الأقباط متحدون - بين السيسي و مقدم
أخر تحديث ٢١:٥١ | الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ١٣ | العدد ٣٠٧٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بين " السيسي" و " مقدم "

 بقلم :ابرام مقار

أقل قراءة لمذكرات الصحفيين وناشطي حقوق الأنسان الإيرانيين ممن شاركوا في الثورة ضد "الشاه" وما فعله بهم نظام "الخوميني" بعد أن وصل للحكم، كان يجعلك تشعر بالرعب علي مصر من اجواء النصف الاول من عام 2012 ، وانت تشاهد برلمان يسيطر عليه الإسلاميين مع فرص لرئيس "إخواني" هي الأعلي بين المرشحين ثم وصوله للحكم في منتصف العام ذاته.

والغريب هو التشابه التام في السلوك والأفعال قبل وبعد واثناء الثورات لدي جماعات الإسلام السياسي سواء في مصر او أيران او غيرهم. فقبل الثورات يتم "تسخين" كل التيارات الغير إسلامية ضد الأنظمة الحاكمة دون الظهور في المشهد والإصطدام المباشر مع السلطة بهجوم ولو "لفظي" ، فعلها أتباع الخوميني وفعلها أتباع "البنا". يليها مرحلة الانتظار في الساعات الأولي للثورات حتي تدنو الدفة لصالح الثوار. ففي أيران قام الشيوعيون واليساريين والعلمانيون بالثورة وبعد أن ظهرت بوادر نجاحها إنضم لها اسلاميو إيران ، تماماً كما حدث في مصر في ثورة الخامس والعشرين من يناير والتي اطلق شرارتها الشباب والتيارات الليبرالية وانتظر الاخوان والسلفيين أربعة أيام لينضموا للثوار ثم ركوب الثورة بعد ذلك.

 وكما حرق الإخوان مقرات الشرطة لاسقاط النظام سريعاً ، حرق الاسلاميين في إيران دور السينما لإثارة الشعب الإيراني ضد نظام الشاه وكلتا الحرائق عجلت بأسقاط النظام في كلاً من مصر وإيران. التشابه حتي في الخطاب المتسامح الليبرالي المعتدل قبل التمكين والعصف والفتك بالمعارضين بعد الوصول للحكم. وقد كتب الصحفي الشيوعي "هوشانج أسدي" في مذكراته والتي حملت عنوانه "رسائل الي معذبي" كيف أن صديقه الإسلامي الحميم "علي خامنئي" والذي كان يحدثه أثناء فترة السجن عن قبوله للأخر ولو ملحداً.وكيف تحول الصديق الحميم "خامنئي" والذي بكي حينما ترك زنزانة "هوشانج" بعد أن اصبح  المرشد الأعلي في إيران. كيف تحول السجين المظلوم الي حاكم ظالم ، نال صديقه القديم "هوشانج" علي يديه كل انواع التعذيب بسببها حاول الإنتحار عدة مرات 

وفي النصف الثاني من عام 2012 بعد فوز مرسي وصدور الإعلان الديكتاتوري -الغير دستوري- والذي أصدره مرسي في نوفمبر قبل الماضي، وما تبعه من محاصرة المحكمة الدستورية العليا، بات المشهد أكثر وضوحاً وبات تكرار السيناريو الأيراني قاب قوسين أو أدني. وكما تم إعداد دستور إيراني بعد الثورة الإيرانية جعل إيران جمهورية "خمينية"، تم إقرار دستور رغماً عن المصريين يجعل مصر إمارة "إخوانية" ، وزاد القلق أكثر وأكثر وتحول القلق إلي خوف شديد علي الورقة الاخيرة وهي الجيش وقياداته. ففي السيناريو الإيراني وبعد أن تمكن "الخوميني" من الحكم، قتل قيادات الجيش وقتل قائد المخابرات الإيرانية وقتها "ناصر مقدم" وتم إعلان إيران وسقطت إيران كاملة في يد نظام الملالي وتم قمع أي ثورة شعبية في إيران بعد هذا وانتهت مؤسسات الدولة ليحل رجال الخوميني تحت مسمي "الحرس الثوري" محل كل اجهزة الدولة الامنية. وهنا كان الخلاف والفارق.

 فلم يكن المصري "عبد الفتاح السيسي" هو الإيراني " ناصر مقدم"، واستطاع أن ينجو ببلده قبل نفسه من هذا السيناريو المظلم. ولهذا من حقك أن تري "السيسي" كيفما تشاء، سواء تراه الفارس البطل الذي لا يخطئ او حتي تراه مسئولاً - بالرغم من أنه لا يحمل أي دور تنفيذي بالبلاد - عن القلق في عودة الدولة البوليسية وتشويه ثورة 25 يناير وحالة التلصص والتربص وموجة التخوين واتهامات العمالة من كل فريق تجاه الأخر أو تنتقد الإفراط في مدحه من بعض مؤيديه والخوف من مستقبل يحمل عودة الرئيس "الإله" او الفرعون .. فهذا كامل حقك.  إلا أن الحقيقة التي لا تحتمل الشك أن هذا الرجل حمي مصر في لحظة سقوط فارقة كانت ستقضي علي مصر والمصريين تماماً. فقط اقرأ تاريخ من حولك لتعرف دمار ما كان سيحدث لو لم تنحاز القوات المسلحة المصرية للمصريين في ثورة 30 يونيو      .   
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter