الأقباط متحدون - المرأة بجميع أنواعها !!
أخر تحديث ٠٤:٢٢ | الجمعة ٢٤ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ١٦ | العدد ٣٠٧٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

المرأة بجميع أنواعها !!

مدحت بشاي
مدحت بشاي

بقلم : مدحت بشاي
الله يحظك يا د.مرسى، لقد ترك الرجل لنا ما يكفينا لتوثيق ملامح أيامه من مواقف وخطابات فنكوشية ومقولات مبهمة أحياناً، سريالية كوميدية، تفضح بشكل غير مباشر وتلقائية التركيبة الإخوانية المخاتلة الكاذبة فى أحيان أخرى.

ولعل من مأثوراته التى سيخلدها له تاريخ المرأة المصرية فى مراحل نضالها الأخيرة فى مطلع القرن الحالى توجيهه التحية لها «تحياتى إلى المرأة بجميع أنواعها ».. ومع ابتسامتنا الودودة لتلطف رئيس من أصول إخوانية لتوجيهه تحية رقيقة شاملة للمرأة المصرية، نعم شاملة كل فصائل المرأة، سواء التى موطنها الأصلى كفر الشهيد أو التى تم تهجينها فى حلايب، أو التى تم إطلاقها فى بيئتها الطبيعية فى رابعة العدوية من وجهة نظره، أوهو يقصد تنوع مصادر شتلاتها الأصلية، فهل هى المرأة «الوردة» التى ظهرت لأول مرة فى عصره الرائع الحر الديمقراطى على لافتات المرشحات لبرلمان «آخر الزمان»، أم تلك النوعية من النباتات التى وقف أمامها مرشده الناصح الأمين وهو ينعى للعالم المتحضر الهجوم غير الإنسانى من جانب العلمانيين أعداء الحياة على مقر السلطنة فى المقطم، فنال هجومهم الغاشم من أزاهير عصره الرومانسى الحالم، وقال مقولته الشهيرة «وما ذنب النباتات؟»!!..

الغريب أن يخرج علينا رموز التنطع والغباء السياسى ليستنكروا مظاهر فرحة المرأة المصرية التى خرجت من لجان الاستفتاء لتطلق زغاريد.
نعم، «المرأة بجميع أنواعها».. يمكن كان «رفعته» يقصد البنت المسحولة «أم كباسين على جنب» ورفيقاتها المناضلات لتأييد «يزهزه عصره وينصره على من يعاديه».. أم كان الرجل يبشرنا بجيل «الأخوات العضاضات» و«الأخوات حاملات المولوتوف» وقاصرات «سبعة الصبح»، و«الضاربات لأستاذاتهن» بعد إسقاط ملابسهن فى فناء كليات التراجع القيمى والحضارى فى زمن بطولات المجرمات؟!!

والغريب أن يخرج علينا رموز التنطع والغباء السياسى ليستنكروا مظاهر فرحة المرأة المصرية التى خرجت من لجان الاستفتاء لتطلق زغاريد الانعتاق من عصر سجن المرأة فى عام وزير «تعالى وأنا أقولك»، ولترقص سعادة بسقوط برلمان «تزويج» القاصرات بقيادة «أم فلان» الرمز.. يستكثرون على «ست الكل» المصرية النبيلة التى غنت غبطة وسروراً بتوقيعها على دستور بلادها الذى يجتاز بها زمن بطولات «جهاد النكاح» و«ختان الإناث».

وبالمناسبة تم نشرــ وبشكل هائل على مواقع التواصل الاجتماعى ــ صورة لمعمرة مصرية فى الاستفتاء وهى على كرسيها المتحرك، إنها للمواطنة ليلى دوس (98 سنة)، ويقول لنا د. ياسر غبريال على مدونته الرائعة، إنها السيدة المصرية الثائرة التى لم تمنعها السن ولا تغير ملامح الزمن من المشاركة فى كل فعاليات ثورتى مصر يناير 2011 ويونيو 2013، ولم تنشغل أو تتكاسل عن المشاركة فى أى انتخابات، ولا مظاهرة إلا ونزلت فيها.. هى ابنة توفيق دوس باشا القيادى فى حزب الوفد وشريك سعد زغلول وعضو لجنة الثلاثين لوضع دستور مصر 1923، ووزير الزراعة الذى استقال اعتراضا على سياسات السراى.. وقالت ليلى فى التحرير «إنها مصر الحقيقية التى تخشى عليها من الانقسام».

أخيراً، إن المرأة التى ثبت أنها تعول ثلث عدد الأسر المصرية، ينبغى أن نتصدى لكل مظاهر ممارسة العنف ضدها، بعد أن تم شرعنته فى مجتمعاتنا العربية ــ للأسف ــ بكل أشكاله ضدها، بل باركته بتعمد رذيل واضح، رغم أن التغييرات الاجتماعية فى العالم المتحضر قد ذهبت إلى تجريم العنف ضدها.. تحياتى للمرأة المصرية فى كل مواقع النضال، أما أنواع المرأة وفصائلها وشتلاتها فستظل نكتة حاكم لمصر العظيمة لمدة سنة، ما أبشعها سنة الله لا يعيدها.

medhatbe@gmail.com


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع