعم بتاو الأجران  والأهم من دا كله فطنتها وشجاعتها ، ومهما قولنا ثقافة المساواة برضة ها تفضل  بهية تعلم ولادها  " ما لكيش  غير بيتك وجوزك  والقرش على القرش ، وإنت  ما لكش بركة غير مراتك أم عيالك " مهما ركبنا للعمارات أحدث المصاعد مش هاتستغنى بهية عن السبت أبو حبل ولا ها تبطل تنده على ولادها وتسأل تطـّمن عن جيرانها م الشباك ،مهما دخلنا  وأكلنا في أكبر المطاعم مش بنرتاحونرحرح  غير باللمة الحلوة على الطبلية ، طبق الفول ،الفتة ،طاجن البامية الحراق  وطشة الملوخية وقسمة العيش مع شوية عسل ومش من غير دوشة  الشوكة ولا حتى السكينة تلزم للبطاطس المقلية ومستحيل تعدي من غير ما تقعد والله لازم تتغدى معانا ،ومهما قعدنا في أفخم الفنادق  ما تسوى  نعناع الشاي وشيشة القهاوي  بكراسيها الخشب وصبيها اللهلوبة والعشرتين  الطاولة بين الصحبة وأهل العشرة ، مهما اتعلمنا وأتقنا فن وأصول الإتيكيت مش

هانقدر نبطل نجامل بالبكا الحيّاني في الحزن والفراق وبالزغاريد في الأفراح والطهور والنجاح ،عمرك شوفت  شعب بيرقص و يتنطط على أغانيه الوطنية في أعراسه ومناسباته .. بهية عملت كدا " تسلم الأيادي " شوفت شعب خلق من ثوراته واستفتاءاته  ملاحم فرح وحب ورقص وكرامة وإصرار جننت  العالم كله ولبس علمة قفطان زي ما عملت بهية ،شوفت شعب وقع في غرام جيشه  زي ما وقعت  بهية أصل بهية بنت أصول تشيل اللي يقدرها ويحميها في نن عينها من جوة ،بهية حكاية كبيرة  ومعادلة صعبة مايفهمهاش غير ولادها بس - اللي من صلبها ومن جين فرعونيتها المعجونين بسلالة النيل ومن نسل ترابها وغلتها وحنتها ،تقدر تعيش بسلاسة  مع الأمير والوزير والخفير بثقة من غير عـُقد أو نفاق ولا تعب ، تفسر بإيه  إن في إشارة مرور واحدة تلاقي حضارة التاريخ كله من العربيات الفخمة  وحتى الكارو ،من  أحدث الموضات  وحتى  أصالة التراث الفلاحي والطرحة السودة الشفافة ،من أغلى العطور وحتى ريحة القشطة والفطير وقشر البرتقال ، مهما سمعنا  أحدث الأغاني  والمعزوفات والسيمفونيات  -بنحن  جدا مع كل صبح لصوت محمد طه وقنديل وطلب وسعد عبد الوهاب  وشادية وهدى سلطان ، مش ها تلاقي  في الكون  كله نيل بطعم السهر ونكهة الترمس وحمص الشام والبطاطا بالشطة مشوية بنكهة الأغاني الشعبية ، ولا هتلاقي لغة تترجم كل صبح  بالفل والورد والياسمين  ياعم فلان ، ولاّ خللي الحاجـَة دي عندك يا حاج لحد ما أرجع، 
 
  بهية، لو أعطتها كنوز الدنيا يفضل طموحها بسيط جدا"  الأمان والعيشة المستورة وروقان البال " من غير معبد ولا وعظ  بالفطرة عرفت  تشكر وتبوس إيديها وش وضهر ، حلمها الأهم تنام مرتاحة وباب شقتها مش متربس ولا ترفع  الريحانة  وتحط على الشبابيك قضبان،تخرج بالليل ،ترجع متأخر مطـّمنة لأنها ست الستات ، وولاد الحتة كمان كلهم ولاد بلد جدعان، في بلد في الدنيا تنزل فيها بعد نص الليل  تلاقي الشوارع  شابة عفية  ، قوية ،مليانة  سحر وحيوية  ،سهرانه بهية الحلوة مابتنامش ، ايوة فيها المظلوم والتعبان  لكن أبدا ما حدش فيها بات جعان،وف عز  المصيبة   تجلجل نكتتها كل الجدران 
جميلة أوي  بهية ،حضارتها  أصيلة وعظيمة  وقبلها زي القشطة ، علـّمت العالم ،حيـّرت العالم وفي ضعفها غلبت العالم وعند كرامتها اخرست كل العالم ، تتحمل ساكتة  كل التعب وتصبر كتير على الجار والحاكم  السّو .. يا  يرحل يا تجيله ثورة تشيله ، ويا ويله اللي يدوس لها على طرف  .. ماهي عرفت سكتها  وشافت بعينها طريقها ، كسرت  الوهم ورمت  كل الغشاشين بكل مناصبهم وبريقهم ومصالحهم في زبالتها ومهما طال المنال وتعبت شوية مش هاتسمحتاني أبدا باللي يضحك على بساطتها ، خلاص عرفت وقرشت ملح  عدوها كويس  مهما لف عليها  ودار ، بهية طيبة وحنونة أيوة  لكن دم ضناها مايروحش كدا ضحية ،عمرك سمعت عن بلد اسمها بهية  ،لاهي طنط ولا تيزة ولا حتى مدام ،أيوةهي مصر بس أم الطرحة والجلابية لأنها فعلا بهية  ، حيرتينا  يا بهية  فيكي  ويمكن دا سر عشقنا وهوسنا بيكي –بهية جميلة ..أوي.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter