الأقباط متحدون - ذكرى ميلاده مع ثورة تنبأ بها 25 يناير.. يوسف شاهين.. عاش مرددًا عبارة مصر هتفضل غالية عليّا
أخر تحديث ١٠:١٦ | السبت ٢٥ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش١٧ | العدد ٣٠٨٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ذكرى ميلاده مع ثورة تنبأ بها 25 يناير.. يوسف شاهين.. عاش مرددًا عبارة "مصر هتفضل غالية عليّا"

يوسف شاهين
يوسف شاهين

بقلم سيد محمود سلام

 ما زالت عبارته الشهيرةالتى جاءت على لسان محسن محيى الدين فى فيلم "وداعًا بونابرت" وهى "مصر هتفضل غالية عليا" من أقوى العبارات المؤثرة عن مصر، وما زال مشهد الثورة ضد الظلم والقهر فى هذا الفيلم والذى يشبه إلى حد كبير ثورة المصريين فى 25 يناير التى تواكب احتفالاتها من كل عام مع يوم ميلاد المخرج الكبير يوسف شاهين الذى ولد فى 25 يناير من عام 1926.

 
"مصر هتفضل غالية عليا"كانت وما زالت هى المحرك للمشاعر عندما يعرض فيلم "وداعًا بونابرت"، ولم يكن فيلم "وداعًا بونابرت" هو العمل الوحيد الذى قدم فيه شاهين مشاهد مؤثرة عبر فيها عن مصريته وعن حبه لهذا الوطن، بل ظل يحلم بثورة تشبه ثورة يناير حتى أنه عندما خرج من مكتبه القريب من نقابة الصحفيين ليشاهد بنفسه المظاهرات المنددة بحكم "مبارك" لم يتردد لحظة فى أن يمسك بدفتره الذى لم يكن يفارقه فى مكتبه مسجلاً انطباعاته، ويناقشها في ما بعد مع مساعده آنذاك المخرج خالد يوسف ليخرج بفيلمه الشهير "هى فوضى" الذى كان نقطة انطلاقة ثورة ، بل هو جزء مما نعيشه حاليًا.
 
ردده الرئيس السابق مبارك فى خطاباته الأخيرة "إما أنا أو الفوضى" وردده رجل الشارع بأننا نعيش "فوضى" وظل هذه الفيلم محل نقاش وجدل حتى قامت ثورة 25 يناير التى لم يشاهدها، إذ رحل شاهين فى 27 يوليو عام 2008 أى قبل الثورة بثلاث سنوات لكن فيلمه "هي فوضى" ظل معبرًا عن جزء كبير مما يحدث فى مصر.
 
واستحق شاهين أن يطلق عليه المبدع الثائر دائمًا فهو لم يغازل نظامًا سياسيًا، وكان أكثر المخرجين الرافضين لنظام مبارك، وخرج فى مظاهرات كثيرة ضد قرارات أصدرتها الحكومات السابقة ومنها مظاهرته مع جموع الفنانين ضد قرارات، رآها أنها تحد من حرية الفنان ومنها القانون 103 الخاص بتنظيم النقابات الفنية والذى كان يعطى لنقيب السينمائيين البقاء فى منصبه مدى الحياة وأضربت بسببه تحية كاريوكا عن الطعام عشرة أيام ورافقها شاهين فى الإضراب.
 
وكان لشاهين آراء سياسية واجتماعية واضحة، ففي الفترة بين 1964 و 1968 عمل يوسف شاهين خارج مصر بسبب خلافاته مع رموز النظام المصري، وقد عاد إلى مصر بوساطة من عبد الرحمن الشرقاوي. كما كان أول من عبر عن رفضه لما سمى بجماعات "الإسلام السياسي" ، كما تتضح آراؤه في عدد كبير من أفلامه كفيلم "باب الحديد" الذي صدم الجماهير بتقديمه صورة محببة للمرأة العاهرة، وفيلم "العصفور" سنة 1973 الذي كان يشير إلى أن سبب الهزيمة في حرب 1967 يكمن في الفساد في البلد.
 
كما أثار فيلم المهاجر عام 1994 غضب الأصوليين لأنه تناول قصة يوسف بن يعقوب عليهما السلام. كما تنوعت أفلام شاهين في مواضيعها فمن أفلام الصراع الطبقي مثل فيلم صراع في الوادي- الأرض- عودة الابن الضال - إلى أفلام الصراع الوطني والاجتماعي مثل - جميلة - وداعًا بونابرت - إلى سينما التحليل النفسي المرتبط ببعد اجتماعي مثل - باب الحديد - الاختيار - فجر يوم جديد.
 
ويوم رحيله أشاد به سينمائيو ورؤساء العالم ومنهم الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزي الذى وجه تحية إليه واصفًا إياه بأنه "مدافع كبير عن حرية التعبير وبشكل أوسع عن الحريات الفردية والجماعية.
 
وكتب الرئيس الفرنسي في بيان "فقد الفن السابع أحد أشهر المساهمين فيه يوسف شاهين المتعلق جدًا بمصر لكنه منفتح على العالم هو مخرج ملتزم ومدافع كبير عن حرية التعبير وبشكل أوسع عن الحريات الفردية والجماعية وأنه سعى طوال حياته من خلال الصورة إلى التنديد بالرقابة والتعصب والتشدد".
 
وأن موهبته سمحت له بتطوير أشكال مختلفة للتعبير الفني وولوج كل أنواع الأفلام التي تتناول السير الذاتية واستعادة التاريخ وأيضًا الاستعراضية.
نقلأ عن الاهرام
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع