بقلم : سلوي ستيفن
مات جمالعبد الناصر فبكت عليه كل الشعوب العربية ،
توفي البابا شنوده الثالث فودعه المسيحيون والمسلمون
وزعماء العالم في مشهد حزين ومهيب ، مات مانديلا فكرمه العالم أجمع ، ولكن عندما توفي أريئيل
شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق
..دقت أجراس الحق لتقول كلمتها بعد أن انتهت زفة الحلفاء والأصدقاء وأصحاب الشفاه الغاشة
الذين وصفوه بالشجاعة والوطنية وأشادوا بخطواته نحو المصالحة مع الفلسطينيين وسعيه نحو السلام !
فقد أصدرت منظمة هيومان رايتس وتش الحقوقية بيانا اعتبرت فيه أنه من المؤسف أن يذهب شارون
الي القبرقبل المثول أمام القضاء ، وذلك لدوره في مجازر صابرا وشاتيلا في بيروت عام 1982
وانتهاكات أخري لحقوق الإنسان .
كان شارون عضوا في عصابات الهجانة المسئولة عن المجازر التي ارتكبت في فلسطين قبل النكبة ،
وهو الذي أسس مجموعات الكوماندوز 101 التي شنت حملات هجوم شرسة ضد الفلسطينيين ، اعنفها في قرية قبية ، قام بتعذيب الأسري المصريين في 1967 ، ولن ينسي له التاريخ إستفزاز مشاعر المسلمين
بإقتحامه المسجد الأقصي الذي نتج عنه عشرون قتيلا ومائة جريح من الفلسطينيين ، و25 جريحا من
الشرطة الإسرائيلية .
مات شارون في الحادي عشرمن يناير 2014 بعد غيبوبة استمرت ثماني سنوات ، ولم يكن موته مفاجئة ، ففي عام 2010 صرح أحد الأطباء المعالجين له أن دماغه صار في حجم ثمرة الجريب فروت ، وأن
أجزاء من مخه قد تحللت وأصبحت مادة سائلة .
أعتقد أن جنازة شارون كانت هادئة باردة خالية من التنهدات والآهات ماعدا تنهدات جماجم ضحايا المجازر التي قام بها ، فربما تكون ضحايا مجزرة قبية وصابرا وشاتيلا ومذبحة جنين وغيرها قد تجمعت لتذكره
بإنجازاته العظيمة ! وربما استقبلته أرواح الضحايا في العالم الآخر بمظاهرات حاشدة مطالبة بالقصاص.
وإذا كانت الأرض قد أنجبت الكثير من الطغاة فإنها أنجبت أيضا الكثير من الأنبياء والنبلاء ورسل السلام ،
إن القدس في انتظار غاندي جديد يقهر الشر بالخير والسلام . القدس لازالت تصلي .