الأقباط متحدون - أنا شايفها إيه
أخر تحديث ٠٣:٥٠ | السبت ٢٥ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش١٧ | العدد ٣٠٨٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أنا شايفها إيه

بقلم مينا ملاك عازر
حدثتك صديقي القارئ، في مقال الأربعاء الماضي عن ثورة يناير، وعما دار حولها من خلافات واختلافات في الرؤى والآراء ووجهات النظر، وأرجأت إعلان رأيي الذي يحتمل الصواب والخطأ إلى مقال اليوم وذلك لمواكبة ذكرى الثورة التي نأخذ في أوانها أجازة والله أعلم إن كان السبب الثورة أم عيد الشرطة،
 
على أي حال جاء الوقت لأفض لك برأيي الذي قد أغيره إن جد جديد أو تكشفت أمور لا نراها الآن، وهو الطبيعي في الأحداث التاريخية الجلل التي كلما مر الزمن نكتشف المزيد حولها، ونعرف المزيد عنها، فتتكشف الحقائق وتنجلي الأمور ونراها بوضوح.
نعم اختلف الجميع حول ثورة يناير، هل هي ثورة أم نكسة؟ وها أنا أقول لحضرتك أنا شايفها إيه؟ أنا شايفها ببساطة أنها ثورة بس إتنكست، يعني كان ضروري يمشي مبارك لكن لم يكن من الضروري أن يمشي بهذه الطريقة،
 
وبهذا التصلب في الرأي، والعناد المبالغ فيه، أن يمشي في التو واللحظة فتصبح البلاد في قبضة أولائك اللذين نكسوها أكثر وأكثر، ونكسوا من قبلها الثورة، وشوهوها سواء مجلس عسكري أولائك القلة غير الواعين سياسياً والخاضعين للنفوذ الأمريكي من خلال سامي عنان الذي كان بأمريكا إبان اندلاع الثورة وجاء محمل بأوامر أمريكية وتوجيهات ومن خلال أيضاً ابتزاز الإخوان لهم بقدراتهم على الحشد، وعندما تتوافق رغبات الأمريكان الموجهين لهم من الخارج مع رغبات الإخوان المبتزين لهم من الداخل،
 
فلا اسهل من ذلك أبداً، فنفذوا وتركوا البلاد تقع بين براثن الإخوان سهلة، كذلك إتنكست الثورة ومن بعدها البلاد بقلة من السياسيين اعتبروا أنفسهم نخبة، وادعوا القدرة على التواصل مع الشعب، وأنشأوا أحزاب بخلاف الأحزاب القديمة المتهالكة التي بلا قاعدة شعبية، فصار الوضع أسوء ما بين أحزاب قديمة مترهلة وجديدة ضعيفة، تاه الشعب وتخبط فالتقطه السلفيون والإخوان وزيفوا وعيه باسم الدين في بيئة خصبة بسبب فقر التعليم، فإنتكست الثورة، وكانت نكسة الثورة الكبرى على أيدي من ادعوا أنهم مشعليها،
 
وثواراً لعبوا ثورة في وقت كانت البلاد تحتاج لسياسي محنك يعرف كيف يلعب سياسة بغير شرف يجاري الإخوان ويواجههم، فكانت الخطيئة الكبرى انتخابات مجلس الشعب حيث بقى الثوار في الميدان دون أي وجود جماهيري لهم على ارض الواقع، في حين حصد الإخوان الأصوات وقفزوا على السلطة.
 
كما إتنكست الثورة حين حصد ثمارها فصيل الإخوان الخائن العميل للخارج الذي لا يحمل للوطن أي مشاعر إيجابية، ويحمل لنفسه كل خير، فادعى أنهم يحملون الخير لمصر في حين أنهم يريدون الخير من مصر، فنالوا جزاءهم من شعب مصر. في نفس الوقت إتنكست الثورة بسبب تشرزم حكماءها، وخوفهم من الحديث لألا يعبتروا من الفلول فهجروا العمل والكلام، ومنهم من ساير الموقف وجارى الخونة فتخلى بذلك عن حكمته لمصالح شخصية.
 
وأخيراً إتنكست الثورة لأسباب كثيرة لكن سرعان ما صحح الشعب أوضاعها مستغلاً الحسنة العظمى في الثورة، أنها أخرجت مارد الشعب من قمقمه،
 
وأعاد الأمور لنصابها، ونزل الشعب في الشارع في ثورة بدأت منذ الإعلان الدستوري الديكتاتوري، وتكللت بنزول الثلاثين من يونيو في ثورة استمرت ست أشهر انتهت بتأييد الجيش لها، وفي ذلك لنا مقال آخر في ذكرى ثورة الثلاثين من يوينيو بإذن الله.
المختصر المفيد كثير من الثورات تبدأ جيدة فتختطف ثم يستردها الشعب، وهذا ما حدث، المهم تتم على خير.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter